أقلام وأراء

د. إبراهيم أبراش: توظيف انتقاد حماس للإساءة للشعب الفلسطيني

د. إبراهيم أبراش 17-10-2025: توظيف انتقاد حماس للإساءة للشعب الفلسطيني

انتقدنا وما زلنا ننتقد حركة حماس وبقية الفصائل المسلحة على طريقة ممارستها للمقاومة وهي ممارسة أساءت لحق ومبدأ المقاومة التي هو حق مشروع لكل الشعوب الخاضعة للاحتلال، أيضا على ارتباطاتها الخارجية وما سببه طوفانهم من منح إسرائيل مزيدًا من المبررات للقيام بحرب الإبادة والتطهير العرقي وهو مخطط صهيوني مُعد قبل الطوفان وذلك بهدف إفشال حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية، بل وطالبنا باعتبارها خارجة على القانون الفلسطيني وطالبنا بخروجها من المشهد الفلسطيني.

ولكن ما لاحظناه في الأشهر الأخيرة تزايد عدد مرتزقة الفضائيات والسوشيال ميديا وخصوصا الخليجية التي تدفع بسخاء، من غير الفلسطينيين والذين أصبح شغلهم الشاغل الهجوم الفج على حركة حماس وهدفهم وما توحي به مداخلاتهم انتقاد الشعب الفلسطيني وحقه بمقاومة الاحتلال وتحميلهم المسؤولية عن كل ما يجري، ويتعاملون مع الحالة الفلسطينية وكأن الحرب أو الصراع بدأ مع ظهور حركة حماس في الساحة الفلسطينية، ولم نشاهد لهؤلاء أثناء الحرب أو قبلها برامج أو أنشطة إعلامية تتحدث عن القضية الفلسطينية وتدافع عن شعب فلسطين وتفضح الحركة الصهيونية وممارسات اسرائيل العدوانية.

صحيح أن حماس بصفة جماعة إسلام سياسي وأحد أذرع الإخوان المسلمين ثم أذرع ايران تسببت بالانقسام  الفلسطيني وبمعاناة أهل غزة ،ولكن هؤلاء المحللون السياسيون والاستراتيجيون لا يتطرقون لأسباب تراجع القضية الفلسطينية قبل طوفان حماس، ولماذا طبٌعت دول عربية مع العدو قبل قيام دولة فلسطين وحتى والعدو يمارس الاستيطان والقتل في الضفة ويدنس المقدسات  والعدوان المتكرر على القطاع قبل الحرب الأخيرة ،ولماذا لم نسمع صوتهم أثناء موجة التطبيع الأخيرة في عهد ترامب وهو يعلن نقل مقر سِفَارة واشنطن للقدس مما يكرس ويؤكد على اعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل ؟ كما يتجاهلون دور الأنظمة العربية في ضياع فلسطين سواء في نكبة ١٩٤٨ أو نكسة ١٩٦٧؟

نعم انتقدنا حماس وطالبنا بخروجها من المشهد ولكن مشكلتنا الأساسية مع الاحتلال وكل الدول الداعمة له وخصوصا واشنطن الذين يتحملون كل المسؤولية عن معاناة شعب فلسكين، ودرجة من المسؤولية على الدول العربية والإسلامية وخصوصا منها المطبعة مع إسرائيل التي وقفت موقف المتفرج طوال عامين على شعب فلسطين وهو يُباد ويُجوع في قطاع غزة.

اليوم أو غدا ستختفي حماس بصفة حركة مقاومة وآنذاك سنرى ماذا ستفعل الأنظمة العربية والإسلامية وماذا سيقول مُرْتَزِقَة فضائيات العولمة والحداثة الناطقة بالعربية دون أن يكون لها أية هُوِيَّة عربية؟ وسترون كيف انهم سيحملون الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة المسلحة المسؤولية عما جرى لهم منذ وعد بلفور حتى الآن.

صراعنا مع إسرائيل لم يبدأ مع حركة حماس ولن ينتهي بنهايتها، وحتى لو تحقق (السلام) في قطاع غزة ، وهو المُستحَب والمطلوب ولكنه بعيد المنال حتى الآن، فهذا لا يعني نهاية الحرب والصراع والذي لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى