أقلام وأراء

د. إبراهيم أبراش: مبادرة أو “خلطة” بايدن

د. إبراهيم أبراش ٢-٦-٢٠٢٤: مبادرة أو “خلطة” بايدن

لا نستغرب حالة التفاؤل عند أهلنا في قطاع غزة عندما سمعوا بموافقات مبدئية من نتنياهو وحماس على مبادرة الرئيس الأمريكي بايدن لوقف الحرب على غزة دون أن يهتموا بالتفاصيل أو بمن انتصر ومن انهزم وقد تفاءلوا و احتفلوا قبل ذلك أكثر من مرة كلما سمعوا عن قرب التوصل لوقف الحرب، فالمهم بالنسبة لهم وقف مسلسل الموت والجوع وإبعاد شبح التهجير.

إن كنت أتمنى أيضا نجاح المبادرة دون توقف إن كانت أمريكية أو إسرائيلية أو قطرية ومصرية إلا أنه يجب عدم المبالغة في التفاؤل لأن تفاصيل المبادرة كثيرة وهي أقرب لإعلان مبادئ أو خلطة وتوليفة أمنية وسياسية وانسانية واستراتيجية بعيدة المدى قد تحتاج لسنوات وليس اشهر لتنفيذها إن صدقت نوايا إسرائيل، بالتطبيق ولنا تجربة فيما حصل عند إعلان المبادئ في اتفاقية أوسلو، وحتى إن اختلفت الظروف إلا ان اليهود والصهاينة لم يختلفوا إلا الى الأسوء.

إنها خلطة لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى وحديث ملتبس عن الانسحاب من مناطق مأهولة وعن حكومة جديدة وإعادة تشكيل منظمة التحرير وعن تطبيع مع السعودية، ومن غير الواضح إن كان الطرف الفلسطيني الذي سيتفاوض حول هذه القضايا منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب الفلسطيني وخصوصا أن المبادرة تتحدث عن إعادة بنائها وعن دولة فلسطينية؟ أم حركة حماس كونها الطرف الفلسطيني المحارب والمتحكم بإدارة قطاع غزة حتى الآن؟ كما أن نجاح المبادرة مرتبط بموافقة نهائية وواضحة من إسرائيل وبصدق نوايا نتنياهو، وليس بموقف واشنطن أو حماس أو العالم، وإسرائيل عودتنا على الخداع.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى