حسن عصفور: نتنياهو اليوم التالي لحرب “وحدة الساحات” يتكون نحو التغيير الإقليمي!
حسن عصفور 21-9-2024: نتنياهو اليوم التالي لحرب “وحدة الساحات” يتكون نحو التغيير الإقليمي!
بعد 48 ساعة من حادثة 7 أكتوبر، خرج رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية بنيامين نتنياهو، مخاطبا رؤساء المجالس المحلية جنوب الكيان شرق قطاع غزة، وقال عبارة لم تلفت اهتمام الكثيرين الذين أصابهم “الانبهار السينمائي” بما كان في تلك اللحظات، بالتأكيد على، أنهم للتو بدأوا حربهم، وسيعملون على تغيير الشرق الأوسط.
عبارة منطقيا لا تستقيم مع ما قالوه بأنها ستكون حربا على حركة حماس، أو على قطاع غزة، والإشارة هنا على كلام حدث يوم 9 أكتوبر 2023 أي 48 ساعة لا غير، وليس أشهرا أو أسابيع، ما يشير بوضوح مطلق، ان الحرب كانت مسبقة على الحدث الدراماتيكي يوم 7 أكتوبر، وبأهداف واضحة تمس المنطقة بكاملها، نحو التغيير المتوافق والمشروع العدواني الشامل.
أقوال نتنياهو، التي مرت دون توقف يذكر، هي ترجمة موضوعية للموقف الأمريكي الذي أعلنته إدارة بايدن بعد 48 ساعة من الحدث الأكتوبري، بتقديم 6 مليار دولار مساعدة فورية، ترافقت وإرسال حاملات طائرات بعض اسطولها البحري، إلى مياه المتوسط مقابل ميناء حيفا، وكذلك نحو البحر الأحمر، كمؤشر أن هناك ما يتجاوز جغرافيا قطاع غزة أو فلسطين ولبنان.
وقبل مرور عام على انطلاق الحرب العدوانية على قطاع غزة، بدأت تتضح مختلف أركان المشروع الاحتلالي الجديد، نحو “اليوم التالي” لحرب “وحدة الساحات” بمسماه الفعلي “تغيير الشرق الأوسط”، الذي استخدمته بعد 3 أيام فقط من بداية العنوان، بعد التطورات العسكرية الأخيرة في لبنان.
وربما بات ضروريا التفكير بعناصر مشروع تغيير الشرق الأوسط التي تحدث عنها نتنياهو، التي لن تبقى أسيرة جغرافيا الحرب المباشرة، بل تذهب إلى أبعاد ملحقة بها بشكل أو بآخر.
فمشروع دولة الاحتلال في فلسطين اتضح بشكل كبير:
– إعادة احتلال قطاع غزة، وإقامة “إدارة مدنية” تابعة لحكم عسكري احتلالي، خالية من أي وجود فصائلي مسلح، وتقسيم القطاع إلى 3 مناطق والسيطرة على حركة المعابر بأشكال مختلفة، قد لا يكون وجودا مباشرا، لحساسيتها مع مصر، مع توافق أمريكي إقليمي على مضمون مجلس الإعمار والتنمية، وذلك لفترة زمنية غير محددة، دون أن ينسوا عبارة “الكذب السياسي”، أنها ستكون لاحقا جزء من السلطة الفلسطينية، مع فتح الباب وتقديم كل المغريات للهجرة الخارجية.
– استمرار مشروع التهويد والضم في الضفة والقدس، وإقامة نظام فصل عنصري كامل، بتحويل الوجود الفلسطيني إلى جزر داخله، مع الحفاظ على المظهر “الشكلي” للسلطة الفلسطينية لاعتبارات خاصة.
– الضغط نحو تهجير عشرات آلاف من أبناء الضفة بأشكال مختلفة، خاصة في ظل حملة إرهاب متناسقة وخنق اقتصادي شامل ليس لمصادر السلطة الفلسطينية المالية فحسب، والتي بدأت عمليا وستتواصل بطرق أخرى مع البنوك المحلية، ولكن بإغلاق باب العمل لما يقارب ربع مليون عامل فلسطيني داخل أراضي الـ 48، كانت مصدر دخل هام جدا.
– وضع ملامح النظام اللبناني، بما يتمثل بنزع سلاح حزب الله في الجنوب، وسحب كل قوته العسكرية، والدفع بأن يكون “فصيلا سياسيا”، يبتعد عن السيطرة بالقوة على القرار العام، ما يقدم الخدمة السياسية التي تريدها الولايات المتحدة، وأيضا دول عربية وقوى لبنانية، تغيير سيمر إجباريا، ولكن للأسف السياسي بضغط من دولة العدو الاحتلالي.
– نتائج اليوم التالي في فلسطين ولبنان، ستجد لها آثار مباشرة على العراق واليمن والبحر الأحمر، بكل ما يتطلبه ذلك من قواعد وجود جديد.
– نتائج تلك التطورات ستنعكس لاحقا على جوهر علاقات “التطبيع” مع دولة الكيان، أي كانت الأقوال التي تصدر راهنا.
ملامح اليوم التالي لحرب “وحدة الساحات” النتنياهووية بدأت، وستذهب بعيدا ما لم تجد حركة عربية دولية معاكسة، ضمن رؤية “مصالح مقابل مصالح”، خاصة وأن الشرق الأوسط مركز ثقل رئيسي في حركة الاقتصاد العالمي.
هل تبدأ “صحوة سياسية” لمحاصرة مخطط “تغيير الشرق الأوسط” التهويدي الجديد الذي ينطلق بقوة تفوق سرعة تفكير “البعض العاطفي” الغارق في وحل أوهام..تلك هي المسألة التي تستحق التفكير والعمل.