ترجمات عبرية

دان مرغليت / هدنة بشروط مسبقة

هآرتس – بقلم  دان مرغليت  – 31/5/2018

اذا كان بالامكان التوصل الى اتفاق مع حماس حول وقف اطلاق النار “هدنة” في جبهة غزة لعدة سنوات، من الجدير فحص الشروط. ولكن مبدئيا يجب الترحيب بها. ما السيء في ذلك؟ قال ذات مرة اهود باراك عندما احتجوا ضده بأن وقف اطلاق النار سيستمر فقط لعدة سنوات. احد الشروط الاساسية يجب أن يتضمن تعهد واضح من حماس بعدم استغلال الهدوء من اجل اسقاط السلطة الفلسطينية في رام الله، لكن النقاش تقلص الآن الى اتفاق وقف اطلاق نار هش.

نقطة الانطلاق لاتفاق على وقف اطلاق النار ترتكز على جولات القتال في السنوات الاخيرة. منظومة القبة الحديدية منحت دفاع فعال من القذائف. وقدرتها تمتد ايضا للدفاع من اطلاق قذائف الهاون، العائق تحت الارض الذي تتم اقامته بصورة متواصلة سيساعد على الانفاق. حماس بدأت بشن المعركة على الجدار. وبدأت في استخدام الطائرات الورقية المشتعلة والزجاجات الحارقة لأنها فشلت في الجولات السابقة.

المواقف منقسمة حول معنى الحرب المتواصلة على طول الجدار. يسمع ادعاء بأن حماس خرجت منتصرة لأنها حققت تأييد دولي مقابل عشرات القتلى، بالاساس مخربين، هذا ثمن اقل من الثمن الذي دفعته في عملية الجرف الصامد. هذه ليست معادلة صحيحة. في الجولات السابقة (وفي الايام الاخيرة) هاجم الفلسطينيون بلدات في غلاف غزة، في حين أنه في النضال على الجدار – الذي جاء ثمرة خيبة املهم من الجولات السابقة – لم يستخدموا القذائف. في النضال على الجدار لم يقتل أي اسرائيلي.

الفلسطينيون نفذوا اقتحامات لاسرائيل بهدف الوصول الى احدى المستوطنات. والجيش الاسرائيلي منع ذلك كما يجب. صحيح ما فعله الجيش الاسرائيلي عندما أوقف المتظاهرين قرب الجدار تقريبا بكل ثمن. لا أحد في العالم يشك بأن الدفاع عن الحدود هو الحفاظ على مظاهر السيادة الشرعية.

حماس حظيت حقا بالتأييد الدولي بسبب الميل الاوروبي لتأييد الفلسطينيين في كل الظروف. والآن يأمل قادتهم بأن دولة اسرائيل وهي تريد التخلي عن اللطخة السياسية التي التصقت بها، سترد بقوة اقل على احداث اخرى يتم التخطيط لها على طول الجدار.

هذا الامر سيتم اختباره قبيل احتمالية أنه غدا وفي الاسبوع القادم (الذكرى السنوية لحرب الايام الستة) سيجدد الفلسطينيون مسيرة العودة على طول الجدار. هذا هو مفترق الطرق الذي يجب على الحكومة أن توضح أن ما كان هو ما سيكون. وأن القناصة سيعودون الى مواقعهم وهم مزودون بتعليمات ضرب المقتحمين على الأرجل. علينا العودة الى موقف اسرائيل بلغة جديدة: كل اتفاق لوقف اطلاق النار مشروط بأن يرى الطرفين في الجدار الامني منطقة منزوعة السلاح، كل من يتواجد فيها يعرض حياته للخطر مثل من يدخل الى حقل الغام. خلافا لذلك، فان كل اتفاق لوقف اطلاق النار يتم التوصل اليه برعاية مصر (وبموافقة ايران التي تدفع حماس للتعاون مع الجهاد الاسلامي في الرد على نشاطات الجيش الاسرائيلي ضدها في سوريا) سيصمد لفترة قصيرة فقط، وستكون أهميته مثل قشرة الثوم.

موقف كهذا يمكن طرحه في الغرب. فهو يعتبر تجسيد لحق الدفاع عن النفس. بنيامين نتنياهو يستطيع أن يعرضه الآن في العواصم الاوروبية، وحتى اذا لم يكن بالاقناع، فانه على الاقل كي لا يبدو قبيح. إلا أن هذه المسألة تنتمي الى أمر آخر: اسرائيل تدير سياسة عادية معقولة، لكن تنقصها افكار اصيلة ودراماتيكية في عرض مواقفها في عواصم العالم.

في المقابل تعلن اسرائيل عن رغبتها، نيتها واستعدادها لادارة سياسة “العصا والجزرة” تجاه حماس. العصا مناسبة ومستخدمة جيدا ويجب عدم تليينها، ولكن اسرائيل لا تظهر للعالم الجزرة، سواء مبادرة الزخم لاقامة جزيرة صناعية امام شواطيء غزة، أو الخطوات المتواضعة اقل مثل اعطاء عشرات تصاريح العمل لسكان القطاع.

ايضا حلول تكتيكية مؤقتة تحتاج الى الكمال في المنطق الداخلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى