أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – الأفق مغلق أمام التسوية

حمادة فراعنة – 31/12/2020

رغم الانقسامات والتبدلات في المواقف والمواقع الداخلية الإسرائيلية، ولكن التماسك ووحدة الرؤية نحو برنامجهم الاستعماري التوسعي، هو مازال الأقوى وله الأولوية، لدى مختلف الأحزاب الإسرائيلية بإستثناء الحزب الشيوعي الإسرائيلي بعربه وعِبرييه، ووحدة فلسطينية مع إسرائيلية، بينما باقي الأحزاب على مختلف مسمياتها وعناوينها مازالت متماسكة موحدة مرجعيتها الصهيونية ومشروعها الاستعماري التوسعي.

وإذا كان ثمة رهان على أحزاب اليسار الصهيوني ممثلاً بحزبي العمل وميرتس، فقد تلاشى الأول وانحسر دور الثاني، مقابل إزدياد نفوذ أحزاب التيارات الثلاثة: 1- اليمين، 2- اليمين السياسي المتطرف، 3- أحزاب الاتجاه الديني اليهودي المتشدد، ولذلك لم يعد الرهان الفلسطيني واقعياً في البحث عن شريك إسرائيلي يقبل بالتسوية الواقعية وليس التسوية العادلة، فالتسوية العادلة لا تملك مقومات وجودها أو القدرة على تنفيذها، ولكن التسوية الواقعية العملية القائمة على اتفاق أوسلو، لم تعد مطروحة جدياً على طاولة الاهتمامات الإسرائيلية لا احزاباً ولا قيادات.

ووفق آخر الاستطلاعات ان الأحزاب الثلاثة الأولى هي: 1-الليكود ويحصل على 26 مقعداً برئاسة نتنياهو، 2- الأمل الجديد ويحصل على 17 مقعداً برئاسة جدعون ساعر، 3- حزب يمينا حزب المستوطنين ويحصل على 12 مقعداً برئاسة نفتالي بينيت.

الليكود يقود حكومة المستعمرة بشكل متواصل منذ 2009، مترافقاً مع نجاح الحزب الديمقراطي الأميركي برئاسة أوباما ونائبه بايدن حتى نهاية عام 2016، لدورتين متتاليتين وولايتين، فشلت واشنطن خلالهما بتحقيق أي خطوة لاقرار التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدم استجابة الليكود وتعرية الاعيب نتنياهو، والاخفاق في تحقيق أي اختراق، وكان بايدن طوال هذه الفترة نائباً للرئيس أوباما، فما الذي سيفعله مع الليكود ونتنياهو اذا افترضنا رغبة بايدن بتحقيق ما لم تستطع الإدارات الأميركية المتعاقبة من تحقيقه: كلينتون، بوش الابن، أوباما منذ اتفاق أوسلو الذي توصل إليه الفلسطينيون مع الإسرائيليين على انفراد بدون وساطة احد، عام 1993.

نتنياهو على الارجح سيكون هو رئيس حكومة المستعمرة وفق الاستطلاعات، ولو سلمنا جدلاً باخفاقه فالبديل هو إما جدعون ساعر الذي يؤمن بضم مستعمرات الضفة مع الغور الفلسطيني لخارطة المستعمرة، ويعتبر قيام دولة فلسطينية خطراً على «إسرائيل» ونقيضاً لها، والبديل الآخر هو نفتالي بينيت رئيس حزب المستوطنين الاكثر تطرفاً بمطالبته ضم كامل خارطة الضفة الفلسطينية لخارطة المستعمرة.

لا افق مفتوحا، لا احتمالات واقعية عملية، لتحقيق اي انجاز، أو أي خطوات للاقتراب من التسوية مع حكومة المستعمرة المقبلة، السائد فقط، والذي سيسود حتى ولو اُعيد فتح طاولة المفاوضات، سيكون السائد فقط « تمضية الوقت» و»إدارة الأزمة» بين طرفي الصراع، مع استمرار توسع الاستيطان، واستتباب الأمن، طالما أن الانقسام الفلسطيني هو المسيطر على المشهد بين فتح وحماس، وطالما كلتاهما تتلقى تمويلها المالي ورواتبها عبر حكومة المستعمرة ورضاها وأدواتها، وطالما التنسيق الأمني مستمر بين رام الله وتل أبيب، والتهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى