أقلام وأراء

حمزة البشتاوي: مؤتمر نداء الأقصى و عين غزال

حمزة البشتاوي 5-9-2023: مؤتمر نداء الأقصى و عين غزال

حمل مؤتمر نداء الأقصى الثاني الذي عقد في العراق خلال شهر أيلول الحالي بمشاركة ٦٠ شخصية دينية وفكرية وثقافية من ٦٠ دولة حول العالم، من بينهم مفتي فلسطين الشيخ محمد أحمد حسين، ورئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، وتوشارحفيد المهاتما غاندي، ومانديلا حفيد نيلسون مانديلا رسائل سياسية متعددة، وذلك إستناداً إلى ربط الثورة الحسينية الخالدة بالقضية الفلسطينية باعتبارها عنوان أساسي لمواجهة قوى الشر و الباطل والاحتلال، وما أجل ترسيخ قيم الحرية والعدالة لفلسطين. 

وتضمن جدول أعمال المؤتمر عدة محاور، تتعلق بمبادئ النهضة الحسينية والقضية الفلسطينية وشهادات من الواقع الفلسطيني والدور التاريخي للشعب العراقي في الدفاع عن القضية الفلسطينية ، والخطاب الفكري و الثقافي وقضية فلسطيني .

واضافة لهذه العناوين خصص المؤتمر جلسة عمل ناقشت الواقع الفلسطيني و جهاد العراقيين في فلسطين.

حيث كان للجيش العراقي دوراً مميزاً في معارك الدفاع عن فلسطين. ومنها معركة جنين التي جرى فيها ايقاع الخسائر الكبيرة بصفوف العصابات الصهيونية المهاجمة ، ولم يحظ الجيش العراقي في ذلك الوقت بدعم عربي أو حتى من الحكومة، ولكن الجيش العراقي و معه المقاومون الفلسطينيون استطاعوا مواجهة العصابات الصهيونية دون خوف أو تراجع ، ولولا تلك البطولة لكانت جنين اليوم من المدن المهجرة ، ولكنها الآن تشكل عنا استراتيجياً للاحتلال وجيشه و عصابات المستوطنين . 

ومن ذاكرة الفلسطينيين عن جهاد العراقيين في فلسطين، دورهم الكبير في الدفاع عن قرية عين غزال التي تتميز بروح البطولة والانتماء للأرض وبأشجار الزيتون والتين والصنوبر والكينا والأزهار البرية والصبار، وكثرة عيون الماء، وبعنفوان أبنائها الذين شارك عدد منهم في ثورة العام 1936 ، وفي معركة الدفاع عن القرية عام ١٩٤٨ ،حيث قاوم أهل قرية عين غزال الغزاة ومنعوهم من التقدم نحوها إلا بعد أن تم تدمير جزء كبير منها ، في معركة برية وبحرية وجوية ، ولم يبق صامداً في هذه المعركة سوى جهاز لاسلكي قدمه الجيش العراقي هدية للمناضلين في عين غزال ، ومنه أنبعث خلال المعركة صوت أحد المناضلين مستغيثاً: علي ينادي القيادة القوات الصهيونية تهاجم عين غزال براً وتقصفها السفن بحراُ والطائرات جواُ، ذخائرنا تتناقص وفي طريقها إلى النفاذ… أرسلوا لنا قذائف الهاون، رصاصاً وقنابل يدوية، العدو يتقدم نحو مبنى المدرسة أغيثونا أنجدونا أكرر أكرر. وهذه الاستغاثة تشبه رسالة عبد القادر الحسني إلى الجامعة العربية والتي قال فيها: اني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح. 

والنداء الذي يسمع صداه في الأقصى اليوم هو أن الواجب يقتضي تسليح الضفة الغربية ،والعراق الذي خرج بنسبة كبيرة من محنته سيكون له دوراً كبيراً في ظل ما يختزنه من عوامل القوة والامكانيات بشعبه وحضارته وتاريخه المليء بالحب لجنين وعين غزال وكل فلسطين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى