أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب – ثقافة الشماتة الشاذة تكشف عورة البعض الفصائلي!

كتب حسن عصفور/

تتسابق قيادات الفصائل الفلسطينية في الزمن الراهن بالحديث عن “المصالحة والشراكة” لمواجهة الخطر الداهم على القضية الوطنية، والمشروع التصفوي للهوية والوجود، ومن يستمع لها يعتقد أن الأمر قاب قوسين أو أدنى لصياغة “حالة وحدوية نادرة”، كلمات وعبارات لا ينقصها سوى الاعتراف بأنهم “كاذبون” وجدا.

في محطات مختلفة تبرز بعض مظاهر غريبة وشاذة، تلك التي تسمى شعبيا بـ “ثقافة الشماتة”، لم تكن تمثل ظاهرة مجتمعية، وقطعا لم تكن جزءا من المشهد السياسي الذي يراعي كثيرا بعضا من قواعد العمل، التي ستجبر هذا وذاك على اللقاء يوما ما.

“ثقافة الاختلاف” كانت سمة بارزة جدا في زمن الثورة الفلسطينية، وقبل ولادة قوى طائفية بشعارات “ثورية”، اختلاف وصل في محطات الى حد استخدام السلاح والاستعانة بـ “صديق” من نظم وقوى، استخدمت بها لغة وصلت الى حد “التخوين”.

لكن الذي لم يكن جزءا من “ثقافة زمن الثورة” ما برز فجأة منذ سنوات ما يعرف مجتمعيا وشعبيا بـ “ثقافة الشماتة”، مفاهيم غريبة تمثل قمة الانحطاط والتربية الحزبية، وتعكس بلا تردد حقيقة مضمون تلك المكونات، خاصة بعد أن يتم اكتشاف أنها جزء من “ثقافة التكوين الحزبي”، والتي باتت وسائل التواصل الاجتماعي خير كاشف لها، كما كاشف الأحماض (H2O)، كونها تعبر عن الذات بلا نقاب أو حسابات “لغوية دقيقة”.

وكي لا يصبح الأمر كشفا لحساب سابق لتلك الثقافة الشاذة وطنيا، ويقال أنها كانت في زمن انشقاقي، سنقف عند ما كشفته الحالة الصحية للدكتور صائب عريقات، فقد سارع البعض الحزبي لإخراج كل ما به من “نذالة ثقافية” وكتب ورسم ما يشير الى أنهم “كائنات” لا تشبه الفلسطيني بشيء، هبطت عليه من عالم غريب، وجودها خطر يفوق خطر العدو القومي، كونها تعيش بين ظهرانيي الشعب الفلسطيني.

كان مفهوم تماما، أن تخرج قوة عنصرية صهيونية لتهتف ضد الفلسطينيين حيث يعالج عريقات، عدو مركب بالكراهية والحقد، وتلك مسألة معلومة تماما، ولم يكن ذلك “عداءا لشخص صائب” بل للفلسطيني بهويته وكيانه.

ولم نستغرب كثيرا ظهور “أصوات شاذة” من بعض العرب ليكشفوا ضحالة نادرة للعداء والشماتة من الفلسطيني أيضا، دون تبرير لها فتلك حالة انحدارية لن تجلب شرفا لمن نطقها، خاصة بعد أن احتفى إعلام العدو بهم، كما يحتف دوما بكل “شاذ قومي”.

لكن، ان تطل تلك “الثعابين” علينا في لحظة تعاطف إنساني كبير، فذلك “خطر اجتماعي” لا يمكن المرور عليه مرورا عابرا، واعتباره “أحداثا فردية”، فتلك هي الكذبة الكبرى التي ستكون سرطانا في الجسد الفلسطيني، لن يعود صحيا معها.

لا يمكن أن نصدق قيادة حماس بأنها حقا تريد “مصالحة” وعناصرها مخزونين كراهية وعداء لغير الإخواني والحمساوي، عنصرية حزبية طائفية غير مسبوقة، ومن لا يعتقد أنها ثقافة سائدة ليطلب مراقبة وسائل إعلامهم لفترة، ومعها ما لهم على وسائل التواصل، حزبية أو فردية.
تصالحوا كما تشاؤون، ولكن الحقيقة التي تهربون منها أن المصالحة السياسية ستنهار بسرعة مقياس الكذب الذي تملكون، ما لم يصبح العقاب الذاتي قاعدة لكل من يملك ثقافة شاذة.
الى قيادة فتح…دون حساب الشامتين فالغدر قادم، ولكنه سيكون غدر سياسي يفوق شماتة فرد وبعض رعاع.

ملاحظة: في يوم واحد قرأنا مواقف لقيادات فتحاوية..متعهد “مكلمة المصالحة” قال كل شي تمام وحماس متلزمة على التكة…فجأة خرج قيادي آخر ليقول حماس مش ملتزمة…هيك حكي بيقول أنها “مصالحة شوربة” بايتة جدا… وصحتين يا شباب!

تنويه خاص: السودان وافق على دفع فوق 300 مليون دولار لأمريكا تعويض عشان ترضى عنها وترفعها من قائمة سودا..طيب مين بدوا  يدفعها وكلنا عارفين بير السودان المالي وغطاه…لنشوف!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى