أقلام وأراء

حمزة خضر: الدبلوماسية الشعبية و الرسمية الفلسطينية

حمزة خضر 18-2-2025: الدبلوماسية الشعبية و الرسمية الفلسطينية

يدعي المجتمعون في قطر ان الدبلوماسية الفلسطينية لم تقم بدورها المطلوب تجاه شعبنا الفلسطيني منذ السابع من اكتوبر حيث يدعي احد المشاركين قائلا : “يمكن بعضنا اتعرف وقابل وزراء خارجية من كل العالم بس ما قابل وزير الخارجية الفلسطيني ” .

وهنا اتساءل ما علاقة الفعل الدبلوماسي بمدى معرفتكم، و علاقاتكم بالوزير الفلسطيني او غيره من الوزراء في ذات السياق ؟ و الغريب في الامر ان هؤلاء المدعون حرصهم على القضية الفلسطينية لم يعبر اي منهم بشكل او بأخر عن رفضه للاحتلال و لم يكتب اي واحد منهم سطرا على جداره في وسائل التواصل الاجتماعي يدين الاحتلال او يرفضه او يعمل على فضح جرائمه وحث العالم الى تنفيذ خطوات عملية تقضي بمقاضاة و محاسبة دولة الاحتلال و الى اولئك الذين تمردوا على الحالة الوطنية و لم يتمردوا على الاحتلال اليكم بعض انجازات الدبلوماسية الفلسطينية ( الشعبية / الرسمية ) .

– المطالبة باصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو و غالانت .

– المطالبة بمحاكمة قادة الاحتلال و عزل دولة الاحتلال عن المنظومة الدولية ( لم يتحدث في ذلك اي منكم حتى كباركم بشارة و البرغوثي ) .

– قدمت الدبلوماسية الفلسطينية ( الشعبية ) خطاب و صورة مغايرة عن الشعب الفلسطيني غير تلك الصورة المؤدلجة التي تصفقون لها في قطر حتى اعاد العالم اكتشاف الشعب الفلسطيني من منظور اخر .

– اوصلت الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية صورة الانسان الفلسطيني الضحية للعالم و ليس تلك المؤدلجة و التي تساوي بين الضحية و الجلاد التي عكفت على ايصالها منظومة الاخوان المسلمون و التي هدفت الى تقديم الذرائع لدولة الاحتلال لتنفيذ مخططها في تهجير الشعب الفلسطيني و تدمير مقومات الحياة لديه .

– ابقت الدبلوماسية الرسمية على خطوط اتصالها مع العالم مفتوحه في حين كان المجتمعون في قطر و اسيادهم يهدون الى عزل الفلسطيني و منظومته الوطنية عن العالم .

– حافظت الدبلوماسية الرسمية و الشعبية على خطوط الالتقاء مع العالم العربي و تحديدا ( مصر / الاردن / السعودية ) في حين سعى الخطاب المؤدلج الى ضخ الفتنه بين الفلسطينيون و العرب من اجل نزع الفلسطيني من عمقه العربي ليبقى وحيدا في وجه المؤامرة التحالف ( نتنياهو – الاخوان المسلمون – ايران ) .

– اوصلت الدبلوماسية الفلسطينية رسالة الشعب الفلسطيني الى العالم و رفعت صوته عاليا بحقه في تقرير المصير و جدارته بالحياه و هذا ما جاء على لسان المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في مناظرتها مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب .

– طالبت الدبلوماسية الشعبية و الرسمية الفلسطينية العالم بفضح جرائم الاحتلال و الانتصار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة و خرجت في ذلك عشرات الاف المسيرات في العالم تلبية لدعوات اطلقتها الدبلوماسية الفلسطينية ( الشعبية / الرسمية ) هذا جزء بسيط من جهد الدبلوماسية الفلسطينية التي عكف المجتمعون في قطر و امثالهم في الشارع الفلسطيني على اعاقة عملها و احباط جهودها و مساعيها و لم نرى اي من هؤلاء المجتمعون يصدرون انفسهم دفاعا عن الشعب الفلسطيني بل شاهدناهم يتسلقون الشاشات ليقدموا انفسهم كقادة مستقبلين للشعب الفلسطيني .

دعوة واحدة كانت كفيلة الى تشكيل جيش من المحامين حول العالم قادها المحامي الراحل البطل الفرنسي جيل دوفر لاصدار مذكرة اعتقال بحق كل من نتنياهو و غالانت .. لم اسمع اي فلسطيني من المجتمعون في قطر تقدم بمثل تلك الخطوة .

الدبلوماسية الفلسطينية هي الفعل الثوري الناعم الذي احدث زلازال سياسيا خلف خطوط العدو دون قطرة دم واحدة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى