أقلام وأراء

د. محمد صالح الشنطي يكتب – لا تحرقوا السفن اضبطوا خطواتكم وردود أفعالكم لا تقعوا في شرك الارتجال

د. محمد صالح الشنطي
       آخر ما ينبغي فعله في هذه (الأزمة المنعطف) أن ننقاد إلى مربع الديماجوجيّة والغوغائية و التسرّع في اتخاذ الخطوات ، يجب أن يكون كل شيء بحساب ، لا تنخدعوا بالجزيرة التي تغتنم الفرصة لتوقع بينكم و بين محيطكم العربي ، صمّوا آذانكم عن الأصوات التي تحرّضكم لتفقدوا كل معاقلكم ، لاتدعوا أحدا يخرج عن الجادّة خصوصا المسؤولين الكبار ، أيّ حديث هذا الذي نسمعه عن اللجوء إلى أعدائنا إذا خذلنا الأصدقاء ؟
و أي كلام هذا عن من دفع و من لم يدفع ؟ لوذوا بالحكمة ؛ فكلّ كلمة محسوبة عليكم ، شكّلوا خلية أزمة من العقلاء كان ينبغي أن تكون قد شكّلت منذ زمن  ، لايجوز أن يسمح لأحد أن يحرق علما عربيا ، لأن العلم أيقونة الشعوب و رمز لكرامتهم ؛ وهم مع القضية وإن تطاول بعض الجهلة  والمندسين و العملاء  ليقعوا بينكم و بين إخوانكم ، لاتسارعوا إلى الفضائيّات ذات الأجندات  ، كل كلمة محسوبة ، والسياسة رمال متحركة فلا تنخدعوا بالسراب ، لتكن حساباتكم صحيحة و خطواتكم محسوبة .
       قولوا وجهة نظركم بهدوء و بالأدلة و فنّدوا المزاعم وقدّموا خطابا إعلاميا راقيا و حازما ، لاتنجرفوا خلف الشعارات ، هل فاجأكم الحدث ؟ إذا كان الأمر كذلك فهذا دليل على قصر نظر وقصور في الرؤية السياسيّة والجري وراء الأوهام ، أين بصيرتكم السياسية؟ من غير المسموح أن يترك كل شيء للصدف ، أين مختبراتكم وحساباتكم و استطلاعاتكم  و مراكز أبحاثكم وأين اللجان المتخصصة ، وخلايا الأزمات ، هل ما زلنا نرتقب الصدف و نراهن على السراب ؟
      عجبت لهذا النزق ومن قيادات وازنة ‘ عجبت لهم وهم ينساقون لماتريده قناة الجزيرة من استثمار للحدث لحسابها الخاص ، يا أخ عزام الأحمد أنت رجل مسؤول : ما الذي تقوله على الجزيرة؟ نرجوك ما هكذا تورد الإبل . يا أخ جبريل : لماذا في هذا الوقت الحرج و مواقع التواصل تناوش الفلسطينيين وسلطتهم تستعدي دولا  كانت تدفع وتؤازر حتى يقال إن الفلسطينيين مع من يدفع ، لا يجوز هذا . انتبه فأنت أمين سر اللجنة المركزية لفتح وكل كلمة منك تحسب على فتح ، لست بحاجة لمن يلفت انتباهك إلى أن كل كلمة محسوبة عليك ” ليس الشديد بالصرعة ؛ إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب” أهيب بكم أن تتريّثوا قليلا فيما تقولون لا تقلبوا الطاولة في وجه أحد : ابسطوا وجهة نظركم بهدوء وأدب و لا تتنكّروا لأحد ، ولا تركنوا إلى وحدة هشّة ماتلبث أن تنفرط و مع هذا حافظوا عليها ؛ ولكن كونوا على حذر (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)
    محيطنا العربي بمثقفيه ورجاله المخلصين معنا فلا تستعدوهم بالأعمال الغوغائية و حرق الأعلام و الصور و المجسمات ، القضية عادلة ، ردّوا على الاتهامات بهدوء و ستجدون من يتجاوب معكم ، هذه لحظة حرجة ، لحظة تستلزم الضبط و الربط والإقناع و التواصل مع الأ؟شقاء ، و ليس القطيعة معهم ، نريد رشدا سياسيا و حنكة إعلامية و منطقا مقنعا داحضا للاتهامات مفنّدا للمزاعم ، وليس انفعالا أهوج وضلالة عمياء .
   صبرا أيها الساسة و القادة ؛ بالحكمة نتجاوز المرحلة ، وبالهدوء نتخطّى عتبات الأزمة ، وبالتعقّل نجتاز عتبات الخلاص  مهما اشتد الظلام واستعلى الطغيان .
فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى