أقلام وأراء

د. فايز بصبوص الدوايمة يكتب – لا شيء يُغيّب فلسطين عن الدبلوماسية الأردنية

بقلم  الدكتور فايز بصبوص الدوايمة *- 20/11/2020

الدبلوماسية الأردنية لا تفقد بوصلتها رغم ما يحصل على الصعيد الدولي من فوضى عارمة أحدثها تفشي الوباء بموجته التالية، ولا الفوضى العارمة الذي أحدثها ترامب بعد الانتخابات الأميركية، كل ذلك ووسائل الإعلام تركز على فوضى الإعلام الدولي القائم على الاسئلة الكبرى من هو رئيس الولايات المتحدة.



ومن هذه المنطلقات في أولوياتها تظاهرت في سياق تلك الفوضى العارمة السياسية والإعلامية نداء واستغاث من (الأونروا) بأنها لن تسطيع أن تسدد رواتب موظفيها، وذلك للنقص الحاد في التمويل والذي يفوق 70 مليونا كل ذلك يحدث والدبلوماسية العربية غائبة تماماً عن هذا الحدث، والذي سينعكس فوراً على اللاجئين الفلسطينيين في المناطق التي تشرف عليها «الأونروا»، لكنها بوصلة الهاشميين الدائمة والتي لا تكل ولا تمل في دعم الاشقاء الفلسطينيين كونها القضية المركزية بغض النظر عن تلك الفوضى وانعكاساتها، لنؤكد أن القرار السياسي المرجعي الذي يقوده باقتدار جلالة الملك عبدالله الثاني تُرجم بإطاره الدبلوماسي من خلال الاتصال مع دول العالم، وخاصة مع الدولة الكندية التي أبدت استعدادها الكامل لدعم «الأونروا» بناء على التواصل اليومي والزيارات المتبادلة والعلاقات الدبلوماسية والتي جعلت معيار القياس السياسي الإنساني لجلالة الملك والتي تعتبر ركيزة من ركائز السياسة الخارجية الأردنية ومباشرة قامت الحكومة الكندية مشكورة بدعم «الاونروا» بإطارها المرحلي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الترهل والاستهتار المالي، ليس فقط للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الفلسطينيين إنما استهداف رمزية «الأونروا» التي تقوم على حق العودة والتي هي جزء لا يتجزأ من الثوابت القيمية السياسية للهاشميين كسياسة لا يمكن أن تشتتها الفوضى الاقليمية أو تعتبرها قضية ثانوية.



فوجئ كل عربي وأردني بأن جلالة الملك رغم الفوضى العارمة في الإقليم وتداعيات كورونا المحلية وإفرازات الانتخابات النيابية، أن جلالته ما زال يعتبر أولى أولويات البوصلة الأردنية القضية الفلسطينية كحلقة مركزية حقيقية في كل التوجهات السياسية للدولة الاردنية.

هذه الرسالة أرادها جلالة الملك أن تبعث إلى القاصي والداني، والداخلي والخارجي، بأن أي مخطط لتغييب القضية الفلسطينية عن الأولويات والثوابت، أو عن الماكنة الإعلامية لن تمر على الرؤية الهاشمية بأن ما يحاك للقضية الفلسطينية خلف الأبواب المغلقة والإعلام لا يمكنه أن يمس الرقابة اليومية للتطورات القضية الفلسطينية وما يترجم على الأرض في إطار «صفقة القرن» والضم الناعم للأراضي الفلسطينية، وهذا ما جعل كل القوى العربية والفلسطينية أن تتطلع باحترام لليقظة الهاشمية الدقيقة لكل التحولات السياسية في المنطقة.

رسائل ملكية في مناسبات مختلفة أكد عليها جلالة الملك أن لا تغييب ضمن أي إطار لمركزية القضية الفلسطينية في فكر الهاشميين والأردنيين، ومهما حدث من تحول وتغييب! فالأردن دائماً بوصلته القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ولن تسطيع اي قوة على الأرض زحزحة الدبلوماسية الأردنية عن المقاومة الذكية والمتوازنة لـ «صفقة القرن» بغض النظر عن ما تفرزه الانتخابات الأميركية..



فطوبى لتلك الدبلوماسية وتلك اليقظة التي ستحدث تغييراً كلياً في المرتكزات السياسية للدبلوماسية العربية، ولكن بتدرج ذكي يعبر عنه ذلك التوازن الأخلاقي الإنساني لسلوك الهاشميين، ضمن إطار أنسنة السلوك السياسي الدولي، الذي سيعتبر ركيزة للعلاقات الدولية في المرحلة القادمة..



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى