دانييل سيريوتي : كبار في السلطة ضد ابو مازن: انزل عن الشجرة../”ابو مازن يقودنا الى الضياع”

اسرائيل اليوم – بقلم دانييل سيريوتي – 18/6/2018
ضغط شديد على رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، قبيل الوصول المتوقع الى المنطقة لمستشار وصهر الرئيس الامريكي ترامب جارد كوشنير والمبعوث الخاص للرئيس جيسون غرينبلت بهدف عرض خطة السلام التي تبلورها ادارة ترامب.
واكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ “اسرائيل اليوم” بانه رغم اعلان ابو مازن ومقربيه بان زيارة الوفد الامريكي مآلها الفشل، طالما لا تتراجع واشنطن عن تصريحاتها بشأن مكانة القدس كعاصمة اسرائيل وتلغي فورا نقل السفارة – يتعرض رئيس السلطة الفلسطينية لضغوط شديدة سواء من جانب محافل رفيعة المستوى في القيادة الفلسطينية في رام الله ام من جانب مسؤولين كبار في السعودية، اتحاد الامارات، مصر والاردن. وتتركز الضغوط على الطلب من ابو مازن رفع المقاطعة التي فرضها على ادارة ترامب وعلى خطة السلام التي يبلورها الامريكيون، واللقاء مع كوشنير وغرينبلت في إطار حملتهما المكوكية في المنطقة. ويجري الرجلان لقاءات في موضوع خطة السلام الاقليمية التي تنسج مع مسؤولين في مصر، الاردن، السعودية واسرائيل.
وعلى حد قول مصادر فلسطينية رفيعة المستوى ودبلوماسيين عرب، فان ابو مازن سيتنازل ويقبل، في ظل التحفظات، خطة السلام التي يبلورها الامريكيون. “تصريحات ابو مازن ومقربيه في وسائل الاعلام العربية والفلسطينية ضد الخطة السياسية التي تبلورها ادارة ترامب تستهدف آذان الجمهور الفلسطيني”، هكذا قال لـ “اسرائيل اليوم” مصدر رفيع المستوى في رام الله. وعلى حد قوله، فانه “ليس لدى ابو مازن الكثير من الخيارات، وهو سيضطر الى التنازل والنزول عن الشجرة العالية التي تسلق اليها وقبول الخطة الامريكية. يدور الحديث عن اقتراح فقط، والرسالة التي نقلتها اليه المصادر هي أن على الفلسطينيين قبل كل شيء ان يدرسوا تفاصيل الخطة المعدة، قبل أن يرفضوها مسبقا”.
وأكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى لـ “اسرائيل اليوم” بانه في اعقاب السياسة التي يتخذها الرئيس ترامب حيال ايران وكوريا الشمالية، وكذا في ضوء موقف غير المساوم تجاه الاتحاد الاوروبي والاسرة الدولية في مواضيع مختلفة، ثمة في القيادة الفلسطينية تخوف شديد من اجراءات عقابية تتخذها الادارة ضد السلطة الفلسطينية.
وعلى حد قول المسؤول الفلسطيني، فان الضغوط التي يتعرض لها ابو مازن “للنزول عن شجرة المقاطعة للولايات المتحدة” ليست فقط من محافل في القيادة في رام الله، بل وايضا من جهة الدول العربية المعتدلة التي هي حليفة للولايات المتحدة، وعلى رأسها السعودية، مصر، الاردن واتحاد الامارات. وقال المسؤول الفلسطيني ان “القيادة الفلسطينية منشغلة الان في معارك الخلافة الجارية خلف الكواليس، قبيل اليوم الذي لا يكون فيه ابو مازن يجلس على كرسي الرئاسة”، واضاف بان “الرسالة التي نقلت اليه، سواء من الدول العربية المعتدلة ام من محافل في واشنطن هي أن رفض الخطة الامريكية واستمرار مقاطعة ممثلي الرئيس ترامب سيعملان ضد الفلسطينيين كالسهم المرتد، وان هذا خطأ استراتيجي في ضوء السياسة غير المساومة للرئيس ترامب وحقيقة انه يحظى بدعم من الدول العربية المعتدلة”.
وأكد مسؤول فلسطيني آخر هو ايضا هذه التفاصيل واضاف بان “ممثلين كبار من السعودية ومن اتحاد الامارات ابلغوا ابو مازن صراحة بان الرياض وابو ظبي تؤيدان خطة السلام الاقليمية التي يعدها الرئيس ترامب وانهما مستعدتان لمنح الفلسطينيين ضمانات سياسية واقتصادية تسمح لابو مازن بالعودة الى طاولة المفاوضات.
وقال المسؤول اياه ان “ابو مازن أجرى غير قليل من المحادثات مع مسؤولين في الرياض، في ابو ظبي، في القاهرة وفي عمان قيل له فيها صراحة ان عليه ان ينزل عن الشجرة وان يسمع على الاقل ما الذي تتضمنه الخطة الامريكية”. واضاف المسؤول انه “اضافة الى ذلك، فقد اوضح لرئيس السلطة بان سيتلقى اسنادا ودعما لكل تحفظ يكون له على الخطة. الرساس الاساس في جوهر الامور كانت انه قبل كل شيء على القيادة الفلسطينية ان تسمع ما تقترحه ادارة ترامب، والا تقاطع او ترفض الاقتراحات مسبقا. فابو مازن لا يوجد في موقف يمكنه فيه أن يقرر الشروط كمع من يتحدث ومع من لا يتحدث. وهو سيلقى الدعم من الدول العربية طالما كانت قراراته عقلانية واستراتيجية. والاتجاه الذي يقود اليه ابو مازن هو انتحار سياسي، وهذه الطريق من شأنها أن تكون بكاء للاجيال. فقد سبق أن رأينا بان ترامب ليس اوباما، وحان الوقت لان يستوعب ابو مازن ذلك ايضا”.
وكما يذكر، فان علاقات ابو مازن مع ادارة ترامب تدهورت الى درك جديد بعد أن اعلن رئيس السلطة الفلسطينية بان الفلسطينيين لا يرون في الامريكيين وسيطا حصريا ونزيها في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولم يكتف ابو مازن بالاعلان بانه يقاطع الادارة في واشنطن، بل شتم وسب الرئيس ترامب بعد تصريحه بشأن الاعتراف الامريكي بالقدس وتمنى له ان “يخرب بيتك”. بعد بضعة ايام من ذلك، في خطاب آخر، شتم رئيس السلطة ايضا السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان، ووصفه بانه “كلب ابن كلب، ينفذ ارادة المستوطنين اليهود”.
اضافة الى ذلك، أعلن ابو مازن ايضا بان الفلسطينيين سيقاطعون كل خطة تعرضها الولايات المتحدة، وانه في حالة كانت واشنطن معنية بالمشاركة في المسيرة السلمية، والتي ستتم فقط في اطار محفل دولي برعاية الامم المتحدة، سيكون على الامريكيين ان يعلنوا بانهم يتراجعون عن نقل السفارة الى القدس وعن القول ان الولايات المتحدة تعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل.