ترجمات عبرية

د. رويتل عميران – يوجد مستقبل في المعارضة

معاريف – بقلم  د. رويتل عميران  – 28/1/2019

يئير لبيد، فنان الرقص في كل الاعراس، يفعل هذا مرة اخرى. صحيح حتى الان يعارض الوحدة مع بني غانتس ويهرب من حزب العمل طالما لا تزال الروح فيه. وهكذا يدفن رئيس يوجد مستقبل امكانية خلق كتلة ذات احتمال لاسقاط حكم نتنياهو. ذاك الحكم الذي يقف ضد سياسته. السبب لسلوكه لا يكمن فقط في اعتبارات الأنا او في الاعتقاد بانه حتى الانتخابات سيجترف يوجد مستقبل ثلاثين مقعدا وسيكون هو من يكلفه الرئيس بتشكيل الحكومة.

يعتقد لبيد ببساطة بان هذا هو طريقه الوحيد للدخول الى الائتلاف التالي والنجاة من الموت السريري في المعارضة. وبالتالي فقد صرح بانه لا يستبعد الجلوس في ائتلاف مع الليكود، ومن جانب آخر يستبعد الجلوس مع نتنياهو في حالة رفع لائحة اتهام ضده.

لبيد مخطيء، سياسيا وجوهريا. مؤشرات عديدة تبين ان وجهة المستشار القانوني للحكومة لرفع لائحة اتهام، تبعا للاستماع، ضد رئيس الوزراء قبل الانتخابات. وبالتوازي تبين الاستطلاعات بان وجهة حزب الليكود برئاسته هي أن يجترف المقاعد الاكثر. يؤمن لبيد بان لائحة الاتهام التي سترفع ضد نتنياهو قبل الانتخابات ستؤدي الى انصرافه  واستبداله بالمرشح الثاني في قائمة الليكود للكنيست. الاحتمال في أن يحصل هذا ليس عاليا. فنتنياهو لا يدير الان حربا ضد كل العالم كي يخلي الساحة فقط بسبب قرار مندلبليت. وبالتأكيد ليس اذا جلب انتصارا جارفا لليكود.

اضافة  الى ذلك، فان كل الشراكات الائتلافية الطبيعية لليكود – الكتل الاصولية، اليمين الجديد، اسرائيل بيتنا وربما ايضا جيشر – ستكون جاهزة لان توصي بنتنياهو امام الرئيس واعطائه مهلة على الاقل حتى نهاية اجراء الاستماع، الذي على اي حال سيستغرق بضعة اشهر، وفي اثنائها من شأنه ان ينظم لنفسه القانون الفرنسي. بل ان بعضا من الشركاء يعلنون بانهم سيسمحون له بالبقاء في منصبه حتى القرار القضائي النهائي.

كما أن الاحتمال بان يقرر الرئيس ريفلين، بسبب لائحة الاتهام الا يحترم ارادة الناخب وان يكلف بتشكيل الائتلاف نائبا من حزب يشكل مجموع مقاعده نصف مقاعد الليكود هو احتمال طفيف. بيبي لن يخلي الساحة الا حين يكون بديل له حقا. اذا ما قرر الاستقالة في مرحلة ما فان استقالته، هكذا حسب القانون الاساس للحكومة ستجر انتخابات جديدة.

جوهريا، ثمة في عدم استعداد لبيد لاستبعاد  الليكود ما يشكك بناخبيه. يكفي الانصات لعوفر شيلح وللاعب التعزيز الذي انضم اليه منذ وقت غير بعيد، رام بن باراك، كي نفهم بان مواقفهم السياسية والايمان بحل الدولتين بعيدة جدا عن مواقف جدعون ساعر وأقرب بكثير من مواقف عمير بيرتس. كما أن تشديد يوجد مستقبل على نظافة الايدي واهمية حكم القانون لا ينسجم وريح الاسناد التي يمنحها نواب الليكود لبيبي وحملته ضد محافل انفاذ القانون. في حالة تحقق الاحتمال الطفيف في أن يخلي رئيس الوزراء مكانه دون انتخابات متجددة، على اساس اي خطوط مشتركة سينضم يوجد مستقبل الى حكومة واحدة مع تسيبي حوتوبيلي، يعقوب ليتسمان وشولي معلم؟ فهل يتخيل أحد ما مثلا الكتلة تصوت في صالح قانون الاستماع للقضاة الذي يخطط له يريف لفين؟ أو في صالح قانون عقوبة الموت للمخربين لافيغدور ليبرمان؟

بسلوكه يشق لبيد الطريق لحكومة نتنياهو الخامسة. نهايته أن يلعق جراحه في المعارضة ويتهم مرة اخرى باحباط التغيير الذي يتمناه الكثيرون أو كما درج على القول، سيأكل السمك النتن ويطرد من المدينة ايضا.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى