حسين ابو الهيجاء: الفصل الاهم من هرمجدون (2): ايران ولعبة المصالح: ايران حائط صد وسياستها قنبلة انشطارية
حسين ابو الهيجاء 8-102-2024: الفصل الاهم من هرمجدون (2): ايران ولعبة المصالح: ايران حائط صد وسياستها قنبلة انشطارية
حسين ابو الهيجاء: الفصل الاهم من هرمجدون (1): من ايران بداية الحرب الاقليمية
.. روسيا تخشى اللعبة الايرانية ، التي تقوم بصفقات بيع و شراء مع الغرب !
ففي الوقت الذي تقوم به القوات السورية ، و بغطاء جوي روسي ، بتمشيط مناطق شرق حمص و حلب و دير الزور ، و كل المناطق التي باتت تسيطر عليها ، من مليشيات داعش و غيرها ، على طريق استعادة وحدة سوريا و اخراج القوات الوافدة ، و حل المشاكل مع دول الجوار ، و العودة الى الحضن العربي ، تقوم طهران بلعبتها المزدوجة مع الغرب ، في عمليات بيع و شراء ، و صفقات استراتيجية ، املاً منها ان يحافظ الغرب على نظام الحكم في طهران ، و عبوره الى النطام العالمي الجديد كدولة ميثاقية. .
و بات واضحاً ، و المشهد ماثلاً ، ان الصفقة الاهم تقتضي ان يقوم الغرب و عبر الاداة الاسرائيلية ، باستهداف و بتر الاذرع الايرانية ، في فلسطين و سوريا و العراق و لبنان ، دون استهداف الرأس الايرانية نفسها ..
و الامر الاكثر خطورة في الجانب الايراني على الجانب الروسي ، يتمثل بوجود العديد من الاجنحة ذات النفوذ و التأثير ، داخل ايران ( و المتصارعة فيما بينها ) ، و بعضها جزء اصيل من مؤسسات النظام الحاكم ، و كل منها يسعى الى تقديم خدمات ، و إبرام صفقات مع الغرب ، على أمل ان يضمن له الغرب الوصول الى الحكم بعد نهاية الحرب ،، !
أذاً ، ايران و اسرائيل تُشعلان الحرب في الاقليم ، فالصراع مستعر ، و نار الحرب تشتعل من ايران و اسرائيل في سوريا و العراق و لبنان و اليمن و فلسطين ، ما يعني ان الحرب الاقليمية قائمة بالفعل .. بل و تمضي وفق خطط مدروسة !
* شبكة الاهداف و الاستهداف ..
– تم تحييد قطاع غزة ، و إخراج حماس من دائرة التأثير في اللعبة الصراعية الكبرى بحجة ( مذبحة 7 اكتوبر 2023 ) ، و الهدف القادم سيكون الضفة الغربية .
– و تم تحييد لبنان ، و قصم ظهر و اخراج حزب الله ايضاً ، بحجة الاعتداء على العمق الاسرائيلي تحت شعار ( إسناد غزة )
– و يتم استهداف و تحييد اليمن و سحق مليشيات الحوثي لذات السبب .
– و بعد استهداف الجولان بصاروخ اطلقته المليشيات العراقية ، و ادى الى مقتل جنديين من جيش الاحتلال ، اعلنت قيادة قوات الاحتلال ، عن 35 هدفاً ستقوم بقصفها داخل العراق ، كما تراجعت القوات الامريكية عن خطط انسحابها من العراق بحجة حماية مصالحها ، و حماية مصادر الطاقة ، ما يعني اخراج العراق من التأثير في الصراع الاكبر القادم ، و الذي عنوانه الاردن و مصر .. / الاقليم
– فضلاً عن القصف الاسرائيلي المستمر على مواقع المليشات في الداخل السوري ، و استهداف الحدود السورية اللبنانية ، و السورية العراقية ، و اخيرا بدء استهداف المناطق الحدودية مع الجولان ، أي عزل سوريا عن محيطها ، و تسخين جبهة الجولان بهدف التمدد داخل الغرب السوري !
كل هذا في إطار صفقات النظام الايراني مع الغرب ، علماً أن الغرب ليس محل ثقة للالتزام بالعهود ، و صفقات الغرب لم تقف عند رأس النظام الايراني ، بل تمتد الى اجنحة متعددة نافذة داخل الدولة ، بعيداً عن النظام. !
و الأهم .. أن إسرائيل التي تستثمر التنافس الانتخابي الامريكي ، ماضية بكل قوة و ثقة لإنجاز كل اهدافها ، و بكل عنف ، مستفيدة بذلك من دعم كلا الحزبين المتنافسين لاي تحرك إسرائيلي ( طمعاً من كلا المرشحين بالصوت الانتخابي اليهودي ) ، وقد سمعنا ترامب وهو ينصح نتنياهو بضرب النووي الايراني ، كما سمعنا بايدن يؤكد دعم إسرائيل في كل خططها ، و خاصة خططها اتجاه ايران التي عقدت معها صفقاتها ، ( و إن كنت أشكك بنشوب حرب حقيقية بين إسرائيل و ايران في هذه المرحلة ) و ان كل الحشودات الغربية بحجة ايران ، هي في الحقيقة تستهدف الاقليم العربي ، و خاصة مصر ..
غير انه بات مؤكداً .. أن امريكا انتقلت من شعارات منع الحرب الاقليمية ، الى ادارتها و اسنادها !
فمن المؤكد ان إسرائيل ستضرب اي اتفاق ايراني غربي بعرض الحائط ، و تقوم بتنفيذ اجندتها الخاصة المعلن منها و غير المعلن ، و من المحتمل جداً أن تقوم اسرائيل بانهاء النظام الايراني المنافس لها ، الذي لا يمكنها الوثوق به في لعبة تقاسم الكعكة و النفوذ ، المستمرة منذ عام 1979 .. !
و قد اعلنت قوات الاحتلال صراحة ، عن بعض الاهداف التي ستتعامل معها في ايران ، دون ان تستثني المنشآت النووية من الاستهداف ، و لكنها اكدت على ابار البترول و منشآت الطاقة و مصافي التكرير ، و محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية ، الى جانب بعض الاهداف العسكرية .. !
الامر الذي جعل المليشيات العراقية و اليمنية ، تهدد باستهداف منشآت الطاقة و حقول الغاز في دولة الاحتلال ، و اغلاق المضائق امام الشحن التجاري ، و هو الامر الذي سيمتد الى ضرب المنشآت النفطية في دول الخليج ، كما هددت المليشيات صراحة ، ما يعني انخراط المنطقة كلها ، بالحرب الاقليمية و جرّها الى حرب شاملة ، و التي ستكون بالضرورة حرباً بالوكالة عن الدول الكبرى ، لكنها سرعان ما ستنزلق الى حرب عالمية مباشرة !
إذاً ، في حال ضرب المنشآت النفطية في كل من ايران و الخليج و إسرائيل ، و اغلاق مضيقيّ هرمز و باب المندب ، سنكون أمام ازمة طاقة عالمية ، و سيكون اكثر المتضررين منها الدولة الصناعية الاكبر ( الصين ) ، ثم اوروبا ، و دول الشرق الاوسط ، و روسيا ،
بينما الولايات المتحدة لن تتأثر بازمة الطاقة لسببين :
1 كونها دولة منتجة ، و تمتلك احتياطي نفطي كبير جداً ،
2 كونها تسيطر على نفط العراق ، و شرق سوريا و اليمن ، فضلا عن عقودها مع فنزويلا ..
وبالتالي، ستكون امريكا اكثر المستفيدين من تلك الازمة، لانها قطعاً ستؤدي الى ارتفاع قيمة الدولار، و انخفاض قيمة الفائدة في المركزي الفدرالي، بعكس باقي الدول .. !