ترجمات عبرية

دانييل مورغنشتيرن : اسرائيل تجف – وتبذر المياه

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  دانييل مورغنشتيرن – 11/6/2018

قبل 15 سنة أدار بعض الاثرياء والمستثمرين حملة اعلامية عنيفة ونشطة تحت شعار “اسرائيل تجف”، فقد ادعوا بانه “اذا لم يتخذ قرار سريع بتحلية مياه البحر، يترافق واقامة ثلاث – اربع منشآت تحلية، بانتاج سنوي بمقدار 600 مليون متر مكعب، فلن تكون مياه شرب في الصنابير، وستكون حاجة الى تجفيف الحدائق”. باختصار، وضع كارثي.

ولسوء الحظ، اثر الضغط والحكومة لم تستجب لدعوات تحذير مجموعة الخبراء والمهنيين الكبار الذين حذروا وادعوا بانه قبل اتخاذ خطوة واسعة ولا مرد لها لتحلية مياه بحر المتوسط التي تتضمن 3.500 ملغرام من الاملاح، في ظل استثمار هائل للطاقة التي تنتج بالوقود، ينبغي معالجة التبذير في المنازل في اسرائيل. فقد بلغ التبذير في حينه 40 في المئة من اجمالي الاستهلاك المنزلي الذي كان 800 مليون متر مكعب في السنة. وتفعيل اجراءات التوفير المتشددة كان كفيلا بتوفير 250 – 300 مليون متر مكعب من المياه الصالحة، والتي تساوي انتاج وحدتي تحلية.

ان سلسلة القرارات التي اتخذت حول اقامة منشآت التحلية، تخصيص الاراضي للمنشآت على طول شواطيء اسرائيل والاستعداد لمنح امتيازات بعيدة المدى لمدى 25 سنة بكلفة مليارات الشواكل لكل منها – هي كلها خطوات محملة بالمصير بالنسبة للكيان الطبيعي للشواطيء، لاقتصاد الدولة وبالاساس بالنسبة لحقيقة انها خطوات لا مرد لها.

كنتيجة لذلك، حظينا بعدد من سنوات الرحمة للعيش في وهم حلمي، وكأننا نعيش في بلاد غنية بالمياه، ويمكننا ان نواصل سياسة التبذير. واختفى زخم استبدال الصنابير القديمة بالمرشحات المدعومة حكوميا والموفرة للمياه وكأنه لم يكن. فمن لم يلزم بالمادة 5281 من سجل المواصفات للمباني الصديقة للبيئة، لم يحرك ساكنا في الاتجاه. والاعمال لحفظ الماء وتجميعها في زوايا الساحات وانزالها الى مخزون المياه الجوفية اهملت. ولم تقيد سقاية الحدائق بساعات الليل وحتى غسل السيارات ببرابيج المياه لم يكن يعتبر عملا منكرا. فقد اختبأ محامو التحلية من خلف الحجم بانه لا يوجد على الاطلاق نقص في المياه، وعلى أي حال فان المبذر يدفع ثمن المياه التي يبذرها.

كدنا ننسى بان تحلية مياه البحر جلبت الينا ضربات اخرى ايضا: “فالمياه المحلاة كانت تنقصها على الاطلاق المعان والاملاح المدنية، بما فيها الكالسيوم والمغنيزيوم بل والاكسجين الضرورية لمبنى خلايا النباتات والاحياء. وفي غضون وقت قصير تبين أن المزروعات في منطقة عسقلان لا تنمو كما ينبغي بل وتذبل. وتوفر حل عاجل من مديرية المياه المحلاة بخلطها بالمياه الجوفية تعويضا لجزء من النقص في الكالسيوم والاكسجين. فغياب المغنيزيوم اشكالي للانسان لدرجة انهم فكروا باضافة المغنيزيوم لمياه الشرب بشكل جارف.

مؤخرا فقط، مع ختام شتاء خامس خرب، اعلن مرة اخرى عن حالة طواريء في اقتصاد المياه. عدنا لنرى في اعلانات الشارع ومن على صفحات الجرائد وعلى الشاشة الصغيرة  دعايات تشقق الوجوه في محاولة لاقناعنا باننا مرة اخرى في أزمة حقيقية من الجفاف المتواصل والنقص في المياه رغم التحلية الواسعة. ويحذر الواعون في موضوع التربية والاعلام الناس من أن هذه المرة سيكون الوضع صعبا جدا ولن يكون ممكنا على الاطلاق اقناع الجمهور الغفير بالعودة لتبني انماط السلوك الموفرة للمياه. وذلك بعد حل اللجام بشكل غير مسبوق من انعدام المسؤولية ي الماضي مضاف اليه تفكير قصير النظر إن لم يكن غبيا.

ان الاستنتاج الواجب في ساعات الطواريء هو عدم الاعتماد على النية الطيبة للعائلات والمنازل لتوفير المياه بل تبني نهج السوط المتبع في القطاع الزراعي: مخصصات مياه محددة وفقا لحجم الاقتصاد والحديقة، ومن يخرج عنها يهدد باغلاق الصنبور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى