حسن عصفور – على قيادة حماس طرد هذا “الحاكم العسكري الجديد”… وفورا!
حسن عصفور ١١-١٢-٢٠١٨
لن نقف كثيرا امام تصريحات محمود الزهار التي ادعى فيها بغير وجه حق، ان قطر لم تطلب من قيادة حماس أي ثمن مقابل المال الذي يتدفق الآن على الحركة، بتنسيق ليس له مثيل، مع أجهزة الأمن الإسرائيلي، يراه رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب نتنياهو، بأنه “النموذج الأهم” للتنسيق الأمني بين كيانه وحماس عبر المندوب السامي القطري، السمسار محمد العمادي.
لسنا في وارد مساءلة حماس قبولها تلك الإهانات التي يرسلها هذا “العمادي” الى قيادتها وعناصرها، شهداء وأحياء، بتلك الجولات المثيرة لكل أشكال “الاشمئزاز الوطني” خلال توزيع المال القطري، فاحصا كل بصمة إصبع، مدققا فاحصا، كأي مندوب أمني مكلف، فتلك إهانات لحماس قبل أن تكون للشعب للفلسطيني، فلم يسمح يوما لأي جهة كانت القيام بهذا الدور الانحطاطي، مهما قدمت مالا وفيرا.
لكن، ما لم يعد الصمت عليه ممكنا ذلك الدور السياسي الذي يتجاوز دوره كناقل أموال من مطار تل أبيب الى مخازن حماس المالية، وبدأ يتصرف وكأنه “الحاكم العسكري العام” لقطاع غزة، يتصرف وكأن المنطقة التي تمثل رافعة المشروع الوطني، باتت ملكية خاصة لتلك “المحمية” التي تدفع أكثر من 30% من ميزانيتها لقوى خارجية ضريبة حماية خاصة، عبر قواعد وقوات، أمريكية – إسرائيلية وتركية.
محمد العمادي، الذي كان أول عربي يعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وصمت طرفي المصيبة الوطنية عليه، فتح (م 7) وحماس لمصالح خاصة بهما، بدأ ينوب عن الشعب الفلسطيني لتحديد مسيره ومساره، وكشف انه تحول الى “كبير مفاوضي حماس” مع دولة الكيان، عندما كشف أنه تقدم بطلب إعادة بناء مطار قطاع غزة، ليس لخدمة حركة أهل القطاع، بل لربطه بشكل خاص بدولة قطر، ليصبح وكأنه “قاعدة خاصة” لها، كجزء جديد في سياق التآمر على مصر الشقيقة الكبرى.
العمادي، يفاوض دولة الكيان، لفتح مطار خاص يعمل بين غزة والدوحة فقط، وتحت سيطرة أمنية مطلقة متفق عليها بين بلده وأمن إسرائيل، وكأنه يملك أمنا من حيث المبدأ، وليس امنا مستأجرا لبلدان معلومة جدا.
أن يتحدث هذا العمادي ما يحلو له ودون أدنى احترام للفلسطيني، فتلك هي الكارثة التي يجب محاسبة قيادة حماس عليها، وليس هذا القطري، فالصمت وعدم رفض تلك الأقوال تؤكد أنها مقبولة لها، وهو مكلف رسميا من قبلها للتفاوض مع دولة الكيان لترتيب مشروع سياسي خاص، من وراء ظهر الشعب الفلسطيني، تنفيذا للمرحلة الثالثة من صفقة ترامب الإقليمية.
صمت حماس، على اقوال العمادي يضعها في دائرة “الشبهة الوطنية”، وأنها تستخدم حقا لتوجيه الطعنة السامة لـ ” بقايا المشروع الوطني” تكاملا مع دور سلطة رام الله، التي تساهم عمليا بتمريرها في الضفة والقدس، وكذا في القطاع بحصارها.
كان التقدير، وفقا لما يقال من بعض القيادات الحمساوية، انها ترفض أي مساس بالمشروع الوطني، وأنها ضد صفقة ترامب، ولن تسمح بتمرير مشروع الانفصال السياسي، ان تخرج وتعلن رفضا صريحا لأقوال العمادي المسيئة والخطيرة أيضا، وتعلن أنها لن تسمح لأي كان أن ينوب عن الشعب الفلسطيني، وعن حركة حماس للتفاوض مع الكيان، او إطلاق تصريحات تساهم في تدمير القضية الوطنية.
لكن، المفاجأة الكبرى ان قيادة حماس بكل تلاوينها، صمتت كليا عن تلك التصريحات المهينة، وكأن قطر نجحت أن تشتري “صمت حماس مقابل حفنة من الدولارات”.
لا زالت هناك فرصة أمام البعض من حماس، الذين أعلنوا مرارا انهم أبناء لهذا الشعب، ليس رفض تصريحات “الحاكم العسكري الجديد” للقطاع محمد العمادي، بل الطلب منه مغادرة غزة فورا وعدم العودة اليه، وأن يطلب من قطر تحديد موقفها هل المال مشروط بالتورط في علاقات مشبوهة مع الكيان، ام هي أموال لتعزيز مكانتها عبر فلسطين في حضورها بالمشهد، ام هي أموال يمكن اعتبارها “زكاة سياسية” عما فعلت.
هل أدرك بعض مطبلي القناة الصفراء لماذا تفتح أبوابها لممثلي الأمن الإسرائيلي، وناطقيه وصحافييهم لنشر روايتهم ضد رواية الشعب الفلسطيني… أنه جزء من مشروع إسرائيلي يتم تمريره عبر قطر مالا وإعلاما.
والسؤال الآن الى قيادة فتح (م7)، ماذا أنتم فاعلون بعد تلك التصريحات، هل يكفي تكرار كلام غير مفهوم، هل مصلحة عائلة عباس مع قطر أكثر قدسية من “بقايا وطن”، عدم طردكم هذا السمسار يجعل منكم شركاء، ولا يحق لكم الحديث باسم الشعب بعد اليوم… أنتم قبل حماس أمام الاختبار الوطني…الخيار للكم!
الصمت على تصريحات هذا “الحاكم العسكري” الجديد عار… تلك رسالة الى القائد يحيى السنوار قبل غيره من قيادات حماس!