أقلام وأراء

د.طارق فهمي يكتب – الحل في إسرائيل.. حكومة المائة اليوم

د.طارق فهمي *- 17/4/2021

يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس تحالف أحزاب اليمين «يمينا»، «نفتالي بنيت»، للاتفاق مبدئياً، على تشكيل حكومة يمينية تكون مدعومة من «الحركة الإسلامية» برئاسة منصور عباس، وهو الأمر الذي ما زال يواجه بتحفظات حقيقية من قبل بعض القوي اليمينية الأخرى، وخاصة قائمة «الصهيونية الدينية»، برئاسة «سموتريتش«و«إيتمار بن غفير»، والتي ترفض دخول حكومة يتواجد فيها تيار اسلامي مع التأكيد علي أن نتنياهو والأحزاب الدينية و«نفتالي بنيت»، معاً، لا يشكلون سوى 52 نائباً، فيما نال زعيم «يوجد مستقبل»، يائير لبيد الذي احتل حزبه المكان الثاني في ترتيب الأحزاب تأييد حوالي 45 نائباً لتشكيل الحكومة. والطرفان الآن في حاجة إلى زيادة العدد من قوي اليمين، حيث يطرح حزب «الأمل الجديد» نفسه والذي يمثله «جدعون ساعر» القيادي السابق في تكتل اليمين والقادر على أن يحسم الأمر. ولكن الإشكالية القائمة ترتبط برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فكرة التناوب في رئاسة الحكومة، أو الدخول في مساومات حزبية جديدة بدليل تخوفه من تعيين وزير عدل يعمل على تعزيز الجهاز القضائي، ويمارس عمله من دون قيود، أو ضغوط من نتنياهو، والذي يريد تعيين وزير يساعده على وقف محاكمته، خاصة وأن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، «أبيحاي مندلبليتس»، أعلن عن قيود جديدة سيتم فرضها على انعقاد اللجان الحكومية في غياب وزير العدل. وبعث برسالة إلى سكرتير الحكومة الإسرائيلية، وطلب منه عدم عقد جلسة المجلس الأمني المصغر، إلى أن يتم تعيين وزير عدل.

تشكيل الحكومة ما زال يواجه بصعوبات خاصة مع إعادة تدوير مقترح بتشكيل حكومة يمينية لا يتولى نتنياهو رئاستها خلال السنة الأولى -على الأقل- وإنما نفتالي بينيت زعيم حزب «يمينا» باعتبار أن هذا الحل هو المخرج الأخير، حيث جرى تداوله بين نتنياهو وأحزاب اليمين و«الحريديين»، وقد يوافق زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر على المقترح على أن يتولى «بينيت» رئاسة الحكومة أولًا، فيما يكون نتنياهو رئيس الحكومة البديل بموجب تعديل القانون لدى تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها، وتولي رئيس حزب «أزرق أبيض» أو «كاحول لافان»، بيني جانتس، هذا المنصب مع التأكيد علي أن نتنياهو يرفض تقاسم رئاسة الحكومة بحيث يتولى نفتالي بينيت المنصب سنتين، وسيرتبط ذلك بمسار ما سيتم في إطار محاكمة نتنياهو بتهم تتعلق بمزاعم فساد.

في كل الأحوال، فالواضح حتى الآن أن إسرائيل تواصل السير في حلقة فراغ من دون توفير أية حلول مقبولة، فمنافسو نتنياهو لا يستطيعون تشكيل حكومة حتى مع القوى اليمينية. ولا نتنياهو قادر على تشكيل الائتلاف الذي يريد. وحتى انقضاء مدة التكليف ستجري مداولات لمحاولة الخروج من المأزق الراهن، والتي لاحل لها سوى حكومة المائة يوم ليكون هدفها رفع الضغوط على نتنياهو من اتفاقه مع «أزرق أبيض» بزعامة بيني جانتس، والذي يمنع اتخاذ قرارات أساسية، وإلى حين التوصل لتشكيل نهائي من قاعدة «اليمين» أياً كان شخوصها.

* أكاديمي متخصص في العلوم السياسية والاستراتيجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى