أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب – فضيحة “أجندة حماس المدرسية” وأعياد الميلاد!

بقلم حسن عصفور/

في ظاهرة هي الأولى العلنية من فصيل “حاكم” في قطاع غزة، تقوم وزارة “أوقاف” حماس بنشر بيان يدعو في عنوانه الى تنظيم فعاليات لـ “الحد من الاحتفالات بعيد الكريسماس”، لا تحتاج الى الذهاب الى داخل النص لتقرأ، فالمسألة غاية في الوضوح، الهدف والوسيلة.

الحقيقة، كان الظن أن تسارع الحركة الإسلاموية الى سحب البيان “العار” واعتباره غير دقيق، من باب حفظ ماء الوجه السياسي لفعلة شائنة وطنيا بكل المعايير التاريخية والدينية في بلد المسيح، الذي يتفخر بها كل فلسطيني، لما منحها ذلك مكانة خاصة في الكوكب الأرضي.

ولكن، وتلك فضيحة مضافة، بدلا من قيامها بما يجب أن تقوم به، ذهبت لتوجيه الاتهامات لكل من اعتبر بيانها بابا لـ “فتنة” وتحريض صريح ضد المسيحيين (مصطلحهم الرسمي في أوقاف حماس النصارى)، وحاولت في بيان أول توضيح ما لا يوضح، ثم خرج من بين ناطقيهم من يقول عن علاقة بين مسلم ومسيحي، وختمت حماس بتهديد أمني لكل من ينتقد بيان الفتنة – العار.

ثلاثة بيانات لم تقرأ كلمة تعتذر أو تسحب بيان “الفتنتين”، وكأن الأمر حدثا عابرا سيتم نسيانه كما كل ما فعلت ضد النسيج الوطني، ووحدة الكيانية الفلسطينية، التي قدمت خدمة كبرى لمشروع التهويد، بفصل قطاع غزة عن الضفة، وذلك لم يعد تقدير سياسي أو استنتاج سياسي، بل نصا صريحا نطقه في غفلة الحديث، نائب رئيس حكومة حماس يوم السبت 19 ديسمبر 2020 السماك، بقوله أن العلاقة مع حكومة الضفة هي انفصال تام.

يبدو، ان حركة حماس تعتقد كما كل الحركات الباطنية، أن الزمن كفيل بتجاوز الكوارث والنكبات، دون أن تتذكر أن أصل المصائب هي تلك الثقافة الاستهبالية التي سادت بقايا الوطن، وأن قطاع غزة، قبل غيره من مكونات البقايا، يعيش حالة ظلامية شاملة، بات الخروج من المعبر لأي اتجاه بمثابة “فرحة شعبية”، والحصول على العمل نصرا شخصيا، فيما الكرامة التي ميزت أهل القطاع أصبحت اتهاما، وبالقطع حالة التكافل والترابط المجتمعي تحولت الى شبهة يمكن ملاحقة فاعليها.

الإشكالية التي تحكم مسار حماس الاعتماد على قوة أمنية متعددة الأركان، تحولت وظيفتها من مواجهة “عدو قومي” الى مطاردة كل من يرى في سلوكها فعل انفصال وطني، وكل غضب شعبي أي كان حجمه يواجه بالقوة العاتية المعروفة بالأمن والقسام.

ولاكتمال فضيحة الفتنة الدينية، أقدمت ذات الحركة الإسلاموية على توزيع “أجندات مدرسية” تتحدث عن الرموز الوطنية التاريخية في فلسطين، تجاهلت، وبوقاحة نادرة، اسم الخالد الشهيد الرمز ياسر عرفات المؤسس لسلطة تتنعم منها حماس، وتتفاخر بما تدير حكما وحكومة، بكل امتيازاتها وفسادها الذي لم يعد سرا، ومعه تجاهلت كل قيادة الثورة الفلسطينية من كل فصائل العمل الوطني.

“فضيحة الأجندة” و”فضيحة الكريسماس” هي ترجمة لمحاول كتابة رواية غير الرواية الوطنية، ما يستوجب العمل بكل السبل للتصدي له، فما حدث خلال 24 ساعة من فضيحتين ليس سهوا أو صدفة، بل ثقافة تنمو لتكريس رواية لكيان جديد، يكون أداة سامة في ظهر المشروع الوطني…

تذكروا بدايات حماس لتعرفوا ما هو آت…عل البعض الجبان المتردد يدرك ما سيكون!

ملاحظة: اللقاء الثلاثي المصري الفلسطيني الأردني جرس انطلاقة سياسية جديدة… الخوف أن التحضير الداخلي لا زال “غائبا” عن وعي الاستعداد، وتعود ريما الى عادتها في الكلام وغيرها يرتب عنها!

تنويه خاص: التقدير قبل التهنئة للصديق محمد بركة، ليس لإعادة انتخابه رئيسا للجنة قيادة جماهير شعبنا في الجليل والمثلث والنقب، بل ذلك الإجماع الفريد لشخصه ودوره…الى الأمام خدمة لقضية وجسرا لمكونات شعب يا “رفيق”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى