د. إبراهيم أبراش: قالوا إن …
د. إبراهيم أبراش 9-11-2024: قالوا إن …
الكيان الصهيوني لا يستطيع الحرب على عدة جبهات كما لا يتحمل الحرب طويلة الأجل ، فحارب العدو لأكثر من عام وتوسع على عدة جبهات ويهدد بالمزيد بل ويتهرب من كل المبادرات لوقف الحرب.
وقالوا إن مجتمعه مفكك وأي حرب ستدفع غالبيته للهجرة، فتوحد الصهاينة في الحرب وبدلا من هجرة اليهود هاجر من استطاع سبيلا من أهل غزة وخطر التهجير الطوعي والقسري يهدد كل الشعب.
وقالوا إنهم ابدعوا في صناعة الصواريخ التي وضعت مستوطنات ومدن العدو في مرماها، فكانت صواريخ أكثر من عبثية وأعادت الاحتلال للقطاع .
وقالوا إنهم مهندسو بناء الانفاق، فاستنزفت أنفاقهم مئات ملايين الدولارات التي كان يمكن أن تبنى بها مدارس ومستشفيات وفي النهاية تحولت الأنفاق لقبور لمقاتليهم.
وقالوا إنهم أعادوا الإسلام لقطاع غزة وفلسطين بعد أن ساد الكفر وقلة الإيمان في ظل من سبقهم في السلطة ووصفوا أنفسهم أصحاب الأيدي المتوضأة وحفظة القرآن وإن حكومتهم ربانية الخ
فكان فسادهم أفدح من فساد الحكومة التي اتهموها بالفساد
وساد النفاق والإسلام الشكلاني والأرتزاقي واصبح إسلامهم أداة قتل ونهب وابتزاز، وتراجع إسلام الفطرة الأولى.
وقالوا إن الملائكة تقاتل معهم في حروبهم، فجلبت حروبهم الموت والدمار في قطاع غزة ولم يتحقق النصر الذي وعدوا به الشعب ، وكأنهم يحمٌِلون الملائكة مسؤولية ما جرى لغزة وأهلها.
وقالوا إن شهداءهم لا يتحللون وتفوح رائحة المسك من جثامينهم، فتناثرت جثث الشهداء في الشوارع ونهشتها الكلاب.
وزعموا بعد سيطرتهم على السلطة في غزة إنها لله لا للسلطة ولا للجاه ، فكان تكالبهم على السلطة والجاه كأسوأ أنظمة الاستبداد في العالم ، ولم تكن لله إلا كشعار لجلب المال .
ونابوا عن الخالق في تكفير البعض وارسالهم لجهنم ومنحوا الشهادة لمن يموت منهم وكأن عندهم تفويضا الهياً بالنيابة عن الخالق، فقسموا الشعب الى دار الكفر ودار الإسلام، فخصوا أنفسهم (دار الإسلام) بالمساعدات والتبرعات والوظائف وحرموا منها (دار الكفر) .
وقالوا إن زوال دولة بني صهيون حتمية وحددوا مواعيد لنهايتها وفي مؤتمر وعد الآخرة وضعوا المخططات لإدارة فلسطين بعد تحريرها ، ولكنهم فشلوا ليس فقط في تحرير فلسطين أو منع العدو من إعادة احتلال القطاع الذي زعموا أنهم حرروه بل فشلوا حتى في إدارة قطاع غزة قبل الحرب وأثناءها.
وبعد ١٧ سنة من سيطرتهم على قطاع غزة وخمسة حروب آخرها حرب الإبادة التي أدت بأرواح حوالي ربع مليون ما بين قتيل ومفقود وجريح وأسير، وبعد أن اصبح قرارهم بيد إيران وليس قراراً وطنياً… بعد كل ذلك أما اَن لهم أن يتراجعوا عن عنادهم ومكابرتهم ويتوقفوا عن أكاذيبهم، ويعتذروا للشعب ويختفوا عن المشهد؟
إن لم يحدث ذلك واستمروا في مكابرتهم فسيكون حالهم ومصيرهم كحال تنظيم الدولة (داعش) في سوريا والعراق ويؤكد الشكوك بأنهم أداة يوظفها الاحتلال لاستكمال مخطط تصفية القضية الوطنية،وهذا ما لا نتمناه لهم ولنا.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook