ترجمات عبرية

دان مرغليت / الطائرات الورقية ليست اسوأ الامور

هآرتس – بقلم  دان مرغليت – 12/7/2018

الاستياء المفهوم لسكان شمال غرب النقب، الذين يشاهدون حقولهم تلتهمها نيران الطائرات الورقية ولا يستطيعون فعل شيء، أدى في هذا الاسبوع بالحكومة الى تشديد الوسائل المتخذة ضد وسائل الارهاب لحماس. يوجد منطق في موقف “الصقور” الذين يعتقدون أنه لا يجب المرور مر الكرام على المناطق المحروقة في ناحل عوز وكفار غزة ونير عام. ولكن يطرح السؤال، هل من الضروري ايضا ضبط النفس ازاء اضرار الطائرات الورقية؟.

ضبط النفس هو تعبير فظ في قاموس اليمين الاسرائيلي منذ الثلاثينيات. الشيخ عز الدين القسام قاد الارهاب ضد اليهود في عمليات قتل سميت “اعمال شغب”. دافيد بن غوريون اختار ضبط النفس، وبذلك فرض على الحكم البريطاني سحق الارهاب العربي.

زعيم العرب الحاج امين الحسيني أيد المانيا النازية، في حين اليشوف العبري حصل من البريطانيين على أدوات لانشاء قوة دفاع منظمة مثل الفصائل الميدانية والبلماخ. في محاسبة تاريخية للنفس، فان ضبط النفس كان ناجع اكثر من استخدام القوة. ولكن ازاء الجنازات الكثيرة، حتى اليهود ردوا في كل مرة بقتال. صحيح أنه لا يوجد شبه بين الوضع الآن وبين الوضع في الثلاثينيات، لكن عامل ضبط النفس موجود في كل نقاش يتناول الاعتبارات السياسية الى جانب الوسائل العسكرية الضرورية لمواجهة الارهاب. رؤساء الحكومة السابقين اهود اولمرت، بنيامين نتنياهو. ووزراء الدفاع السابقين، اهود باراك وموشيه يعلون. ورؤساء اركان مثل غادي اشكنازي وبني غانتس، عرفوا – والآن يعرف ايضا وزير الدفاع ليبرمان ورئيس الاركان آيزنكوت – أنه لا يوجد حل عسكري في غزة. هدف العمليات هو فقط التوصل الى وقف مؤقت للقتال لفترة زمنية طويلة بقدر الامكان بين مواجهة واخرى.

بتعريف واقعي النتيجة على الارض موجودة في ميل نحو التحسن. “القبة الحديدية” اعادت الشمس الى السماء، الجدار التحت ارضي سيلغي رعب الانفاق، واطلاق النار المركز والمراقب على طول الجدار خلال الاسابيع العشرة احبط اقتحامات مجال السيادة الاسرائيلي. كل ذلك انجازات هامة. في عملية الجرف الصامد اطالت اسرائيل بحكمة ايام الحرب، لكن بموافقتها على وقف اطلاق النار جرت مصر الى اتخاذ موقف والمساعدة في التوصل الى اتفاق مرحلي، روحه غير غريبة على الجيش الاسرائيلي. هذا الانجاز السياسي اعطى ثماره خلال اربع سنوات.

يمكن القول إن محاربة ارهاب الطائرات الورقية أسهل من سابقاتها. ايضا لها سيتم اختراع وسيلة. قبل نحو ثلاثة اسابيع يئس الفلسطينيون من محاولات الاختراق، ومعبر كارني كان فارغا. بعد ذلك نشر أن مئات رجال الهايتيك ومهندسة ومزارعين واقتصاديين واصحاب اختراعات يجتمعون من اجل طرح اقتراحات لاحباط نشاط الطائرات الورقية. رجال جهاز الامن الذين فتحوا في البداية النقاش امام الجميع طلبوا الحفاظ على سرية حقيقة أن هناك “عدد من الاختراعات في الطريق”.

المواجهة الشاملة لم تنته بقوة النيران. حماس تطلق النار على اسرائيل كجزء من حربها ضد السلطة الفلسطينية التي تدار من رام الله. الايرانيون يحرضون غزة من اجل تخفيف الضغط الاسرائيلي عنهم في سوريا. ومصر مستاءة من حماس بسبب نشاطها في اراضيها السيادية في سيناء.

خلال كل ذلك فان زيادة مؤقتة للضغط من قبل اسرائيل من خلال اغلاق معبر كرم أبو سالم وتقليص منطقة الصيد على شواطيء القطاع كان يمكن اعتبارها امر معقول لو أن دولة اسرائيل لوحت ايضا برزمة اقتراحات جذابة مثل اعطاء تصاريح للعمل في اسرائيل لسكان القطاع، وبالاساس المبادرة الى انشاء بنى تحتية بتمويل دولي.

في المتاهة التي نشأت، فان سكان نيرين وسدروت وأور هنير يصرخون وبحق، لكن هناك مكان لخفض اصوات الاحتجاج، الواقع ليس فقط أقل سوء مما كان في السابق، لكن توجد فيه مقدمة لمزيد من التحسين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى