حسين أبو الهيجاء: ايران تهاجم
حسين أبو الهيجاء 14-4-2024: ايران تهاجم
من المرجح الذي تؤكده المعطيات ، أن اتفاقاً امريكيا ايرانياً تم التوصل اليه مؤخراً يقضي باحتواء الأزمة التي فرضتها عملية استهداف قاذفات اسرائيلية للملحقية الدبلوماسية الايرانية في سوريا ، و التي ادت الى مقتل 7 ضباط في الحرس الثوري؛ بينهم قائد العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان العميد محمد رضا زاهدي ، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي . و التي وضعت ايران في موقف محرج جداً يفرض عليها الرد على الاستهداف الذي سقطت معه نظرية ( الصبر الاستراتيجي ) ، خاصة مع تمادي اسرائيل في ضرب اهدافاً ايرانية داخل و خارج ايران .. !
* ايران تهدد ، و اسرائيل تتوعد ..
ارتفع صوت القادة في ايران عالياً بالرد المزلزل ، و معاقبة الشرير الاسرائيلي ، وفق ما جاء على لسان المرشد الاعلى علي الخامنئي ، الذي وضعت القيادة العسكرية بين يديه عدة سيناريوهات للرد على العدو ، و كما قيل انه اشار الى إحداها ، ما يعني ان الهجوم الايراني بات مؤكدا و ان القرار تم اتخاذه ،
ترافق مع دلك الوعيد الاسرائيلي ان الرد سيكون مزلزلاً ، في عمق ايران ، اذا قامت ايران باستهداف الاراضي (الاسرائيلية ) ، و سيتم ضرب اهدافاً حيوية جداً ، ( يمكننا أن نفهم من ذلك ، اشارة الى المنشآت النووية ، و السدود ، و الموانيء و غيرها ) ..!
* دعوات لضبط النفس ..
تصاعدت الدعوات و الاتصالات و الوساطات الهادفة الى احتواء الازمة و عدم التصعيد ، و التحذير من خروج الامر عن السيطرة في حال بدء الاشتباك ، الأمر الذي سيجر القوى العالمية الى حرب ثالثة ، ( حسب تعبير ترامب ) .. !
إذ تعلم امريكا و النيتو أن ايران احد اطراف التحالف الضمني مع روسيا و الصين ، و ان ايران تقوم بتزويد روسيا بسلاح الدرونات التي تحدث فرقاً في حربها مع اوكرانيا ، فضلا عن المصالح الاقتصادية مع روسيا و الصين بما فيها الطاقة .. !
كما أن ايران التي تمتلك المخزون الاكبر من الدرونات و خاصة شاهد 136،و 149 ، و الصواريخ البالستية ذات التقنية الروسية ، و منها الفرط صوتية ، مثل صاروخ خيبر ، و الفاتح 2 ، و الحاج قاسم ، اضافة الى صواريخ كروز الروسية ، غير أنها تفتقر الى سلاح الجو و سلاح الدفاعات الجوية الطبقية ، إلاّ انها تمتلك قوة السيطرة و التحكم بمضائق الملاحة الدولية الاكثر اهمية ( مضيق هرمز ، و باب المندب )
في المقابل ، اسرائيل تمتلك كل اسلحة القوة الفتاكة ، التي تمنحها التفوق و السيطرة ، و القدرة على التحكم بادارة المعركة..
فضلا عن أن اسرائيل ، كانت اشارت الى أنه في حال قامت ايران باستهداف مناطق مدنية ، فسيكون الرد في العمق الايراني (نووياً )
و ضمن تلك المعادلة ، فانه في حال اندلعت المواجهة ، فان ايران ستكون لها الجولة الاولى عن طريق الاغراق الصاروخي ، لكن في حال احتواء اسرائيل لهذا الاغراق ، سيكون الرد الاسرائيلي اكثر قوة و عنفاً و تدميراً ،
و إذا حركت ايران اذرعها ضد اسرائيل ، فان امريكا ستحرك الاقاليم الانفصالية في الداخل الايراني ، وخاصة اقليم بلوشستان ، و الاحواز ، و بدعم من طالبان افغانستان الذين عقد معهم بايدن اتفاقه السري ، و القاضي بالاحتكاك بايران و دعم الاقاليم الانفصالية فيها اذا لزم الامر ، مقابل انسحاب امريكا من افغانستان و ترك جميع اسلحتهم لصالح الطالبان ( و هو ما عُرف باتفاق الدوحة ) !
كل ذلك على فرضية اقتصار المعركة بين اسرائيل و ايران دون تدخل حلفاء
فاذا تدخل الحلفاء من كلا المعسكرين ، فهذا يعني ان العالم انزلق حتماً ، الى الحرب العالمية الثالثة !!
لذلك ، كان لا بد من خطة لاحتواء الازمة بما يحفظ ماء الوجه لطرفي النزاع
* ضربة × ضربة ..
كل المؤشرات كانت توحي بانه تم الاتفاق ، على ان تقوم ايران بتوجيه ضربة ( اغراق صاروخي ) باستخدام الصواريخ و المسيّرات على اهداف عسكرية اسرائيلية غير نشطة و غير استراتيجية ( الجولان المحتل و النقب على الاغلب ) ، تقوم بالمقابل اسرائيل بالتصدي لعدد من الاجسام المعادية ، و سقوط عدد آخر .. ، مع توجيه ضربه معاكسة من اسرائيل الى اهداف ايرانية مشابهة .. و قد يكون تبادل الضربات ليوم واحد او لعدة ايام ، قبل فرض وقف القتال بينهما ، و العودة الى المربع الاول.
* يتبع .. الرد الإسرائيلي