حمزة خضر: سيدي ابو عمار

حمزة خضر 11-11-2025: سيدي ابو عمار
انها الذكرى الواحدة و العشرون على غيابك، واحد و عشرون سنة قد مرت على هذا الفراق الصعب فكنت الرمز و الاسطورة و كنت الحكاية و السردية و كنت الصورة الاجمل و الحضور البهي و الكلمة الحرة و الموقف الثابت و الصمود الاسطوري و الخلود الابدي في ذاكرة شعبنا و وجدان أبناءك الذين كبروا على صورتك ” القائد الرمز ياسر عرفات “.
سيدي ابو عمار،،،
اكتب لك في الذكرى الواحدة و العشرون على رحيلك المر عنا لاقول لك إننا نقف على مشارف حلمنا المقدس و اننا نقترب اليوم من وعدنا اكثر من ذي قبل و نحن على اعتاب دولتنا الفلسطينية و القدس عاصمتها الابدية .
نعم، يا سيدي نحن نقف اليوم على اعتاب دولتنا الفلسطينية .
سيدي ابو عمار،،،
اكتب لك اليوم محدثا اياك عن سنوات عجاف اصابة شعبك و قضيتك و لكن بصبر علمتنا اياه و بإيمان غرسته في نفوسنا و بإرادة شكلتها لتصبح أصلب من الفولاذ و اقوى من الحديد و الاسمنت تحدينا الصعاب و قبضنا على الجمر و بشموخ ملؤه الكبرياء وقفنا امام عاتيات الرياح و صمدنا في وجه الامواج الكاسرة و عبرنا نحو الشاطيء لنخرج من أزمة تلو الاخرى كما يخرج الماء من عنق الزجاجة نحو فوهتها متدفقا بالحياة .
لن اطيل الشرح لك يا سيدي، و كل ما يمكن ان اقوله لك اننا
الان مثل جمرة تتوهج و في هذا التوهج ميلاد فينيق جديد.
سيدي ابو عمار،،،
دعني اخبرك القليل لقد صدق شعبك اياك و رفاقك ايضا ما خانوا عهدك و وعدك و قد ظلوا الاوفياء لعهد مسيرتك و وعد حلمك مكملين على نهجك ماضون على عهدك بالدولة الفلسطينية .
ولان المؤامرة كبيرة و الطريق صعب و شاق و طويل ثبتوا على ما ثبت عليه و بحكمة الكبير و ذكاء السياسي و خبرة المناضل حافظ اخوك ابو مازن على إرثك النضالي و على مكتسبات شعبك الوطنية و صمد و ثبت و أكد للعالم حقوق شعبنا الوطنية فكان بمثابة ابن بطوطة الفلسطيني الذي جاب الارض من اجل ان يثبت حقوق شعبه الوطنية في دولة فلسطينية حرة مستقلة .
سيدي ابو عمار،،،
لقد نظرنا الى السماء نحو الطائرة المصرية التي كانت تحمل جسدك الطاهر و قلنا لها بعيون دامعة ان لا تهبط ابدا .. و لكنها هبطت فكانت المواجهة بيننا و بين الحقيقة حتمية هل نصدق ان الياسر قد مات .. ربما لازال حيا .. ربما يستفيق من غفوته ربما ينهض عنقاء رمادنا من جديد؟ و لكنك لم تنهض و لكننا لم نصدق .. لم نصدق يا ابو عمار !!!.
سيدي ابو عمار،،،
سيكون للتاريخ يوما اخر .. ذاك اليوم الذي يوارى به جسدك الطاهر في مقامه الابدي .. هناك في القدس المدينة التي تحب عاصمة للدولة الفلسطينية و الى هناك ذات يوم سينقل جثمانك و اننا على هذا الوعد باقون و نقترب شيئا فشيئا من تحقيقه واقعا حقيقيا على الارض.
نم قرير العين سيدي ابو عمار لم نبرح احد و لم تنتهي معركتنا بعد و انا باقون على عهد و ماضون على نهجك حتى القدس … حتى القدس .. حتى القدس .



