د. عقيد احتياط عيران ليرمن: الشريك الصغير في غزة وارباب – عمله المخفيون في ايران

اسرائيل اليوم – بقلم د. عقيد احتياط عيران ليرمن – 30/5/2018
صلية قذائف الهاون في الصباح ومحاولات التسلل والعملية التي سبقتها هي مثابة تذكير: حركة حماس وان كانت تسيطر في قطاع غزة، الا ان لها هناك شريك صغير، عصبي وخطير، ترفض نزع سلاحه. وثمة لهذا سبب. بينما تعمل قيادة حماس مع الايرانيين (بشكل عام) الا انها تحافظ على حرية عملها، اما الجهاد الاسلامي الفلسطيني فيعمل للايرانيين ويخضع بقدر كبير لامرتهم.
وعليه، وكي لا ينشأ شرخ عميق مع طهران – بعد أن تشوشت العلاقات على اي حال، بسبب الخلاف حول الموقف من نظام الاسد في سوريا – تفضل “حكومة” حماس في غزة عدم العمل بقوة الذراع ضد الجهاد الاسلامي. وذلك حتى لو كان معنى الامر “كثرة البنادق” ووجود قوة عسكرية مستقلة بحجم هام لا يتبع صلاحيات حماس ويخدم مصلحة خارجية.
لقد سبق ان تبين في الماضي (بمثابة “جولات صغيرة” سبقت حملة الجرف الصامد) بان الحديث يدور من ناحية حماس القرار من شأنه ان يكلفهم ثمنا باهظا. الجهاد الاسلامي ليس تنظيما فلسطينيا مستقلا، من تلك التنظيمات التي كافحت للحفاظ على ما يسمى بالعربية “استقلالية القرار”، (مثل فتح في عهد عرفات، او حماس اليوم). فبكل معنى الكلمة، هذا تنظيم يعمل بتكليف من النظام الايراني ويخدم مصلحته (هذا دليل على أن المعسكر الراديكالي بقيادة ايران ليس بالضرورة شيعي فقط: فيكاد لا يكون هناك شيعة في الجمهور الفلسطيني، والجهاد الاسلامي هو تنظيم سني مثل حماس وداعش).
لايران جدول اعمال خاص بها. مريح لها أن تمارس على اسرائيل الضغوط والتهديدات حتى دون أن تورط حزب الله في حرب او ان تواصل المناوشات في حدود الجولان، والتي كلفتها ثمنا باهظا. مريح أكثر بكثير الركوب على موجات التصعيد في غزة (التي يحظى فيها الجانب العربي بعطف في العالم جراء الازمة الانسانية). وفي ظل ذلك، تشير ايران الى حماس بان بوسعها ان تمارس قوة وقائية حول محاولات التسوية التي تفحص من خلال مصر، قطر وغيرهما.
ليس لاسرائيل مصلحة في التصعيد، ولا حتى في الانجرار وراء لعبة ايرانية عديمة المسؤولية. وفي نفس الوقت، من المهم ان تجسد ردود اسرائيل جيدا لقيادة حماس بان الوضع الحالي الذي يكون بوسع رجال الجهاد الاسلامي فيه ان يقوموا بمبادرتهم (اي، بتكليف من ايران) بدهورة قطاع غزة الى مواجهة واسعة اخرى، لا ينسجم مع المصلحة الوجودية لحركتهم.