#شؤون مكافحة الاٍرهاب

داعش يعود الى الحدود العراقية السورية .. المؤشرات والدلائل !

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا – 11/11/2018

إعداداللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علو خبير ، الشؤون العسكرية والإستراتيجية

مستشار المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

بعد تقارير للمخابرات العراقية، افادت بإعدام أكثر من300 من عناصر تنظيم داعش الارهابي بأمر من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، بسبب الاشتباه في خيانتهم له، كان من ضمنهم قيادات مهمة في التنظيم، مثل أبو البراء الأنصاري، وسيف الدين العراقي، وغيرهم ، في مؤشر على انشقاقات وخلافات داخل التنظيم تدل على ضعفه وعدم قدرته على شن هجمات منسقة واسعة النطاق ! ما لبث التنظيم أن قام مستغلا” الظروف الجوية السيئة في المنطقة بشن هجوم واسع النطاق على نقاط قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، المدعومة اميركيا” واستعاد السيطرة على عدة حقول نفطية فضلا عن مدينة (باغوز) التي تقع على مقربة من الحدود العراقية السورية مقابل مدينة القائم العراقية .

ومهّد التنظيم لتقدمه بتفجير ثلاث سيارات مفخخة وقصف مدفعي وصاروخي . وقد أسفر هجوم تنظيم داعش على ريف دير الزور الشرقي ، عن مقتل 68 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية ، وإصابة نحو 100 آخر.

ومن الجدير بالذكر أن هجوم داعش على ريف دير الزور مستهدفا” قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الاكراد الغالبية العظمى فيها ، جاء بالتزامن مع هجوم شنته القوات التركية على مواقع الاكراد شمال هذه المنطقة وكل هذه العمليات العسكرية جرت في ظل صمت اميركي مريب.

ويرى مراقبون ان استهداف اكراد سوريا من قبل تركيا في هذه الايام بالضبط وفي ظل الصمت الاميركي يكشف عن وجود اتفاقات ثنائية تم التوصل اليها بين الجانبين اثناء ابرام صفقة اطلاق سراح القس الجاسوس الاميركي (برانسون) وكذلك الاتفاقات التي تمت خلف الكواليس بعد فضيحة قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول.

السؤال المطروح هو عن طبيعة القوة العسكرية التي تمكن تنظيم داعش من اعدادها لشن هذا الهجوم المنسق واسع النطاق والتي تشير دلائل عدة على انها قوات جرى تدريبها وتجهيزها بشكل جيد منذ عدة اشهر لغرض الاعلان مجددا” عن استعادة تنظيم داعش الارهابي لقدراته الهجومية ؟.

ولغرض الاجابة على هذا التساؤل وعن طبيعة القدرات العسكرية لتنظيم داعش الارهابي في ريف دير الزور الشرقي المقابل للحدود العراقية السورية ، نقول ان هذه القوة هي من بقايا ما يسمى بجيش خالد بن الوليد التابع لتنظيم داعش الارهابي والذي كان قد تم تشكيله في 21 مايو 2016 ، عن طريق اندماج لواء شهداء اليرموك، حركة المثنى الإسلامية، و‌ جيش الجهاد، وجميعها تشكيلات سلفية جهادية مرتبطة بتنظيم داعش الارهابي في منطقة حوض اليرموك جنوب غرب سوريا .

وبعد قتال عنيف مع القوات الحكومية وقوات الجيش الحر ، وبإسناد جوي روسي انتهى وجود جيش خالد بن الوليد في حوض اليرموك بعد أن فقد أكثر من 300عنصر من مقاتليه وجرى نقل من تبقى منهم بعد مفاوضات قادتها الإعلامية المليونيرة كنانة حويجة، والتي عقدت صفقات “مصالحة” وتهجير، أدت إلى نقل من تبقى من عناصر جيش خالد بن الوليد بشكل سري عبر محافظتي درعا والسويداء إلى بادية السويداء الشرقية، والذين بلغ تعدادهم أكثر من 1200 مقاتل . ولا ننسى أن العديد من عناصر داعش قد جرى نقلهم الى شرق سوريا في اوقات سابقة منذ اب 2017 ، بطرق مشابهة عبر مفاوضات ووساطات غامضة ، كان من ابرزها تلك التي أدت الى نقل اكثر من  700 مسلح من تنظيم داعش من مدينة جرود القلمون على الحدود اللبنانية السورية إلى منطقة دير الزور السورية المحاذية للحدود مع العراق ! الامر الذي اثار استياء” عراقيا” كبيرا” في وقتها باعتبار ذلك تهديدا” للأمن الوطني العراقي .

ويعتقد أن تنظيم داعش الارهابي قد اعاد تنظيم عناصره ضمن تشكيل عسكري جديد اطلق عليه تسمية (انصار البخاري) ، ،ويتألف من (2000 – 3000) مقاتل ، ثلثه من الاجانب من جنسيات اوربية وشمال افريقية وقوقازية ، بالإضافة الى عناصر عراقية وسورية محلية .

الا أن الغريب في الموضوع أن موقف القوات الامريكية والروسية القريبة من المنطقة اتسم بالصمت ازاء عمليات الاعداد والتدريب والتجهيز لعناصر هذا التشكيل الارهابي الداعشي ،  والتي بالتأكيد استمرت لأشهر عدة ولم تكن خافية او غائبة عن رصد الاستخبارات وقوات الاستطلاع الامريكية والروسية !

وهنا نتساءل مرة اخرى ! ترى ماذا يعد لمنطقتنا في الايام القليلة القادمة ؟ وما هو الدور الذي يناط بتنظيم داعش الارهابي هذه المرة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى