حسين أبو الهيجاء: الفصل الأهم من هرمجدون (3): إسرائيل و الجبهات السبعة: غزة، مصر، الضفة الغربية، الاردن، الجولان سوريا، حزب الله لبنان، وايران

حسين أبو الهيجاء 9-102-204: الفصل الأهم من هرمجدون (3): إسرائيل و الجبهات السبعة: غزة، مصر، الضفة الغربية، الاردن، الجولان سوريا، حزب الله لبنان، وايران
بعد أن استكمل النيتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، تجهيز مسرح العمليات لصالح عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي ، لإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط بما يخدم مصالح الغرب، ويقطع الطريق على خطط التحالف الشرقي، وخطط المنظومة العربية ..
و بعد استكمال النيتو نشر قواته في المناطق الاستراتيجية حول الإقليم، براً و بحراً، لإحكام الحصار العسكري على الإقليم، وبما يسمح بتقديم الإسناد العسكري، وكافة الاجراءات والعمليات والنُظم اللوجستية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وبما يمكّن قوات النيتو من المشاركة الفعلية في اي عمليات عسكرية، في حال تطلب الأمر ذلك ،
بدأت القوات الإسرائيلية بتفعيل (خطة تنوفا العسكرية)، والتي تقوم على فكرة فتح حرب هجومية مفاجئة، على كافة الجبهات في وقت واحد، والتوسع على حساب دول الجوار، مع إزاحة العنصر الفلسطيني من غزة إلى مصر، ومن الضفة الى الاردن، ومن الشمال الفلسطيني الى لبنان ..
و هي خطة التوسع الإسرائيلي باتجاه شمال سيناء و شرق نهر الاردن و جنوب الليطاني و غرب سوريا ، كخطوة اولى من مشروع غيوراآيلاند ، في إطار صفقة القرن ، و الشرق الأوسط الكبير .. !
و قد افتتحت إسرائيل بدعم و اسناد غربي غير محدود ، تنفيذ المخطط ، بدءٱً من قطاع غزة ، مستفيدة بذلك من الغطاء السياسي الدولي المطلوب ، و الذي حصلت عليه ، بأثر الهجوم الذي نفذته كتائب القسام على مستوطنات غلاف غزة ، بتاريخ 7 اكتوبر 2023 م .
ثم بدأت العملية تتدحرج ، بالشكل الذي أشرنا له في الأجزاء السابقة !
* العمل العربي ..
لم يكن النظام العربي غائباً عما يتم التخطيط له في العقد الأخير، بل كان في حاضرة الحدث، وخاصة (الرباعي العربي)، حيث كان يعمل على احتواء المخططات، والتصدي لها، ومحاولة إفشالها او عرقلتها، وكان يعمل على أكثر من نمط للتكامل العربي و العمل المشترك، وتشبيك المصالح البينية من جهة، وتشبيك المصالح مع الفرقاء من جهة اخرى، كما عمل على مشاريع تنموية مشتركة، وتوطين التكنلوجيا، و الصناعات المدنية و العسكرية، وتوقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية متنوعة، فضلاً عن تطوير الجيوش والأسلحة، وكان لدخول الدول العربية الفاعلة في منظومة بركس، ومنظمة شنجهاي، ونظام مير المالي، والاستثمار في طريق الحرير الصيني، ومشروع الشرق العظيم (الممر التجاري العربي)، والتحول التدريجي الى نظام التبادلات التجارية بالعملات المحلية، وإنهاء العمل باتفاقية البترودولار بشكل تدريجي، الأثر الاكبر لتعاظم القوة العربية بما سمح لها امتلاك اوراق قوية وضاغطة في لعبة النظام العالمي، وهي ايضاً الاسباب ذاتها التي سرّعت بفتح الجبهات مبكراً، قبل اكتمال خطط 2030 العربية!!
وهذا ما عبّر عنه صراحة الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما قال: (لن نسمح للنظام العربي ان يبلغ حلم 2030)
* محاولات دؤوبة ..…
لطالما كانت روسيا و الصين تعملان على الاستئثار بإيران، ليس فقط باعتبارها حائط صد لأمنهما القومي، بل لنزعها عن التبعية للغرب، و للاستئثار بالتبادلات التجارية معها، و الامتيازات الاستثمارية، و كسوق استهلاكي كبير، مدني و عسكري، و كأحد أهم مُصدري الغاز و النفط للتنين الصيني، و كأحد أهم أسواق السلاح للدب الروسي ..
و لأن مصلحة الصين و روسيا مع ايران كما هي مع الخليج، كان لا بد ان تعمل روسيا و الصين على ترميم و تمتين العلاقة ما بين ايران و دول الخليج العربي، و كذلك مع مصر التي تعتبر مصب طريق الحرير الصيني، و أهم منطقة تجارية روسية .
وفي المقابل، لطالما حاول الغرب القيام باللعبة المضادة، حيث كان الغرب يستخدم إيران كفزاعة في وجه الدول العربية، وخاصة دول الخليج، لضمان بقاء تحالف تلك الدول مع الغرب بحجة الحماية، ولضمان استمرار تسويق السلاح الغربي وخاصة الامريكي والبريطاني للدول العربية..
في ذات الوقت، و خاصة في السنوات الاخيرة، دأبت امريكا و إسرائيل على محاولات توريط الدول العربية بحرب استنزاف مع ايران، لضمان تبعية الجميع للغرب من جهة، و لإضعافهما لصالح إسرائيل من جهة ثانية، بما يضمن تمرير المخطط التوسعي الاسرائيلي، و قيادة إسرائيل للإقليم !
في المقابل دأبت ايران أيضاً على توريط العرب في حرب استنزافية مع إسرائيل لذات الهدف !
لكن النظام العربي كان مُدركاً لتلك المؤامرات وأهدافها، ولكل ما يُحاك له في الظلام، واستطاع الإفلات منها، وعدم الانزلاق في تلك الحروب، بل استطاع اخذ الجميع الى (حرب اقتصادية)، ادارها بامتياز وجنى ثمارها!
وكانت المعادلة لدى أطراف الصراع في الاقليم كما يلي:
ضرب ايران × العرب = مصلحة إسرائيلية
ضرب إسرائيل × العرب = مصلحة ايرانية
ضرب ( ايران × إسرائيل ) = مصلحة عربية
النتيجة ان العرب، و من خلال سياسة الصبر الاستراتيجي، و ادارة الحرب الاقتصادية، نجحوا بإسقاط خطة اسرائيل و خطة ايران، بل و نجحوا بضرب ايران × اسرائيل !!
وهو ما يجري الآن …