أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – خطوة فلسطين المقبلة : نحو القاهرة

حمادة فراعنة – 11/10/2020

أينما تجد شخصاً مهما علا شأنه أو هبط، أو مجموعة كبرت او صغرت، أو تحالف سياسي، يقف ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وخياراته، فهذا دليل على صواب خيارات الفلسطينيين ونضالهم ورفضهم الرضوخ والاستكانة لكل مقدمات صفقة قرن ترامب نتنياهو لتصفية قضية الشعب الفلسطيني وتطلعاته في استعادة كامل حقوقه على أرض وطنه فلسطين.

صالح العروري محق حينما يقول: إذا كانت مؤسسات منظمة التحرير في ظل هيمنة حركة فتح ترفض التجاوب مع خطط الإدارة الأميركية الداعمة للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وخاصة وثيقتي كوشنر الاقتصادية المعلنة في المنامة يوم 25/6/2019، ووثيقة ترامب السياسية المعلنة في واشنطن يوم 28/1/2020، وإعلان ترامب اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية يوم 6/12/2017، فكيف سيكون الحال والنتيجة حينما تتسع مؤسسات منظمة التحرير لحركتي حماس والجهاد وباقي الفصائل، وتتحول منظمة التحرير حقاً إلى أداة وحدوية جامعة للكل الفلسطيني، وجبهة وطنية تقود النضال بأشكاله المتاحة، وتجديد شرعية سلطتها الوطنية عبر صناديق الاقتراع، وفق ما تم الاتفاق عليه في اللقاءات الثنائية والجماعية؟؟.

ليست قوة الولايات المتحدة، وتفوق المستعمرة الإسرائيلية قدر لا يمكن مواجهته، وليس التحالف الاستعماري الأميركي الإسرائيلي المشترك، الظاهرة الوحيدة التي ستُهزم، فقد سبقها محطات استعمارية قوية متمكنة متفوقة، تم هزيمتها أمام صلابة الشعوب وتضحياتها في فيتنام وكمبوديا ولاوس وإفريقيا والجزائر واليمن، وآخرها هزيمتهم في سوريا، فقد حشدوا لها من انحطاط البلدان بأسماء ومسميات وعناوين محلية وقومية وإسلامية، تم اندحارها، وها هي روسيا تُعلن رسمياً ببيان من مؤسستها العسكرية تقول أنها قتلت 133 ألف مسلح على أرض سوريا، تم تجنيدهم بعزيمة أميركية أوروبية إسرائيلية رجعية محافظة متخلفة، مما يؤكد أن ما تقوله الولايات المتحدة وتفعله وتدعو إليه يمكن دحره وهزيمته وكنسه.

صحيح أن قضية الشعب الفلسطيني، هي بالأساس قضية وطنية، قضية شعبها، ولكنهم مهما غالو في التخلص منها، والتنصل من مسؤولياتهم نحوها، ستبقى قضية العرب والمسلمين والمسيحيين، لأنها القدس البوابة الأقرب إلى السماء، وأولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى ومعراج سيدنا محمد، وبشارة السيد المسيح وقيامته، كيف يمكن إزالة ذلك من عقيدتنا ومصداقية تاريخنا، وروح إيماننا، وأن فيها قوماً جبارين، كالصخر صلابته، والتضحيات عنوانه، وللهاشميين وصايته، وللأردنيين رعايته، وللفلسطينيين من الرجال والنساء حراسته؟؟.

خطوات رام الله بيروت يوم 3/9/2020، واسطنبول يوم 24/9/2020، ودمشق يوم 7/10/2020 ستتوج بالقاهرة إذا أدت حقاً إلى الانتخابات التشريعية، وولادة نظام فلسطيني جديد يستجيب لعاملي 1- المواجهة ضد البرنامج الإسرائيلي الأميركي، 2- شروط تحقيق مداميك الصمود وصولاً إلى الانتصار، نعم سيكون الانتصار على مشروع ترامب نتنياهو وكنسه عن طاولة المفاوضات باعتباره الأرضية والسقف، ليكون البديل هو برنامج الشعب الفلسطيني، برنامج كنس الاحتلال التدريجي متعدد المراحل، وانتزاع المساواة لفلسطينيي الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، والحرية والاستقلال لفلسطينيي الضفة والقدس والقطاع، وعودة اللاجئين إلى بيوتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع وإستعادة ممتلكاتهم كاملة منها وفيها وعليها.

الرحلة طويلة، قطعوا شوطاً منها، ولا يزالون على الطريق… سيصلون.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى