أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب –  لقاء حزبي أردني فلسطيني مطلوب

حمادة فراعنة *- 13/7/2021

قد لا يكون اللقاء الثنائي بين قيادتي حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية والتيار الديمقراطي التقدمي الأردني، هو الأول، والشيء المؤكد سبقته لقاءات مماثلة بين قيادات الفصائل الفلسطينية والأحزاب الأردنية، فهي فكرة وضرورة عملت من أجلها سنوات طويلة، منذ الثمانينات، وخاصة بين فتح والشعبية والديمقراطية مع الأحزاب القومية واليسارية الأردنية، وحتى مع الشخصيات التقليدية الأردنية المحافظة، حيث رافقتهم إلى تونس للقاء القيادات الفلسطينية، تأكيداً لأهمية التداخل في المهام الوطنية، والمصالح المشتركة بين الحركتين الوطنيتين الأردنية والفلسطينية، وتطلعاتهما المشتركة نحو المستقبل، ورسوخ العدو الواحد: الوطني والقومي والديني والإنساني وممارساته المعادية للأردن، كما لفلسطين وهو: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، تأكد ذلك بالوقائع الملموسة، في ظل اتفاق أوسلو، وبروز خيار التسوية والتعايش وحُسن الجوار، ورغم مرارة هذا الخيار وثمنه الباهظ بالاعتراف بشرعية الاحتلال لثلثي خارطة فلسطين.

في التجربة العملية والاستخلاصات الحسية تبين أن هذا الخيار مبني على قراءة غير دقيقة للواقع، ورهانات وهمية نحو المستقبل.

النضال في فلسطين تعمق أكثر واتسعت مظاهره لتشمل ليس فقط مناطق الاحتلال الثانية عام 1967، أبناء الضفة والقدس والقطاع، بل اتسعت لتشمل أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة في مناطق 48، لعدة أسباب:

1 – نظراً لبروز حدة الممارسات العنصرية التمييزية لسلوك حكومات المستعمرة في مناطق 48.

2- الاستيطان والاحتلال والحكم العسكري الفاشي لمناطق 67.

3- مظاهر الاسرلة والعبرنة والتهويد لمدينة القدس والضفة الفلسطينية.

4- الحصار التجويعي الجائر لأهالي قطاع غزة والحروب التدميرية المتتالية التي قام بها جيش المستعمرة ضد القطاع وأهله: 2008، 2012، 2014، 2021.

5- إضافة إلى حالة التطبيع غير المنطقية، غير المقبولة، بين بعض أطراف النظام العربي والمستعمرة الإسرائيلية، رغم التطاول اليومي من قبل قطعان المستوطنين ووزرائهم ونوابهم على حرمة المسجد الأقصى.

اللقاء الأردني الفلسطيني، عبر قيادتي حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية والتيار التقدمي الديمقراطي الأردني، تم استجابة لهذا الوعي المتراكم لدى طرفي العلاقة الندية الأردنية الفلسطينية، وصدور بيان مشترك بينهما يوم 2/7/2021، يؤكد حقاً حماية الأردن وأمنه واستقراره وتقدمه وديمقراطيته وتعدديته، كما يؤكد دعم صمود الشعب الفلسطيني داخل وطنه، وإسناد نضاله من أجل تحرير وطنه، واستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية بشكل لا لبس فيه.

لقاء «التيار التقدمي الأردني» و»المبادرة الفلسطينية» ضروري يجب ان يتكرر ويتعمد بالبرامج المشتركة، ويتسع ليشمل كافة الأحزاب الأردنية وما يماثلها من الفصائل والأحزاب الفلسطينية وأن تتسع وتتعمق لتكون حقاً روافع مستديمة من أجل دور سياسي حزبي برلماني نقابي أردني دائم ومستمر مع ما يماثله من وظائف وعناوين فلسطينية، لمصلحة شعبينا الأردني والفلسطيني بهدف حقاً: أمن الأردن واستقراره، ومن أجل حرية فلسطين، وعودة اللاجئين الذين تشردوا وطُردوا من اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع.

هذا ما يجب أن يكون مهما طال الوقت والزمن والتضحيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى