ترجمات عبرية

د. حاييم مسغاف يكتب / لا طلاق

معاريف – بقلم  د. حاييم مسغاف – 16/12/2018

قبل بضعة ايام دشنت التحويلة الجديدة التي بنيت في مفترق ادام. هذا مفترق مركزي في قطاع بنيامين وهو يسمح من الان فصاعدا بسفر سلس، مثلا، بين بيت ايل وبين القدس دون أن يعلق المرء في أزمات سير يخلقها الخارجون من رام الله. لا أدري كم من القراء كانوا على علم بالاحتفال بالحدث والذي جرى بحضور رئيس الوزراء ووزير المواصلات – ولكني رأيت في هذا جوابا قاطعا على الحملة الهاذية، برأيي، لاولئك الذين يدعون الى “الطلاق من الفلسطينيين”.

هذا لن يحصل، بالطبع، الا اذا طلب العرب ترك منازلهم، مثلما فعل الكثيرون منهم إبان حرب تحريرنا. على الاراضي التي تركت في حينه بنت اسرائيل مئات البلدات، الاحياء، المدن والكيبوتسات. ومن يطلب اليوم  اعادة الدولاب الى الوراء مصاب بالاوهام. لا في الجليل ولا في النقب ، لا في حيفا ولا في صفد او تل أبيب، هذا لا يمكن ان يحصل؛ ولكن في يهودا والسامرة ايضا هذا لن يكون. ليس بسبب التحويلة، المنقذة من أزمات السير، في  مفترق ادام، والتي ارى فيها وساما وقدوة للتصميم اليهودي على البقاء الى الابد في المكان الذي ولدت فيه قومية دولة اليهود قبل الفي سنة، ولا بسبب مئات الالاف الذين انتقلوا للسكن في هذه المناطق وفي القدس الموسعة، بل لان هذا هو المكان الوحيد على وجه الارض الذي يمكن لنا ان نسميه “وطنا”.

لقد سبق أن رأينا ما يحصل لليهود حين لا يكون لهم الى اين يهربون. وعليه، فعندما ظهرت اليافطات الاولى الى جانب الاعلانات الضخمة على صفحات كاملة في الصحف، تساءلت – ليس عن مصدر المال الكثير الذي سكب هنا – بل على نية مبادري الشعار المغسول هذا الذي سبق ان رأينا مثله في الماضي؛ كل مرة بلباس آخر. فهل يريدون حقا انسحابا آخر في صيغة الهروب المعيب، المفزوع، لايهود باراك من الحزام الامني، الخطوة التي أدت برأيي الى اندلاع الانتفاضة الثانية، بمئات ضحاياها، لان عرفات اراد ان يحقق ما حققه نصرالله دون اتفاق؟ أم يريدون فك ارتباط وطرد اضافي لليهود من منازلهم مثلما حصل في غوش قطيف وشمال السامرة؟

اجوبة واضحة، متماسكة، لم ينجح الضباط الذين يقفون خلف هذا الجنون الجديد في أن يقدموها. سمعت احدهم، على الاقل، تجرى معه مقابلة وقد بدا، برأيي، ليس واضحا تماما. فهو لم يتحدث عن مخطط ملموس، ومع ذلك كان بودي أن اعرض على هذا الرجل الطيب ان يستمع الى العرب؛ فبين اولئك الذين يسكنون في نابلس او في جنين وبين اولئك الذين يسكنون في حيفا او في الرملة، في اللد وفي يافا، لا يوجد احد منهم يتحدث عن العودة الى الاماكن التي هجرت بعد أن رفض العرب ان يقبلوا مشروع التقسيم او يتخلى عن الحلم الكبير لاقامة دولة عربية من البحر وحتى النهر. إذ لهذا الغرض انطلقوا الى الحرب في 1948. لا كي يحرروا اراض احتلت منهم بل كي يقطعوا رأس الدولة التي اقيمت في الحدود التي خصصت لها في قرار الامم المتحدة.

مهما يكن من أمر، ما كنت أعول على ارادة عربية لاي حل وسط. فالعرب لم يرغبوا في أي مرة بالمساومة مع الحركة الصهيونية. كثيرون منهم على الاطلاق لم يولدوا في هذه المنطقة. فقد وصلوا الى هنا كمهاجري  عمل؛ لا كي يقيموا هنا دولة بل كي يضيفوا على اليهود. لضربهم – ولقتل الكثيرين منهم قدر الامكان. ولتلطيف الوقع على اذان كل السذج ممن يعودون ليطالبوا بالتوصل الى حل وسط، يخيل أن من الاهمية بمكان ان نذكر لهم ما حصل ليهود الخليل في 1929. 67 يهوديا ذبحوا بوحشية مريضة. 20 الف يهودي كانوا يسكنون هناك هربوا – وهكذا انتهت الجالية التي سكنت في المكان مئات السنين.

هذا لن يحصل مرة اخرى. ليس في بلاد اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى