شخصيات

حكيم الثورة جورج حبش

حكيم الثورة جورج حبش 26-1-2023

  • وُلد الدكتور جورج نقولا رزق حبش في فلسطين في مدينة اللد تحديداً عام 1926م في الثاني من شهر آب، لُقب بحكيم الثورة وكان من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب، عُرف بعمله وجهده الدؤوب لهزيمة المشروع الصهيوني وقدم الكثير من أجل القضية الفلسطينية، هاجر حبش الذي ينتمي لعائلة ميسورة من الروم الأرثوذكس الأراضي الفلسطينية عام 1948م عام النكبة، ذهب إلى بيروت للالتحاق بالجامعة الأميركية لدراسة طب الأطفال ومارس مهنته في المخيمات الفلسطينية في عمّان، وسنقدم في هذا المقال نبذة عن حياة جورج حبش.
  • تزوج من ابنة عمه هيلدا حبش عام 1961م وأنجب منها ابنتين.
  • تنقل جورج حبش بعد تهجيره من فلسطين بين بيروت ودمشق وعمّان وشكّل كتائب الفداء العربي لقناعته بأنّ القوة هي الوسيلة الوحيدة لاسترداد الحق.
  • بعد تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1951م عُيّن معيداً فيها، وفي ذلك الوقت تم التخطيط لعمل مظاهرة لكن الجامعة أحبطت هذه المظاهرة وأغلقت أبوابها، الأمر الذي جعل حبش يقدم إستقالته.
  • غادر بيروت متجهاً إلى العاصمة الأردنية عمّان وافتتح عيادته فيها عام 1952م، وأشرف أثناء تواجده في الأردن على حركة القوميين العرب وتابع نشاطاته السياسية مع نخبة من المثقفين والسياسيين مثل سالم النحاس ومقبل المومني، كما قام بالإشراف على العديد من النشاطات في العراق وسوريا والكويت ولبنان.
  • ساهمت حركة القوميين العرب الذي أنشأها حبش في ظهور حركاتٍ أخرى في الوطن العربي. بين عامي 1958م وعام 1963م صدر في حق المناضل حبش العديد من الأحكام لاعتقاله.
  • لعبت حركة القوميين العرب دوراً كبيراً في التحركات الجماهيرية والمظاهرات في الشارع العربي بعد فك الوحدة بين سوريا ومصر عام 1961م، وكان أحد المتهمين في انقلاب جاسم علوان في دمشق.
  • قابل حبش الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1964م بعد مغادرته لبنان متجهاً إلى القاهرة ونشأت بينهما علاقة من المودة والصداقة.
  • تولى منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن قام بتأسيسها عام 1967م مع مصطفى الزبري.
  • قام بترويج العديد من العمليات التي تهدف لاختطاف الطائرات الإسرائيلية والهجمات التي تستهدف السفارات الإسرائيلية في دول غربية إضافةً إلى ترويجه لنشاطات تفجير خطوط الغاز والنفط.
  • غادر الأردن متجهاً إلى لبنان بعد إخراج الفدائيين من الأردن عام 1970م بعد أحداث أيلول الأسود.
  • حاول العدو الإسرائيلي اغتياله واعتقاله لعدة مرات باءت جميعها بالفشل، حيث حاولت إسرائيل اختطاف إحدى الطائرات لاعتقادها بأنّ حبش على متنها وذلك عام 1973م وكانت هذه الطائرة متجهة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى بغداد.
  • بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت بعد حصارها عام 1982م انتقل إلى دمشق.
  • عام 2000م قدم استقالته من الأمانة العامة للحزب بسبب الظروف الصحية التي كان يعاني منها وعاد إلى الأردن لتلقي العلاج.
  • كان من المعارضين بشدة للاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانب الفلسطيني والعدو الصهيوني لإيمانه بأنّ هذه الاتفاقيات تخدم مصلحة إسرائيل من أبرزها اتفاقية أوسلو.
  • بعد معاناة حبش من المشاكل الصحية أقام في الأردن عام 2003م لتلقي العلاج في مستشفيات العاصمة عمّان، إلى أن وضعه الصحي تدهور وأُصيب بجلطةٍ قلبية توفي على إثرها في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني عام 2008م.
  • دُفن حبش في مقبرة سحاب في العاصمة الأردنية عمان وشيّع جثمانه ما يقارب الألفي شخص.

 

  • أقوال مأثورة للمناضل جورج حبش
    • “أنا إسلاميّ التربية، مسيحيّ الديانة، اشتراكيّ الانتماء”.
    • “سنجعل من كل حمامة سلام قنبلة نفجرها في عالم السلام الإمبريالي الصهيوني الرجعي”.
    • “ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة”.
    • “على جماجم وعظام شهدائنا نبني جسر الحرية”.
    • “نحن لا نبرئ كل من لا يرفع إصبع الاتهام في وجه مضطهدي الشعوب”.
    • “تستطيع طائرات العدو أن تقصف مخيماتنا وأن تقتل شيوخنا وأطفالنا وأن تهدم بيوتنا ولكنها لن تستطيع أن تقتل روح النضال فينا”.
    • “رفاقنا الحقيقيون هناك في سجون العدو وعندما يخرجون سوف ترون ذلك”.
    • “قسماً ببرتقال يافا وذكريات اللاجئينا سنحاسب البائعين لأرضنا والمشترينا”.
    • “إنّ السلطة السياسية تنبع من فوهات البنادق”.
    • “عارٌ على يدي إذا صافحت يداً طوحت بأعناق شعبي”.
    • “إن المقاتل غير الواعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره”.

     

مواقف تاريخية لحكيم الثورة جورج حبش 

ذات يوم وفي قاعة اليونسكو في العاصمة اللبنانية بيروت ، وقف أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني وقال :والآن مع كلمة الثورة الفلسطينية ، مع كلمة الشعب الفلسطيني ، مع كلمة الثورات العربية المعاصرة وضمير الثورات ، يُلقيها الرفيق جورج حبش. في تلك اللحظة غضب بعض قادة فتح وهمسوا للزعيم عرفات وقالوا له : “إنها إهانة ما بعدها إهانة ، وكيف ستسمح لجورج حبش أن يُلقي كلمة الثورة الفلسطينية وأن تجلس وتسكت ، إنها إهانة لـ فتح ، واقترحوا عليه أن يُغادر القاعة .. ولكن عرفات همس لهم قائلاً : “لن أسجّل في تاريخي أنني خرجت من القاعة أثناء كلمة حكيم الثورة جورج حبش”. ورفض الخروج وبقي جالساً مثله مثل غيره يستمع الى كلمة جورج حبش” . المفاجئة الكبرى كانت حين صعد جورج حبش على المسرح وقال :”إن كلمة الثورة الفلسطينية ، كلمة الشعب الفلسطيني ، كلمة الثورات العربية المُعاصرة وضمير الثورات .. لا يُلقيها إلا أخي ورفيق دربي القائد العام للثورة الفلسطينية ياسر عرفات !!” وهنا وقفت كل القاعة وصفقت له على هذا الموقف الذي لا يُنسى .. فقفز أبو عمار إلى المسرح وعانق جورج حبش وظل الجمهور يُصفق و يهتف بصوت مُرتفع “تحيا الثورة الفلسطينية .. ووحدة وحدة وطنية”.

جورج حبش ينعى الزعيم القائد الشهيد ياسر عرفات

إن لحظات الحزن التي تمر علينا برحيل القائد الرئيس ياسر عرفات، تقوى قضيتنا وتكبر بوحدة شعبنا وصموده الأسطوري وثباته، هذا الصمود الذي أوجد مكاناً للقضية الفلسطينية على خارطة الصراع مع إسرائيل. إن علينا أن نتحلى بالشجاعة والإرادة والتصميم، ونردد أمام كل من يتربص بنا شراً وضرراً كلمة أستعيرها من السيد الرئيس ياسر عرفات “يا جبل ما يهزك ريح”.. وشدد حبش على أنه لم ولن تؤثر في صمودنا هوائل الزمن، ولن ينل من عزيمتنا غياب القادة ورحيل الرموز، بل هي مناسبة لتحويل أحزاننا إلى أفعال وبرامج، ومواصلة النضال وتوهج للإبداع الفلسطيني في تجاوز مصاعبه.. وأشار إلى ضرورة تحول رمزية الرئيس ياسر عرفات، إلى رمزية وقدسية فلسطين، ورمزية المؤسسة التي لا ترحل، فاشتقاق النموذج الفلسطيني في النضال والقيادة والسلطة يجب أن يتمظهر بصورة حية عبر قدرة شعبنا على تجاوز شدائده ومحنه.. وأكد على أن شعبنا أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية، ورص الصفوف، ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر، والسير موحدين عبر هذا المارثون الفلسطيني الطويل الذي لم نقطعه بعد.. وفيما يلي كلمات ومشاعر كتبها حبش رثاءً للسيد الرئيس:

“لقد رحل أبو عمار، وغاب عن ساحة النضال، غاب عن الدنيا وهو شاغلها. . غاب عن فلسطين التي أحبها واحبته ولم يزل المسير نحوها لم يتوقف ولم يزل شلال الدم الفلسطيني يتدفق إلى أرضها ووديانها وهضابها. . ولم تزل المقاومة الفلسطينية تقاوم وتعاند إملاءات القوة والبطش والجبروت الأمريكي والصهيوني. هي وحدها لحظات الرحيل الأبدي. . . التي تترك صدق مشاعر، ونيل المقاصد. . . مشاعر الحزن على قائد ترك بصماته واضحة على مسار قضيته. . . مشاعر تخلو من حسابات ومعايير السياسة ومعاركها . . .

فنحن اليوم نفتقد مناضلاً مثابراً، وقائداً وسياسياً ورمزاً ورئيساً للشعب الفلسطيني كرّس شبابه وعمره كله في النضال ومقاومة الاحتلال الصهيوني، وفي خدمة قضايا وطنه وشعبه.. نفتقد قائداً كان حتى الأمس يشكل ركنا حياً من أركان الرواية الفلسطينية بطبعتها المعاصرة.. إن تاريخ الرجل بنضاله يلتحم بتاريخ القضية، كما التحم تاريخ المجاهد القسام والحسيني وأبو جهاد وغسان كنفاني وأبو علي مصطفى وأحمد ياسين والرنتيسي وفتحي الشقاقي وأبو العباس وكل قيادات الشعب الفلسطيني التي رحلت في صفحات التاريخ الفلسطيني. .التحم تاريخه… نضاله.. بفلسطين ليعطيها سفراً مضافاً. وصفحات جديدة..

تحكي الرواية ..لقد شكل بنضاله ورمزيته فصلاً كاملاً من التغريبة الفلسطينية طيلة أربعين عاماً من النضال.. إن للشهداء والمناضلين الراحلين حق علينا. أن نذكر محاسنهم، ” أّذكروا محاسن موتاكم” وفاء لهم. وعهداً قطعناه بأن تستمر المسيرة.. فقد أعطى أبو عمار جلّ جهده لفلسطين ولشعبه. أربعون عاماً ثابر فيها، وقاتل وقاوم، وصارع، وقاد الشعب الفلسطيني من محطة إلى محطة، ومن زمن إلى زمن، ومن موقف إلى موقف، وظل صامداً في وجه المطالب الأمريكية والصهيونية بدفن القضية ووأد حق العودة..

إنها لحظات يستذكر المرء فيها تلك التجربة الطويلة المريرة والمتعرجة من النضال الوطني الفلسطيني المعاصر وهو على رأسها. شريط الأحداث لا ينقطع من بث الصور والمشاهد وتداعيات الأحداث..منذ الرصاصة الأولى . . وتفجير الثورة المعاصرة. ومعركة الكرامة، ورحيل الثورة من الأردن بعد معارك أيلول وجرش وعجلون, والحرب في لبنان, واجتياح بيروت، والصمود الفلسطيني88 يوماً، ورحيل الثوار في مشهد سريالي وهم مجللين بأكاليل الغار ودموع المظلومين والمقهورين تودعهم على شواطئ بيروت. . انتفاضة فلسطين الأولى. . . والانزلاق الأخير نحو أوسلو .. وانتفاضة الأقصى التي تحولت إلى مقاومة لم تزل جذوتها لم تنطفئ،

كان مشهدها الأخير حصار الرجل لوقف دوره، ونضاله في قلعة “المقاطعة” شريط من الأحداث لا يتوقف.. حيث محطات العمل السياسي كثيرة، فقد كان أبو عمار حاضراً وفاعلاً ورابط الجأش بكل رمزيته وكوفيته وحيويته ومثابرته طيلة هذا الشريط من التجربة الطويلة.. وأسأل نفسي من كان يستطيع أن يعبر هذه التجربة الطويلة، وهذه المحطات السياسية والعسكرية التي تقاطعت فيها حروب الأعداء التي لم تتوقف مع المؤامرات السياسية التي لم تزل، مع العجز والصمت العربي الرسمي.!

على مذابح الشعب الفلسطيني طيلة عقود.! لقد عبرها أبو عمار مع شعبه الفلسطيني وفصائل الثورة الفلسطينية دون أن تلين له قناة أو تضعف عزيمته.. كان رفيق درب، وقائد ثورة، ورئيس سلطة، حيث اختلفنا كثيراً، وتوافقنا كثيراً، وتوحدنا وتباعدنا، وتقاربنا، لكنها فلسطين وحدها كانت الوسيط الأهم لتوحدنا مرة تلو المرة. حيث هي الغاية والهدف، فقد كانت فلسطين بثورتها وشعبها وشهدائها واسراها أكبر من أي خلاف أو تنافر فقد كانت فلسطين هي الروح التي نستمد منها العزم والتصميم والالتحام والتوحد.. ورحل الرئيس المناضل. ولم تزل فلسطين هي الموحد القوى لقوى شعبنا الفلسطيني وأطيافه وشرائحه في قراه ومدنه ومنافيه.. في هذه المناسبة الألمية على وعلى شعبنا، علينا أن نتحلى بالشجاعة والإرادة والتصميم ونردد أمام عدونا الصهيوني وكل من يتربص بنا شراً وضرراً كلمة استعيرها من الأخ أبو عمار. “يا جبل ما يهزك ريح” ، فلن تؤثر في صمودنا هوائل الزمن، ولن ينل من عزيمتنا غياب القادة ورحيل الرموز، بل هي مناسبة لتحويل أحزاننا إلى أفعال وبرامج ومواصلة للنضال وتوهج للإبداع الفلسطيني في تجاوز مصاعبه..

يجب علينا أن نحو لرمزية أبو عمار، إلى “رمزية وقدسية فلسطين” ، و “رمزية المؤسسة” اليت لا ترحل، فاشتقاق النموذج الفلسطيني في النضال والقيادة والسلطة يجب أن يتمظهر بصورة حية عبر قدرة شعبنا على تجاوز شدائده ومحنة، فالشعب الفلسطيني اليوم هو أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية ، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر، والسير موحدين عبر هذا المارتون الفلسطيني الطويل الذي لم نقطعه بعد، وهو أمر يفرض ويستوجب من القوى الوطنية والإسلامية والسلطة الفلسطينية أن تعمل وتبحث عن الصيغ الممكنة والمناسبة لقيادة الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وانتفاضته الشعبية..

إن مفصلاً هاماً وضرورياً في رؤيتنا الاستراتيجية وتكتيكنا الوطني يجب أن يتوضح عبر الحفاظ على دور ووظيفة م. ت. ف هذا الدور الذي حدده الميثاق الوطني الفلسطيني في سياق الرؤية الفلسطينية للصراع العربي- الصهيوني، الأمر الذي يستلزم الوعي الاستراتيجي لأهمية إعادة الاعتبار لـ م.ت.ف وبنائها على أسس سياسية وديمقراطية كي تتحمل المسؤولية التاريخية في قيادة نضال الشعب الفلسطيني على المستوى العالمي، وكي تبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والذي مثلته طوال ثلاثين عاماً واكثر أمام العالم بدوله ومؤسساته ورأيه العام..

أيها الرئيس والأخ، ورفيق الدرب، لقد أعطيت الكثير ، الكثير لشعبك ووطنك وفلسطينك، وحولت قضية شعبك من قضية إنسانية إلى قضية سياسية مشروعة وحق وطني مسلوب إلى كل المؤسسات الدولية، واجتهدت وأصبت، كما اجتهدت وأخطأت، ولك ما لك وعليك ما عليك غير أن التاريخ يسجل لك أن فلسطين كانت حلمك، والدولة الفلسطينية كانت هاجسك ومسعاك وقبلتك، وكنت رابط الجأش ترد دائماً أمام الصعاب والحصار “يا جبل ما يهزك ريح”.. ونحن اليوم إذ نودعك نعاهدك ونعاهد كل الشهداء أن فلسطين ستبقى الحلم والبوصلة التي لن تحرف المسار.. أيها الرئيس الراحل، أنها لحظات قاسية على شعبنا امام مشهد الوداع الأبدي فقد كنت أكبر من الحصار، ولم يستطع أن يفك حصارك أحد. . ! لكنه وحده الموت الذي فك حصارك . . !.. فسلاماً على روحك الطاهرة. . . وسلاماً لكل أرواح الشهداء.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى