ترجمات عبرية

د.ميئور كوهن / السهم السياسي لغالنت

معاريف – بقلم  د.ميئور كوهن – د. في الجغرافيا والبيئة ومختص في  مجال البدو في القرى غير المعترف بها  – 5/6/2018

عرض وزير البناء والاسكان يوآف غالنت امس في لجنة الداخلية في الكنيست خطته “سهم للجنوب” لتعزيز الاستيطان اليهودي في النقب ومنع ما يسميه فقدان السيطرة الاسرائيلية في المجال. وضمن امور اخرى القيت الى الفضاء كلمات مثل “ارهاب”، “توسع فلسطيني اسلامي مصدره في جبل الخليل” و “السيطرة المعادية”.

هذه خطة اخرى في سلسلة خطط، تقارير ولجان، حاولت ان تعالج على مدى السنين ما يسمى مشكلة “الشتات البدوي” – نحو 45 قرية غير معترف بها تحيط ببئر السبع. ضمن امور اخرى، يمكن ان نحصي تقرير لجنة غولدبرغ، لجنة برافر، وتقرير بيغن لتسوية الاستيطان البدوي في النقب. كلها، على نحو عجيب، تبخرت وانتهت بهمسة ضعيفة.

ينبغي ان نتمنى للوزير ولخطته النجاح، مهما كانت دوافعه. ولكن مزعج بالاساس استخدامه للتعابير المتطرفة تجاه مواطنين اسرائيليين، جماعة مستضعفة، وفقا لكل المقاييس الاجتماعية – الاقتصادية توجد في اسفل الجدول.

لا ينبغي الاستخفاف بالسلوك الفاسد للبدو في لجان التخطيط المختلفة، وبالمصاعب التي يضعونها امام من يحاول تسوية الاستيطان، مصاعب تنبع اساسا من غياب الزعامة، من النزاعات بين القبائل ومن مصالح مختلفة.

ولكن من المهم الايضاح بان البدو هو الطرف الضعيفة في المعادلة. فقد نقلتهم الدولة الى منطقة مجاورة لبئر السبع بعد قيامها وبخلاف ارادتها. ومنذئذ بقوا فيها دون تسوية، دون بنى تحتية ودون خطط تنمية. وتوسعهم غير القانوني في المنطقة هو اساسا نتيجة اهمال الدولة، غياب انفاذ القانون وفي واقع الامر، كتحصيل حاصل، التخلي عن سيادتها في النقب.

ان مطلب البدو للاعتراف بالبلدات القائمة ليس بلا اساس. فالبدو في القرى غير المعترف بها هم في اساسهم مزارعون. فهم يتواجدون في المنطقة منذ بداية الخمسينيات وليس لهم مصلحة في الانتقال الى بلدات مدينية، هي في معظمها ضعيفة، مهملة، تعاني من ثقافة عنف، وعنها ايضا تدير الدولة اقدامها. وبالتالي لا يوجد ما يدعو الى نسخ النموذج الفاشل الى بلدات مدينية اخرى.

ان تسوية الاستيطان البدوي غير المعترف به في النقب هو، قبل كل شيء، مصلحة الدولة، ولكنها ملزمة في ان تتضمن الى جانب العصي سلسلة من الجزر، في شكل اعتراف بالاستيطان الزراعي على اساس القرى نفسها.

يحتمل أن يكون وزير البناء يقوم بمناورة سياسية على ما سبق أن طحن حتى اصبح دقيقا في الحكومات السابقة منذ التسعينيات. من جهة اخرى، يحتمل أن يتوفر اخيرا حل للمشكلة. ولكن من هنا وحتى تسمية البدو “ارهابيين” ووصف الجنوب بانه “تحت الهجوم”، الطريق طويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى