أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب –  ومن ثم ماذا بعد ؟

حمادة فراعنة – 19/5/2021 

قدم الفلسطينيون ما هو مطلوب منهم وزيادة، صمدوا، وجهوا لطمات للعدو الإسرائيلي المتفوق، زادوا من أدوات كشف حقيقته كعدو وطني قومي ديني إنساني، أمام العرب والمسلمين والمسيحيين وأمام كل الذين يؤمنون بالعدالة والقانون، قدموا لهم شواهد على جرائم المستعمرة الإسرائيلية المعادية لحقوق الإنسان وقيم الشرعية الدولية، قدم الفلسطينيون الواجب المطلوب كي يتباهى العربي والمسلم والمسيحي والإنساني ويفتخر بشقيقه الفلسطيني، ومقابل ذلك ماذا نحن فاعلون لتقديم ما هو مطلوب منا كواجب وطني وقومي وديني وإنساني؟؟

ماذا سيقدم العرب والمسلمون والمسيحيون لشعبهم وامتدادهم في فلسطين؟؟ ماذا سيقدموا ليساهموا مع المقدسيين وسائر فلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، ومناطق الاحتلال الثانية عام 1967، أبناء القدس والضفة القطاع؟؟ ماذا سيقدموا للفلسطينيين ليساهموا في حماية أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى سيدنا محمد ومعراجه، وقيامة السيد المسيح وميلاده وبشارته؟؟

ماذا سيقدم العرب والمسلمون والمسيحيون للأطفال اليتامى، وللعائلات التي دُمرت بيوتها جزئياً أو بالكامل؟؟ ماذا سيقدم الأثرياء من تبرعات لإعادة بناء المستشفيات والمدارس والشوارع المدمرة؟؟ ماذا سيقدمون لإعادة وصل مياه الشرب والكهرباء، شعب غزة بلا ماء صالح للشرب، وبدون كهرباء، بدون احتياجات أساسية لمتطلبات الحياة؟؟

ماذا سيقدم العرب والمسلمون والمسيحيون لشعبهم الفلسطيني الذي تباهوا به وبكوا على معاناته وشاهدوا أوجاعه؟؟

ماذا تعلم العرب والمسلمون والمسيحيون؟؟ ماذا تعلموا وماذا سيفعلوا ليرتقوا لمستوى تفاعل ودعم يهود العالم والمسيحيين الإنجيليين الصهيونيين للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي؟؟ كي يفعل العرب والمسلمون والمسيحيون للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، ولحق الفلسطينيين في الحرية والكرامة والاستقلال في وطنهم، وعودة اللاجئين منهم إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع؟؟

الفلسطينيون، يُدافعون عن وطنهم وكرامتهم وحقوقهم، في مواجهة عدوهم، وعدوهم الوحيد المستعمرة الإسرائيلية التي تحتل أرضهم وتصادر حقوقهم وتنتهك كرامتهم، ولكن الفلسطينيون في نفس الوقت في الخندق الأمامي لمواجهة العدو الوطني والقومي والديني والإنساني المشترك لحماية كرامة العرب ومقدسات المسلمين والمسيحيين!!

القدس الشريف شقيقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمكملة لهما، فماذا يفعل كل من لديه خطة أداء فريضة الحج ومناسك العمرة نحو مكة والمدينة لحماية القدس كي تبقى كما كانت ويجب أن تكون أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين؟؟

ماذا نحن فاعلون خارج فلسطين، من أجل فلسطين؟؟ سؤال يحتاج للإجابة عليه من قبل الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية، من النواب، من الحزبيين، من مؤسسات المجتمع المدني، من النقابيين، من رجال الأعمال، من التقاة، من الأثرياء، وشرائح الطبقات الوسطى، من الأطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين والكتاب، ماذا أنتم فاعلون لفلسطين؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى