أقلام وأراء

د.فايز بصبوص الدوايمة يكتب – المستوطنات .. الخطوة الأخيرة لإنقاذ نتانياهو

د. فايز بصبوص الدوايمة 2/12/2019

مع بدء المرحلة الأخيرة من تشكيل الحكومة الصهيونية قذفت الحكومة الأميركية آخر طوق نجاة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، من خلال إعلانها بان المستوطنات الصهيونية بالضفة الغربية هي اجراء يتماشى مع القانون الدولي.

هذا الإعلان هو خطوة أولية تمهل للكيان الصهيوني القدرة على الضم الكلي لمستوطنات الضفة الغربية واعتبارها أراض إسرائيلية لا تخضع لأي تفاوض مع الجانب الفلسطيني في المرحلة القادمة وأنها أصبحت كما هي الجولان أراضي تحت السيادة الكلية للكيان الصهيوني. هذا التحول غير مفاجئ بتوقيته وبآليات اختياره من قبل الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترمب تؤكد على أن السياسة الخارجية الامريكية قد فقدت توازنها ودورها في المنطقة وذلك ليس فقط من أجل انقاذ نتانياهو إنما أيضا هو ترجمة طبيعية لمشروع صفقة القرن وجزء لا يتجزأ من مرتكزاتها.



المهم هنا أن نوضح بأن هذا القرار كان سيتخذ مباشرة في حال إعادة تشكيل الحكومة الصهيونية برئاسة نتانياهو ولكن الأسباب الحقيقية في هذا التوقيت تكمن بأن حزب الليكود لم يستطع تشكيل حكومته وتتالت الضربات على رأس نتانياهو داخليا من خلال ملف الفساد والأهم هنا خارجيا فالإخفاق الأخير والصفعة التي تلقاها نتانياهو من المقاومة الفلسطينية في غزة في آخر جولاتها مرورا بتجاوز ثوابت في السياسة الصهيونية خلال فترة وجيزة في أقل من شهر كان الأردن يعلن استعادة أبنائه المعتقلين دون قيد أو شرط، وهذه سابقة في تعامل الكيان الصهيونيمع أي معتقل سياسي.

والضربة الأخرى جاءت من خلال رفض الأردن رفضا قاطعا التمديد لملحقي وادي عربة والغمر وصفحة التجديد لوكالة الأونروا من قبل الهيئة المتحدة واخر الضربات القياسية جاءت من الاتحاد الأوروبي من إعلانه الواضح والصريح بان لا مجال للاعتراف بالمستوطنات الصهيونية، وأن كل تلك المستوطنات تعتبر غير شرعية وكل انتاجها يجب على إسرائيل وضع علامة توضح فيها ان تلك المنتجات غير ناتجة عن المستوطنات حتى يتعامل معها الاتحاد الأوروبي.

هذه الصفعات المتتالية أدت الى تراجع فرصة تشكيل حكومة صهيونية يرأسها نتانياهو. من هذه الزاوية بالضبط جاء طوق النجاة الأميركي وجرعة ادرينالين تستهدف إعادة احياء نتانياهو الصديق المقرب للرئيس الأميركي ولهذا ومنذ الساعات الأولى لإعلان هذا القرار ردت الخارجية الأردنية في التأكيد على عدم شرعية هذا القرار واعتبرته بمثابة المسمار الأخير في نعش حل الدولتين.

سرعة الرد الأردني نابعة من نفس التوجه في مراكمة اللكمات على وجه نتانياهو ورسالة تعتبر مرجعية للدول الغربية في التعامل مع هذا القرار، وهذا كان واضحا من خلال الموقف الأوروبي الحازم والصارم والعملي.

ندعو الله ان تلتحق الدول العربية والإسلامية والمحبة للسلام العالمي وللعدل الدولي ان تلتحق بموقف الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى