دمتري شومسكي / جميعنا بي.دي.اس
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 6/6/2018
حسب خارطة مشروع الاستيطان في يهودا والسامرة من الواضح أن محاولة تطبيق خطة الضم – الضخمة لكتل الاراضي الفلسطينية المسلوبة – الفكرة التي طرحها عضو الكنيست ايتان كابل مؤخرا في هآرتس في 25/5 – ستؤدي الى تصعيد دراماتيكي في النزاع الاسرائيلي الفلسطينية. إن فرض سيادة اسرائيل على الجزء الاكبر من المستوطنات، التي منذ البداية اقيمت ونمت لتصل الى “كتل” بهدف ضمان أنه لن تقام دولة فلسطينية الى الأبد، وتلغي بصورة نهائية أمل الفلسطينيين في الحصول في أي يوم على حرية وطنية، وكذلك ستزيد بدرجة كبيرة قمعهم واهانتهم اليومية.
نتيجة لذلك، المقاومة المفهومة للفلسطينيين للاستعباد القومي الاسرائيلي ستكون عنيفة اكثر مما كانت في السابق، الى أن تتطور لتصل الى “أم الانتفاضات”. يمكن الافتراض أن رد اسرائيل على تطورات كهذه سيكون قاتل اكثر من أي وقت مضى، وحتى من شأنها أن تشمل طرد عدد من الفلسطينيين وتضييق دائرة الحكم العسكري على عنق من سيهربون من مصير الترانسفير.
في وضع يجلس فيه في البيت الابيض رئيس مدين للافنغلستيين المسيحيين الذين يؤيدون احتلال ارض التوراة على أيدي شعب التوراة، والاتحاد الاوروبي ضعيف ومنقسم من الداخل، وروسيا كالعادة لا تحرك ساكنا من اجل الفلسطينيين، فان سيناريو نكبة ثانية، أو على الاقل تطهير عرقي ما، من شأنه أن لا يأخذ من اسرائيل ثمن سياسي مرتفع جدا. هذه الامور ربما تمر بدون رد دولي شديد بشكل خاص.
اجل، ازاء الظروف الدولية هذه، التي تلعب في صالح الاحتلال والابرتهايد في اسرائيل – فلسطين وبفضل الدعم الظاهر لتوجه الضم من قبل حكومة اليمين، من قبل اوساط في حزب العمل المتماهين مع خطة كابل، الذين سينضم اليهم بالتأكيد محبي اسرائيل من يوجد مستقبل – فان سيناريو ضم – ابرتهايد – طرد لا يبدو أنه غير واقعي.
ازاء هذا، على بقايا اليسار المعارض للاحتلال والاستيطان أن يبدأ في الاستعداد للعيش في واقع سياسي مدني جديد: لن يكون هناك تظاهر بأن السلطة العسكرية على اراضي فلسطين المحتلة هي مؤقتة، بل وضع جنوب افريقي في كل شيء، مع مواطنين اسرائيليين ورعايا فلسطينيين في دولة ابرتهايد واحدة.
في واقع كهذا لن يبقى لهذا اليسار التبريرات التي استهدفت شرح لماذا لا يجب دعم فرض المقاطعة والعقوبات على اسرائيل علنا وجهرا، الى أن تحرر الشعب الفلسطيني من الاستعباد القومي على ارضه. بالعكس، اذا تحقق هذا السيناريو المرعب فان كل اسرائيلي عاقل يرى كيف أن الدولة التي تخيلها ثيودور هرتسل كنموذج للعدل والمساواة بين اليهود وغير اليهود، تحولت الى معقل للكولونيالية العسكرية – الدينية، ويكون ملزم للوقوف خلف نهج الـ بي.دي.اس. كل ذلك الى جانب التعديل الملزم لاهداف الحركة: من التطلع المرفوض لـ بي.دي.اس لتصفية تقرير المصير للقومية اليهودية الاسرائيلية، والتمسك بتطبيق المساواة في حق تقرير المصير لاسرائيل وفلسطين.
ولكن من الافضل لليسار المناهض للكولونيالية الاسرائيلية أن لا ينتظر الى أن يأخذ واقع الابرتهايد في المناطق المحتلة أهلية قانونية من جانب الاحتلال الاسرائيلي وحليفه الافنغلستي. منذ الآن على هذا اليسار أن ينمي في داخله مجموعة سياسية مدنية منظمة، التي من خلال القلق الوطني على الصورة القومية – الاخلاقية لاسرائيل والمشروع الصهيوني ستبدأ في التنديد العلني والشديد للسياسة الارهابية لدولة اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، وتسمع صوتها سواء للمجتمع الاسرائيلي في الداخل أو في الساحة الدولية.