أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – نعم أوراق قوة

حمادة فراعنة – 2/10/2018

أعاد الأردن تثبيت موقفه والتمسك بسياسات شجاعة رسخت دوره كرأس حربة سياسية في مواجهة العدو الإسرائيلي، ومعاندة السياسة الأميركية، وفي دعم وإسناد الموقف الفلسطيني الرافض لبرامج وسياسات الرئيس ترامب وعنوانها صفقة القرن الهادفة نحو تثبيت المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ودعمه في عناوين القدس واللاجئين والاستيطان والحدود.

فقد قاد الأردن مع أصدقاء دوليين العمل على تغطية العجز في موازنة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ونجح في تقليص هذا العجز إلى حده الأدنى، وإفشال الجهد الأميركي الإسرائيلي لإنهاء عمل وكالة الغوث وشطب قضية اللاجئين التي تمثل نصف حقوق الشعب الفلسطيني المتمثل بحق العودة إلى اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا وصفد وبئر السبع، وفق القرار الدولي 194، وحقهم في استعادة ممتلكاتهم لدى المدن والقرى التي طردوا منها.

الأردن نجح في حملته الدولية، ولم ينجح الرئيس ترامب وتحريض إدارته الصهيونية ومعهم قادة المستعمرة الإسرائيلية، من تحقيق أي إختراق يتجاوب معهم، وخاصة من قبل أوروبا وكندا وبلدان الخليج العربي، الذين تجاوبوا بزيادة تقديم مساعداتهم للأونروا، رغم أن هؤلاء يقعون في صف الصداقة والتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية ويرتبطون معها بمصالح عميقة أمنية وسياسية وإقتصادية ممما يدلل على قدرة الأردن على إدارة سياسة مصالحه وأن لها الأولوية على ما عداها من مصالح وسياسات ومواقف، وأن عدالة القضية الفلسطينية المجسدة بقرارات الأمم المتحدة : قرار التقسيم 181، وحق اللاجئين بالعودة 194، وقرار الإنسحاب وعدم الضم 242، وقرارات القدس المتعاقبة، وقرار الأونروا 302، وغيرها من القرارات التي بلغت 705 قراراً من الجمعية العامة، و 146 قراراً من مجلس الأمن، تؤكد على صواب الموقف من قضية فلسطين وعدالة مطالب شعبها.

أوروبا التي صنعت المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي تخلصا من أزمة اليهود، تتراجع تدريجياً عن دعم المستعمرة الإسرائيلية نظراً لتطرف سياساتها وعنصريتهم وفاشيتهم، وتقترب تدريجياً من دعم وإسناد المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، نظراً لعدالة مطالبه، وشرعية نضاله، وصواب وواقعية سياسات قيادته.

نحن نكسب رغم إمكانياتنا المتواضعة لأننا على حق، وعدونا الوطني والقومي والديني يخسر رغم تفوق إمكانياته لأنه مستعمر وظالم وعلى باطل، ومالنا سوى الصمود والصبر على أوضاعنا الاقتصادية الصعبة لأن جزءاً كبيراً منها يعود إلى قرار معاقبتنا على مواقفنا نحو فلسطين، ورفضنا التورط في العراق وسوريا واليمن، ورفضنا إخراج حركة الإخوان المسلمين عن الشرعية ومطالبتنا وصمهم بالإرهاب.

واشنطن وتل أبيب تملكان النفوذ والقوة ولكنهما تفتقدان للعدالة والمنطق وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وهذا سبب جوهري لخسارة سياستهما ومعاندة أوروبا واليابان لهما، ولولا الدور الإيراني وبعض سياسته غير الأليفة وغير الودية نحو الخليجيين لما وجدت واشنطن وتل أبيب أي منفذ لهما في شق الموقف العربي وتماسكه نحو المستعمرة الإسرائيلية التي ما تزال تحتل أراضي فلسطين وسوريا ولبنان وتتطاول على سيادة العديد من البلدان العربية في أسيا وإفريقيا.

مآل الاستعمار الكولونيالي الاستعماري إلى الزوال، ومآل الاستعمار الاقتصادي والسياسي الأمبريالي كذلك، وهما صفتان يتسم بهما المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ولذلك هو إلى زوال كما كان الوضع في روديسيا وجنوب إفريقا وغيرهما من الشعوب التي تحررت ونالت استقلالها وحظيت بكرامتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى