أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – أم الفحم جددت يــــــوم الأرض الفلســـطينـــي

على الرغم من كل إجراءات شرطة المستعمرة لمنع تدفق أهالي الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، نحو مدينة أم الفحم يوم الجمعة 5/3/2021، بهدف تقليص المشاركة في الوقفة الاحتجاجية رفضاً لانتشار أدوات الجريمة المنظمة والفوضوية والمخدرات وغيرها من وسائل التعمية والتدمير المنهجي المقصود للمجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48. 

عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين والعشرات من الإسرائيليين المتضامنين، تدفقوا إلى أم الفحم استجابة لدعوة لجنة المتابعة والقيادة السياسية لفلسطينيي مناطق 48، ليكونوا معاً كشعب موحد ضد سياسات المستعمرة ورفضاً لتعامل أجهزتها مع مظاهر الجريمة المنظمة وادواتها ضد المجتمع العربي الفلسطيني. 

اجتماع أم الفحم الجماهيري الاحتجاجي سجل على أنه أولاً  رسالة فلسطينية عشية الاحتفال بذكرى يوم الأرض الخالد، يوم الثلاثين من آذار، وثانياً قبل أن تتم انتخابات الكنيست الإسرائيلي يوم 23/3/2021، بهدف توجيه الناخب الفلسطيني نحو القائمة الجبهوية المشتركة كعنوان انتخابي معبر عن إرادة الفلسطينيين ومصالحهم وتطلعاتهم الوحدوية في إطار الائتلاف الذي يجمع الأحزاب العربية الفلسطينية المختلفة، وهو ثالثاً موجه ليكون ضد سياسة التضليل التي مارسها الشق الجنوبي للحركة الإسلامية عبر مطالبته فصل القضية المعيشية والمطالب الحياتية عن القضية الوطنية الأساسية القضية الفلسطينية  ومحاولات اقترابه من أحزاب المستعمرة والتكيف مع نهج نتنياهو وسياسات الليكود، ورابعاً ضد سياسات الأسرلة والعبرنة والتهويد، والتمسك في الانتماء باعتبار أهل الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة جزءاً لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني مجتمعاً وهوية وقضية ومعاناة وتطلعاً، من خلال شعارات المتظاهرين ورفعهم للأعلام الفلسطينية.

دوافع مظاهرة أم الفحم، اجتماعية حياتية مطلبية احتجاجية، ولكنها سجلت من خلال الحشد الجماهيري، والشعارات المرفوعة، والإعلام المنصوبة، على أنها سياسية بامتياز، وجددت العهد والتاريخ امتداداً ليوم الأرض الخالد، وأن التهميش والتضليل والأسرلة ومحاولات استغلال الأوضاع السلبية في هيمنة المستعمرة الإسرائيلية ومظاهر تفوقها، وضعف الحالة الفلسطينية بسبب الانقسام وتراجع مظاهر الفعل الكفاحي على الأرض في مواجهة الاحتلال، وغياب الروافع العربية بسبب الحروب البينية وهيمنة مظاهر التطبيع والرضوخ والاستسلام العربي، وتداعيات سياسة ترامب وتأثيرها الدولية، ومجمل هذه الأوضاع السلبية الفلسطينية والعربية والدولية، لم تستسلم لها جماهير الشق الأول من مكونات الشعب الفلسطيني، أهل الداخل أبناء مناطق 48، عبر مظاهرتهم الجمعية شعباً وأحزاباً وقيادة في جمعة الخامس من آذار كخطوة أولى ومقدمة جوهرية مطلوبة ضرورية لإحياء الوحدة الفلسطينية، واستنهاض الفعل الكفاحي، وإعادة التأكيد أن شعب فلسطين ما زال على الطريق الطويل التدريجي متعدد المراحل نحو انتزاع حق المساواة الكاملة والاستقلال والعودة، لمثلث المكونات الفلسطينية الثلاثة: 1- أهل الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، 2- أهل الضفة والقدس والقطاع، 3- أهل اللاجئين وأبناء المخيمات والمشردين المنفيين.

رسالة أم الفحم وطنية قومية دينية عززت مطلب المساواة لفلسطينيي مناطق 48، واعادت الاهتمام من جانبهم نحو مطلب الاستقلال لفلسطينيي مناطق 67، والعودة لفلسطينيي اللجوء والشتات إلى المدن والقرى التي طردوا منها واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى