ترجمات عبرية

دفنه ماؤور : اردوغان يهدد بقطع العلاقات التجارية مع اسرائيل – في وقت ازمة الاقتصاد التركي

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  دفنه ماؤور  – 23/5/2018

ستعيد تركيا النظر في علاقاتها الاقتصادية مع اسرائيل، بعد الانتخابات في حزيران، هكذا قال يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع الرئيس  التركي رجب طيب اردوغان.

“آمل أن تطبق الدول الاسلامية قرارها بفرض المقاطعة”، قال اردوغان للصحافيين لدى عودته من البوسنه والهرتسك الى تركيا، متناولا قرار منظمة التعاون الاسلامي لمقاطعة البضائع من الانتاج الاسرائيلي.

وكان اردوغان قال ذلك بعد اسبوع قاس يمر على اقتصاد بلاده. فقسم كبير من مصاعب تركيا – العملة، شهادات الاستثمار وميزان الحساب الجاري المتردية – يكمن في اردوغان، الذي يتولى مهام منصبه منذ 2014، بعد 11 سنة  في منصب رئيس الوزراء التركي. اردوغان هو احد الزعماء المنتخبين الاقدم بين الدول الكبرى في العالم. فلاديمير بوتين يسبقه بثلاث سنوات فقط.

منظمة التعاون الاسلامي الذي تضم 57 دولة عقدت الاسبوع الماضي مؤتمرا في اسطنبول بهدف البحث في الاحداث في قطاع غزة وفي الموقف من اسرائيل في اعقابها، وتقرر فيه مقاطعة البضائع الاسرائيلية. كما دعا المشاركون في المؤتمر دول العالم  بعدم نقل سفاراتهم الى القدس. وفي المواجهات على حدود القطاع في الاسبوع الماضي، والذي شارك فيه عشرات الاف المتظاهرين، قتل 62 فلسطينيا.

لا مجال للخطأ: تمتع الاقتصاد التركي بنمو سريع منذ نهاية الازمة العالمية، مع وتائر نمو سنوية بمعدل 4.8 – 11 في المئة، الى ان هبطت وتيرة النمو الى 3.2 في المئة في 2016 وعادت ونمت بـ 7 في المئة في 2017. تتمتع تركيا بزخم بناء يغذيه الائتمان العالي. ولكن يثقل على الازدهار النسبي سياسة الرئيس الذي يتطلع الى تركيز القوة مما يبعد الحكم في تركيا عن الديمقراطية والاقتصاد المنفتح.

لقد استغل اردوغان محاولة الانقلاب ضده في 2016 كي يعلن  عن حالة طواريء. وفي الشهر الماضي اقر البرلمان تمديد حالة الطواريء، واعلن اردوغان عن انتخابات عاجلة تجرى في 24 حزيران، قبل 18 شهرا مما كان مخططا. ومع صلاحيات حالة الطواريء، السيطرة على وسائل الاعلام ومؤسسات الدولة، وشعبيته المتعاظمة بين الناخبين المحافظين، من المتوقع لاردوغان ان يفوز بسهولة في الانتخابات التي لا يتوقع احد منها أن تكون نزيهة.

ولكن التطلعات المركزية لدى اردوغان تهز المستثمرين المحليين والعالميين. فالليرة التركية هبطت بـ 14 في المئة منذ اذار حتى يوم امس الثلاثاء، ومنذ توليه الرئاسة في 28 آب 2014 هبطت الليرة بـ 52 في المئة. لقد ارتفع التضخم المالي في تركيا في فترة رئاسة اردوغان من 7 في المئة الى 13 في المئة في نهاية 2017، واعتدل قليلا الى مستوى 10.9 في المئة في نيسان.

كما أن شهادات الاستثمار التركية تنهار هي الاخرى. وحسب “بلومبرغ” فان مردود شهادات الاستثمار المحددة بالليرة لعشر سنوات أعلى من مردود شهادات استثمار حكومات نيجيريا، الباكستان ولبنان؛ شهادة الاستثمار التركية هبطت بالمعدل الاكبر من بين 27 اقتصاد مستيقظ. وأخذ العجز التجاري لتركيا يزداد، ومثله ايضا العجز في الحساب الجاري (الذي يتضمن الميزان التجاري وميزان تدفق المال). كل هذا سيثقل على الاقتصاد كلما مر الوقت.

خطاب التخويف

مواضيع العملة والتضخم المالي هي من نقاط الضعف الاشد لاردوغان، والسبب في ذلك هو نبشه النشط في السياسة النقدية. يدعي اردوغان بان الفائدة العالية من البنك المركزي تتسبب بالتضخم المالي العالي. وكرر حجته في مقابلة صحفية في منتصف ايار، هزت الاسواق. وحسب الشائعات، في محافظ البنك المركزي التركي اعتزم الاستقالة – ومصادر في السوق تنكت بانه بعد الانتخابات في حزيران، سيتولى اردوغان منصب المحافظ بنفسه. في هذه الاثناء، يستثمر اردوغان في مشاريع كبرى من السدود والطرقات التي تؤدي الى النمو والتشغيل وكذا الى تعظيم اسمه.

ان تهديدات تركيا بوقف العلاقات التجارية مع اسرائيل منقطعة، ظاهرا، عن الاقتصاد التركي. اردوغان يتحدث عن معاملة اسرائيل للفلسطينيين كتبرير للمقاطعة التي يقترحها. وخطابه يذكر بخطاب زعماء ايران، الذين فضلا عن الاقوال يمولون ايضا اعمال ارهاب ضد اسرائيل. في مظاهرات المواطنين ضد النظام احتج المتظاهرون على استثمار ايران المال والطاقة في القضية الفلسطينية لتقدم الارهاب ضد اسرائيل، بدلا من الاستثمار في المصاعب الاقتصادية اليومية للمواطنين. والان، بالطبع، فان حالة الاتراك العامة والاقتصادية افضل بكثير من الايرانيين، وبالتالي فان الاحتمال لمظاهرات احتجاج تسعى الى ترك اسرائيل لحالها ومعالجة الاقتصاد التركي قد يكون أقل.

ان العلاقات التجارية بين تركيا واسرائيل وثيقة جدا. وصحيح حتى العام 2016، كان التصدير التركي لاسرائيل 2.96 مليار دولار من اصل تصدير اجمالي بمقدار 142.5 مليار دولار. اي ان تركيا تصدر الى اسرائيل 2.1 من اجمالي تصديرها. ومع ذلك، فان لتركيا نواة تجارية مع معظم شركائها التجاريين. اسرائيل استثنائية في هذا المفهوم – تركيا تصدر اليها اكثر مما تستورده منها. وهذا الفارق، في العام 2017، كان 1.9 مليار دولار. اي انه بشكل نظري سيكلف وقت التجارة مع اسرائيل على تركيا مبلغا عظيما من 1.9 مليار دولار في عجزها التجاري.

يبدو أن اردوغان يريد تثبيت حكمه وتغيير الدستور قبل أن يلحق الوضع المالي لتركيا بالاقتصاد ويؤدي الى سقوطها. ان خطاب اردوغان المناهض لاسرائيل لن يضره في الانتخابات. كما أنه يجري حملات انتخابية خارج حدود بلاده، ويستخدم خطاب التخويف المعروف جيدا. يوم الاحد خطب في سرييفو امام 15 الف تركي من مهاجري العمل من ارجاء القارة وقال لهم ان الاتحاد الاوروبي يتآمر على تركيا وان الديمقراطية الاوروبية فشلت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى