خارطة العلاقات الأمنية من وجهة نظر جانتز صورة استخباراتية حول غيوم تتلبد في الأفق
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث
رئيس الأركان يتوقع أن يؤدي السقوط المتوقع للرئيس السوري إلى الإضرار بطائفته
رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز صرح أن السقوط المتوقع للأسد سيضر بالطائفة العلوية وأن إسرائيل تستعد لاستقبال لاجئين علويين في هضبة الجولان توطئة لحدوث مثل هذا السيناريو.
ففي لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست صرح جانتز أن السقوط المتوقع للرئيس السوري سيؤدي إلى فجوات في محور الراديكالي، وحسب قوله أنه في المدى الزمني الصغير فإن الأحداث ستزيد من الصعوبة أمام الرئيس السوري الأسد والزعامة في سوريا في العمل ضد إسرائيل لكن من الجائز أن يقرر العمل ضدها كقاطرة إنقاذ لنظامه.
وينبغي أن نضع في الاعتبار أن منظومات النيران السورية موجودة وتتعزز ومن ضمن ذلك التسليح الروسي المتقدم وأن هذا يشكل تحديا للتفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي.
رئيس الأركان العامة نوه بأنه سيصر على أن لا تمس مناورات جيش الدفاع وكفاءته في نطاق الميزانية التي وافقت عليها الحكومةـ وأن المساس بكفاءة الجيش الإسرائيلي هو خط أحمر بالنسبة له.وتوقع أن يكون هذا العام عاما انتقاليا فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة، وحسب تقديره أن المخاطر أكثر من الفرص.
وتحدث رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز عن استعدادات إسرائيل لهجوم إلكتروني وقال إن لدى إسرائيل التفوق سواء في مجال التكنولوجيا أو في مجال القوة البشرية.
وحول إيران صرح رئيس الأركان العامة بأنه لا يلاحظ أن الضغوط الدولية التي تواجهها إيران تدفع القيادة الإيرانية للتخلي عن البرنامج النووي العسكري.
وفيما يتعلق بقطاع غزة صرح أنه لا ينبغي أن نخطئ وأكد أن الهدوء الذي يحافظ عليه في المنطقة ناجم عن الردع الإسرائيلي.
صورة استخباراتية حول غيوم تتلبد في الأفق
جنرال الاحتياط عاموس جلعاد هو شخصية رئيسية في جهاز الأمن الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، في السابق كان على رأس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية ومنسق عمليات الحكومة في المناطق وهو الآن رئيس الشعبة السياسية الأمنية في مكتب وزير الدفاع منذ إقامة هذه الشعبة في منتصف العقد الماضي.
جلعاد يعتبر في الأوساط الإسرائيلية على أنه متشائم، لكن التقديرات الاستخباراتية التي قدمها قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وقبل حرب لبنان الثانية تحققت بشكل دقيق تقريبا، وبصفته رئيس الشعبة السياسية الأمنية فجلعاد هو الإسرائيلي الذي زار مصر مرات عديدة منذ الانقلاب الذي حدث فيها من أجل إجراء اتصال مع السلطة العسكرية المؤقتة التي حلت محل نظام حسني مبارك .
الآن وعندما يعرض جلعاد شاليط خريطة العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع دول رئيسية في العالم فهو يرسم صورة مركبة فمن جهة العلاقات الوطيدة مع دول كثيرة ومن جهة أخرى صورة استخباراتية غير مشجعة.
وبحسب جلعاد فإن ما يميز هذه الفترة هو أنه من ناحية أولى نحن في وضع أمني ممتاز نتيجة للكثير من الجهود الأمنية والسياسية، ومن ناحية ثانية الغيوم الثقيلة التي تتلبد في الأفق، وهنا يقول لم يسبق لنا أن واجهنا الكثير من التحديات ذات التأثير الكبير على الأمن القومي الإسرائيلي بعضها لا يحس بها في الوقت الحاضر وأخرى بدأنا نتحسسها.
الشرق الأوسط يمر بعملية تغيير بالطبع هناك التهديد الإيراني وهو تهديد دائم وهو يتطور وهناك ظاهرة الكيانات الراديكالية المدعومة من قبل إيران على حساب الكيانات الشرعية أي حزب الله على حساب لبنان وحماس في غزة على حساب السلطة الفلسطينية.
خلف حركتي حزب الله وحماس تقف إيران، في لبنان الوضع مثير الأمر يتعلق بدولة سيطر حزب الله على جزئها الجنوبي، لكنه يشارك في حكومته من أجل شل قدرته على العمل ضده وفرض سيادته، ورئيس الحكومة فيه التي يشارك الحزب فيها قتل على يد حزب الله وهناك أمر دولي قد صدر ضد القتلة والشرطة اللبنانية لا تفرض أي شيء لأنها عاجزة.
الآن يتحدثون عن الربيع العربي لكن في هذه المنطقة ليس هناك ربيع، التغييرات هي تغييرات كبيرة وبالغة الأثر وينبغي أن نكون متيقظين إليها.
حماس هي جزء من حركة الإخوان المسلمين، وإيديولوجيتها هي ببساطة السيطرة على الشرق الأوسط وإبعاد الأنظمة القائمة من أجل إحياء الخلافة الإسلامية، أنا لا أقتبس ذلك من مصادر سرية وإنما من رسائل علنية وأمور واضحة يصرح بها زعماء الإخوان المسلمين ولا يخفونها. حماس تقول أنه ليس هناك حق لإسرائيل في الوجود إنهم ليسوا مستعدين للتصرف بحنكة من أجل الفوز بالاعتراف، لدى حركة حماس إستراتيجية طويلة الأمد.
سئل جنرال الاحتياط عاموس جلعاد كيف ترى مستقبل اتفاق السلام مع مصر هل أنت خائف على وجود هذا الاتفاق؟
أجاب قائلا: الخوف كلمة لا ينبغي استخدامها لكن ينبغي أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل يستمر السلام مع مصر، بحيث يستند على مصالح متبادلة.
لمصر مصالح مثل إسرائيل وهناك مصلحة باستمرار اتفاقية السلام، من الأهمية بمكان أن يستمر الاتفاق مع المزايا التي يحققها لمصر وإسرائيل، لكن في مصر تحدث عملية دراماتيكية ينبغي أن نكون متيقظين منها.
-وسئل عاموس جلعاد نحن نبدو وكن المبادرة لم تعد بأيدينا وليست لدينا القدرة للتأثير وإنما فقط متابعة ما يجري في المنطقة هل توافق على ذلك؟
أجاب جلعاد أننا ننظر إلى ذلك بالشكل التالي:هنا توجد تغييرات هائلة بحجم تاريخي في الماضي مثل هذه التغييرات كنا نطلع عليها من خلال دروس التاريخ وكانت تقاس وتضغط بفترات زمنية تستمر لمئات السنين.
سيتم تعلم التاريخ في المستقبل وفق حجم الساعات وهذا أمر دراماتيكي، ومع ذلك فإن التحديات يمكن ترجمتها على سياسة وفعل، ويجب توثيق المعلومات الهامة وأن نحاول أن نفعل كل شيء من أجل الحفاظ على علاقات السلام مع مصر والأردن ، مع دول العربية أخرى ليس هناك سلام رسمي لكن هناك سلام واقعي .
بالنسبة لإيران الجميع يرى في إيران هي التهديد الرئيسي، السودان دولة راديكالية لكن قسما منها على الأقل وهو الجنوبي أصبح عاملا دعم لواقع السلام والاستقرار.
كما أن السلطة الفلسطينية تواجه الإرهاب لأنهم يعتقدون أن هذا هو مصلحتهم وفي الأردن أيضا يواجهون وبنجاعة التهديدات الأمنية ليس بسبب إسرائيل وإنما بسبب أنفسهم والنتيجة هي أن هناك رغم ذلك هدوء نسبي، ليس هناك الادعاء تغيير السياق التاريخي لكن هناك مكان لسياسة يمكن أن تؤخر أو تحتوي أو تقلص من المخاطر وإيجاد المزايا.
-هل أنت تشخص نوع ما من الانخفاض في قوة العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة نابع من القيادة السياسية في الولايات المتحدة؟
أجاب جلعاد: على العكس أنا أعرف وبكل تأكيد أن العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة هي في مستوى عالي جدا وأنا أصف ذلك وبدون تردد على أنه مدماك رئيسي في الأمن القومي الإسرائيلي، ومع ذلك هناك في الإعلام من يزعم أن الالتزام الأمريكي حيال إسرائيل أصبح أقل مما كان في الماضي وأن نفوذهم قد تضاءل في المنطقة.