أقلام وأراء

حسن عصفور: سوليفان وهندسة “اليوم التالي” لحرب غزة!

حسن عصفور: سوليفان وهندسة “اليوم التالي” لحرب غزة!

حددت الإدارة الأمريكية الأهداف المركزية للحرب على قطاع غزة، من خلال وزير خارجيتها اليهودي الصهيوني بلينكن بالمرتكزات التالية:

* حق إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لضمان عدم تكرار حادثة 7 أكتوبر، بما فيها البقاء في قطاع غزة الى فترة ما (قد تصبح منطقة عازلة).

* لا يمكن أن تبقى حماس مسؤولة عن الحكم في غزة، ولا يمكنها الاحتفاظ بالقدرة على تكرار تلك الهجمات

* على حماس أن تلقي سلاحها وتسلم القادة المسؤولين عن المذابح والتعذيب والاغتصاب في 7 أكتوبر.

* أن تتخلى حماس عن هدفها المعلن المتمثل في القضاء على إسرائيل، وقتل اليهود وتكرار الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر.

*يجب أن تكون السلطة الفلسطينية فعالة في المساعدة على النهوض بتطلعات واحتياجات شعبها، ما يتطلب ذلك من إعادة تأهيل وتحديث لها وبالطبع لقيادتها.

* ينطلق اليوم التالي بدءا من غزة خاصة فيما يتعلق بأشياء مثل الحكم، الأمن، إعادة البناء. ويجب أن يكون جزءا من هذا النقاش حول الانتخابات لما بعد ذلك.

واستعدادا لتلك المرحلة وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، لوضع “الترتيبات العملية” للخطة أعلاه، بعدما فرضت دولة الكيان بعدا تدميرا شاملا على المشهد في قطاع غزة، (بعيدا عن صور البطولة والتحدي والمواجهة)، ترى إدارة بايدن أنه الزمن الضروري للبدء في التحضير لوضع آليات مناسبة لتنفيذ الرؤية الشمولية، لما تراه مع شريكها الرئيسي في الحرب الشاملة.

حضور سوليفان، ترافق مع أحداث ربما تخدم جوهر الرؤية الأمريكية، ومقدمة لما تراه، بدأت في رسالة من جهاز الموساد الإسرائيلي بأن يدها طويلة وستصل لكل من له علاقة حادث 7 أكتوبر أينما كان وجوده، في رسالة تهديد علنية لقطر وتركيا، وجدت صداها السريع في لغة قطرية وحمساوية وكذا تركيه، فقطر أعلنت بلسان رئيس وزرائها، بأن من يقف عقبة أمام الهدنة عليه أن يزول…فيما تركيا تنصلت من وجود دائم لقيادات حماس، بعدما زمجر رئيسها ضد التهديد، فيما قيادة حماس قدمت أوراق اعتمادها لليوم التالي، بتصريحات يمكن اعتبارها “انقلابية” بالكامل، حول استعدادها الاعتراف بإسرائيل والتعاطي مع قرارات الشرعية الدولية وقبولها دولة في حدود 1967، في حال دخولها منظمة التحرير.

نشر استطلاع رأي حول شعبية حماس وفتح وعباس ومكانة السلطة الفلسطينية، جوهره يقول، سلاما لعباس ولفتح والسلطة، وأهلا بحماس، ورغم أنه ليس سوى استطلاع وهمي، بالمعنى المهني، لكنه يشير الى بعض ملامح الحقيقة في الضفة ويتعاكس كليا معها في قطاع غزة، لأسباب يعرفها كل من دفع ثمنا مباشرا وليس مصفقا.

أمريكا وإعلامها وكذا العبري استخدمت الاستطلاع حول صفرية عباس وانهيار مكانة سلطته، بما يخدم خطتها القادمة، وما يتطلب ذلك من مغادرة الرئيس الفلسطيني المشهد السياسي، و”تأهيل جديد” للسلطة القائمة كي تكون قادرة على المشاركة في حكم غزة لاحقا وقال ممخ المحدد، فيما ترى بأن الحديث عن شعبية حماس، مبررا لبقاء دولة الكيان تسيطر أمنيا على قطاع غزة لفترة تتوافق وإزالة “الخطر الأمني الحمساوي” عليها.

مستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان يعمل على وضع آليات التنفيذ لخطة اليوم التالي، عبر جولته التي انطلقت من العربية السعودية، باعتبارها “شريك استراتيجي” لواشنطن في تحديد ملامح المرحلة المقبلة، لأسباب متعددة ومختلفة، وربما “ترضية” لطموح متزايد لقيادتها حول دورها الطموح في المنطقة.

انتظار البعض العربي أو الفلسطيني موقفا أمريكيا مختلفا عن جوهر الأهداف التي رسمها بلينكن بشكل مشترك مع مجلس حرب حكومة الفاشية اليهودية، إما ساذج أو متواطئ سياسيا بأشكال مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى