أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – وحدة الأدوات الفلسطينية

حمادة فراعنة – 26/5/2021

يُعاني الشعب الفلسطيني من :1- بلاء الاحتلال ومشروعه الاستعماري ونظامه العنصري من طرف، ومن 2- بلاء الانقسام بين صفوف حركته السياسية من طرف آخر، لا ينقصه الاستعداد لتقديم التضحية، ولا ينقصه الوعي لمعرفة وادراك وحدته في المعاناة والمصالح والتطلعات، وأنه وحدة واحدة بين الذين يعيشون في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، وبين الذين يعيشون في مناطق 67 أبناء الضفة والقدس والقطاع، بين الذين صمدوا في الوطن تحت الاحتلال بسمياته المختلفة وبين الذين تشردوا وطردوا وتم نفيهم كلاجئين خارج وطنهم فلسطين في مخيمات لبنان وسوريا والأردن، وبلدان العالم.

الشعب الفلسطيني يُدرك بوعيه وحسه وخبرته وتجربته أن المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي موحداً في أهدافه، متماسكاً في أدواته،موزعاً في مهامه، يعمل تدريجياً على أسرلة وعبرنة وتهويد فلسطين، وجعلها وطناً قومياً لهم، والتخلص بأكثر قدر مُتاح من الفلسطينيين، أو تقييدهم، شل حركتهم، تمزيق تماسكهم، وابقائهم الحلقة الضعيفة في المواجهة ضدهم.

معركة القدس وانتفاضتها يوم 10 أيار 2021، على خلفية الاستيلاء على حي الشيخ جراح، والاعتداء على المصلين في ساحات المسجد الأقصى ومصلياته ، وقمع الشباب في باب العمود بوابة القدس القديمة وعنوانها، وإفشال برنامجه ومشروعه من قبل المقدسيين للاحتفال حسب التوقيت العبري بـ»تحرير القدس» و»توحيدها» والإقرار بها «عاصمة موحدة» لمستعمرتهم، دلل بشكل فاقع على وحدة الفلسطينيين داخل وطنهم سواء كانوا مواطنين «إسرائيليين» في مناطق 48، أو مواطنين بلا هوية في القدس، أو مواطنين فلسطينيينن من الضفة والقطاع.

الفلسطينيون موحدون معاً، في مواجهة الاحتلال وأدواته وبرنامجه، ولكن حركتهم السياسية وفصائلهم وأحزابهم غير موحدين سواء في مناطق 48، أو مناطق 67، إضافة إلى المنافي والشتات.

حركة حماس عبر تصريح عضو مكتبها السياسي حسام بدران، دعت لضرورة تجنب مظاهر التفتيت والانقسام، والاستفادة من نتائج الانتفاضة للعمل على التركيز على إنهاء الانقسام وذيوله، والعمل من أجل وحدة المؤسسات التمثيلية وإعادة إنتاجها على أساس الشراكة الوطنية للكل الفلسطيني.

جمال زحالقة رئيس حزب التجمع الوطني في أراضي 48، عبر مقالته المعنونة «فلسطينيو الجليل والمثلث والنقب والساحل ينتفضون مع شبعهم» يوم 19 أيار 2021، وصف هبة أهل الداخل أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة «أنها شاملة، امتدت من معليا في الشمال حتى راهط في الجنوب، شارك في فعالياتها جميع فئات المجتمع العربي الفلسطيني وشرائحه، كما حصل وأن استجاب أكثر من 30 ألف في مظاهرة قطرية في مدينة سخنين، دعت لها لجنة المتابعة، كما التزمت شرائح المجتمع الفلسطيني وكافة فئاته بالإضراب العام يوم الثلاثاء 18 أيار 2021، الذي أعلنته أيضاً لجنة المتابعة، وانضمت إليه الفصائل والمؤسسات الفلسطينية على مختلف توجهاتها».

واعتماداً على خلفية المواجهات التي وقعت مع أجهزة المستعمرة وأدواتها خلص جمال زحالقة إلى أن «الوحدة في هذه الظروف مطلوبة وضرورية، وحدة كفاحية تستند إلى المبادئ، التي انفجرت الهبة على أساسها»، وقال بشكل واضح «الباب مفتوح لمن ابتعد عنها، ويريد العودة إلى الصف الوطني، لننطلق مجدداً ونواصل الكفاح بوحدة وطنية كفاحية فاعلة»، وهي دعوة موجهة إلى «الذين حاولوا السير بالاتجاه المعاكس وراهنوا على التذيل لليمين الصهيوني أو اليسار الإسرائيلي أو كليهما، فخسروا الرهان»، خسارتهم كما يقول جمال زحالقة كانت مكسباً خالصاً للشعب.

السؤال الذي يحتاج لجواب: هل تستجيب الحركة الإسلامية لدعوة رئيس حزب التجمع الوطني جمال زحالقة لانهاء الانقسام وتعود إلى شراكة القائمة البرلمانية المشتركة؟؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى