دور الصحة في ظل الخطر الوبائي في غزة
عمر مهنا 29-08-2024 الخطر الوبائي في غزة
يواجه قطاع غزة أزمة كبيرة في الجانب الصحي منذ بداية العدوان، ومنها انتشار العديد من الأوبئة والأمراض الخطيرة بين الناس على وجه العموم وعلي الأطفال على وجه الخصوص ومن هذه الأمراض شلل الأطفال والكبد الوبائي والتهاب الرئة والربو والجرب، تختلف أسباب انتشار هذه الأمراض، تضرر مياه الصرف الصحي في أغلب المناطق التي يوجد فيها النازحون بكثافة، وانقطاع الأدوية والعلاجات اللازمة لمكافحة هذه الأمراض بسبب إغلاق المعابر التي تمد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية والأدوية.
وتكدس النازحون في منطقة واحدة كان أكبر سببا لانتشار تلك الأمراض، وذلك لعدم تواجد في الخيام صرف صحي ولا حمامات مما أدى إلى ظهور العديد من البرك التي تتجمع فيها مياه الصرف الصحي بين الخيام، ونتج عن ذلك تجمع المئات من النازحين لقضاء حاجاتهم في حمام واحد مشترك في كل منطقة، بالإضافة إلى عدم وجود مكب للنفايات منظم وعدم وجود عمال نظافة بسبب الحرب المستمرة، كان عامل في زيادة الاوبئة الخطيرة تفتك بالناس. وفي ظل هذه التحديات يتساءل الجميع عن دور وزارة الصحة في غزة.
وتسعى وزارة الصحة جاهدة للتعامل مع الوضع المتأزم، لكن التحديات التي تواجهها هائلة. نقص الموارد وانقطاع الإمدادات يشكلان عائقًا كبيرًا أمام جهودها. وعلى الرغم من القيود، تعمل الوزارة على تنسيق الجهود مع المنظمات الدولية لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية. بعض المستشفيات بدأت بإطلاق حملات توعية للتخفيف من انتشار الأمراض في ظل النقص الحاد في الإمكانيات.
في ظل هذه الأزمات الصحية المتفاقمة، يواجه سكان غزة نقصًا حادًا في التمثيل الحكومي الرسمي. في هذه الأيام، يشعر السكان بالاكتئاب الشديد بسبب غياب أي جهة رسمية قادرة على تقديم المساعدة أو التوجيه. عدم وجود ممثلين حكوميين رسميين يعني أن هناك غيابًا ملحوظًا في التنسيق والتخطيط الاستراتيجي لمواجهة الأزمة، مما يزيد من تفاقم معاناة السكان ويجعلهم يشعرون بالوحدة وعدم الأمل في أي تحسن.
تستمر المنظمات الصحية المحلية والدولية في مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المساعدة العاجلة لغزة. هناك حاجة ملحة للضغط على الأطراف المعنية لفتح المعابر وتسهيل وصول المساعدات الطبية والإنسانية.
يعتبر الضغط الهائل على وزارة الصحة بغزة لمواجهة الأزمة الصحية الراهنة. في ظل إغلاق المعابر ونقص الإمدادات، من الضروري أن تتحرك الوزارة بشكل أكثر فعالية لضمان حماية صحة المواطنين وتقديم الرعاية اللازمة في هذا الوقت العصيب. يجب أن يكون هناك تنسيق واضح وجهود منسقة مع المجتمع الدولي لتخفيف حدة الأزمة والحد من تأثيرها على حياة الناس.