حسن عصفور يكتب – تصريحات البعض “الحمساوي” خارج النص!
كتب حسن عصفور – 16/10/2018
أحسن القيادي في حركة حماس، رئيس المجلس التشريعي بالوكالة د.أحمد بحر بمسارعته توضيح، أن “إنفجار” أهل قطاع غزة جراء الحصار “المركب” ضدهم، لن يكون سوى في وجه الاحتلال الإسرائيلي وفقط..
ربما قد يرى البعض، ان لا جديد في مثل ذلك الكلام، لكن الحقيقة مختلفة تماما، حيث سارعت بعض أطراف داخل حماس، ومنها شخصيات قيادية مؤثرة، بالحديث عن أن “الإنفجار الغزي” القادم سيكون في مختلف الإتجاهات، بل أن هناك من أشار الى الحدود مع مصر، حيث يتوجه عشرات آلاف من أبناء القطاع الى الحدود المصرية نحو سيناء..
وسنترك “سوء النوايا السياسية” التي قد تحكم تلك الأقوال، ونراها رد فعل على أزمة إنسانية خانقة مستمرة منذ سنوات، بلا أفق واضح، سوى ما تتحكم به عمليا الإدارة الأمريكية وحكومة تل أبيب لـ”فكفكة العقدة” ضمن تنفيذ المرحلة الثالثة من “خطة ترامب الإقليمية”..
في عالم السياسة، لا يحق لمستويات سياسية في تنظيم كحركة حماس التلميح بإشارات كما تلك الإشارات “الساذجة” في أحسن الأحوال، خاصة وأن شواهد ليست “ودية” لا تزال آثارها باقية في العلاقة مع مصر، رغم الجهد الكبير الذي تبذله قيادة الحركة الجديدة، خلافا لتيار قطري إخواني تركي..
الحديث، بأن الإنفجار نحو كل الإتجاهات، بما فيها الحدود المصرية، ليس سوى ترجمة سياسية لمشروع أمريكي قديم جديد، نحو “خلق وقائع” لفرض مشروع التوطين في سيناء، فذهاب عشرات آلاف لإقتحام الحدود المصرية،إما سيواجه بالقوة ما سينتج عنه ما لا يحمد عقباه، أو السماح لهم بالعبور الى سيناء، ما قد يفرض “واقعا إنسانيا” أشبه بحالة “لجوء مؤقت”، لا يعرف متى يمكن لها أن تنتهي..
كلا “الخيارين”، ليس سوى وجه لكارثة، بل لمؤامرة مستحدثة ضد الشقيقة الكبرى، يبدو أن بعض الدوائر المعادية لمصر، ولتطور العلاقة بينها وتيار حماس في القطاع، بدأت تعمل على خلق مثل هذا “السيناريو الكارثي”، وأيضا بغطاء إنساني..
التآمر على مصر، هو المهمة الرئيسية للثالوث القطري التركي الإخواني، لذلك يبحثون دوما عن أي “ثغرة سياسية” للدخول منها وتمرير ما يمكنه أن يشيع أجواءا معادية لمصر، بل ربما يساهمون في التخطيط من أجل خلق وقائع “عملية” كي يصبح المشروع الأمريكي – الإسرائيلي لتوطين فلسطيني في سيناء واقعا، كجزء من الخدمات التي بات هذا “الثالوث” يسارع في تقديمها..
نعم، هناك داخل حماس تيار معادي لمصر ويعمل بكل السبل على عرقلة التقارب السريع والعميق في العلاقات، خاصة بعد مباحثات الوفد الحمساوي الأخير في القاهرة، والذي تناول، وفقا لبيان رسمي لقيادة حماس، ولأول مرة العلاقات الثنائية بعمق ومسؤولية، ولذا سارع “الثالوث المعادي لمصر” بنشر ما يعتقد أنه سيكون “كعب أخيل” لفتح جبهة توتر سياسي جديد بين حماس ومصر..
ولذا لم يكن صدفة، أن يسارع د.بحر، بالرد الفوري والسريع، على ذلك الإتجاه، الذي بعضه قد يكون تحدث بـ”سذاجة سياسية”، وبعضه ضمن “مؤامرة سياسية”..
نكرر “الجوع كافر” نعم..ولكن لا يجب أن يصل الى حد “الكفر بالوطن”..تلك هي المسألة الناظمة لتمرير “المؤامرة الكبرى”، التي لخصتها “صفقة ترامب” لتهويد ما يمكن تهويدة من فلسطين، الوطن والقضية والمشروع.