أقلام وأراء

حرب صهيونية قذرة على “المقبرة اليوسفية” في القدس

د. هاني العقاد 31/10/2021

تتجدد الحرب الهمجية الصهيونية علي مقابر المجاهدين في القدس الذين ارتقوا شهداء علي مدار التاريخ في منذ فتح القدس علي يد القائد  “صلاح الدين الايوبي” حتي اخر شهيد ارتقي برصاص الاحتلال قبل أعوام قليلة ,جرافات حاقدة تسحق أجساد شهداء ارتقوا دفاعا عن الامة والشرف والكرامة والأرض والتاريخ والنساء والأطفال، شهداء رووا  بدمائهم الأرض المباركة وكتبوا  بالدم ان المواجهة مع هذا المحتل سوف تبقي الي يوم الدين، شهداء مازالوا احياء عند ربهم يرزقون ،هل يتصور أحد ما في هذا الكون ان دويلة الاحتلال تسحق قبور الشهداء بعد استشهادهم كدليل على الحقد والعنصرية والتجرد من الإنسانية، برهان انهم بلا اخلاق وبلا أي ارتباط باي ديانة كانت لان كل الديانات تحرم نبش قبور الموتى وتحرم سرقة أرض المقابر. ان لم يتصور أحد عليه التيقن ان هنا في القدس حربا تدور علي مقابر المسلمين التاريخية  لان هذا يكذب رواياتهم المزورة بوجود يهودي قديم في القدس ، القدس عز العرب وكبريائهم تداس مقابرها بقرار من حكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة اليوم ، تحت حراسة جنود وجوههم سوداء ليسوا بشر مدججين بالسلاح جاءوا ليسحلوا ام فلسطينية أصرت على ان تدافع عن قبر ابنها الشهيد بكل ما تملك, نامت فوق القبر سحبوها بعنف، جروها بعيدا عن مكان خلود ابنها الشهيد وجرفوه بالبلدوزرات فهرعت تلملم رفاته وتجمع عظامه في حجرها وتحفر من جديد لتواريه الثرى هكذا فعل الصهاينة بكل قبور المجاهدين في المقبرة , كل القبور جرفت وجثث الموتى سحقت علي مساحة اكثر من أربعة دنمات, هرول المقدسين يجمعوا عظام الشهداء ليعيدوا دفنها من جديد امام ناظر جنود الحرب الصهاينة , اقذر غزاة في العالم لان كل غزاة العالم علي اختلاف تاريخهم ومعتقداتهم و وحشيتهم لم يفعلوا ما فعله الاحتلال الصهيوني اليوم.   

 “مقبرة اليوسفية” التاريخية افتتحت قبل 15 قرن ويعود تاريخيها الي الدولة الايوبية ويروي المتخصصين بالتاريخ المقدسي ان هذه المقبرة مدفون فيها صحابيان هما (عبادة بن الصامت) و(شداد بن اوس) القاضيان الذين عينهما الخليفة عمر بن الخطاب قضاة لمدينة القدس بعد فتحها من قبل صلاح الدين الايوبي، وذكر الباحثين ان المقبرة مدفون فيها عدد من المجاهدين الذين استشهدوا في معركة فتح القدس. اما في العام 1967 فقد دارت معركة كبيرة بين الجيش الأردني وقوات الاحتلال الغازية وقد استشهد فيها أكثر من 14 عشر جنديا وضابطا اردنيا وتم دفنهم في المكان واليوم قامت جرافات الاحتلال بسحق هذه القبور جميعا وعند ظهور الرفات جمع الناس هذه الرفات وصلوا عليها وأعادوا دفنها من جديد.

هذه ليست المرة الاولي التي تستهدف فيها “مقبرة اليوسفية” بل انها استهدفت في العام 2004 عندما أصدر رئيس بلدية ما يسمي بالقدس (اوري اوبوليانسكي) امرا بهدم وتجريف عدد من القبور ومنع اعمال الصيانة في المقبرة، وفي عام 2014 تم تدمير 20 قبرا وسكب الاسمنت فوق القبور ليختفي معالمها تماما وبعدها تنفذ   بلدية الاحتلال مخططاتها التهويدية. والعام الماضي هدموا سور المقبرة الملاصق لباب الاسباط وازالوا درجها الأثري واليوم عاد الاحتلال للإجهاز على حوالي 5 دنمات من المقبرة لتحويلها الي ارض خضراء تقيم فوقها حديقة تلموديه صهيونية يأتي اليها المتدينين الصهاينة. معلم إسلامي تاريخي يشهد علي التاريخ الإسلامي لمدينة القدس  تريد دولة الاحتلال طمسه  والقضاء علي وجوده لتكمل روايتها المزيفة بان القدس لم تكن يوما من الأيام للمسلمين , ولم يحتضن ترابها أي من المجاهدين المسلمين علي مدار التاريخ قبل زمن صلاح الدين وعلي امتداد الدولة الايوبية والعباسية والمملوكية والعثمانية وحتي عهد قريب ابان الحرب الصهيونية علي الأرض العربية في العام 1967 والتي شهدت فيها القدس معركة دامية انسحب علي اثرها القوات الأردنية والثوار واحتلها قوات الغزة الصهيوني العنصري الحاقد الذي لا يكترث لاي قوانين الهية او دولية او معاهدات او اتفاقيات  او تفاهمات.

  يخجل كل غزاة العالم علي مدار التاريخ السباق والاحق ان يفعل ما فعله هؤلاء الصهاينة في “مقبرة اليوسفية” , مقبرة صلاح الدين بالقدس , ويستحي المجوس وفرقهم الضالة من يعبدون الشمس والقمر والنار والكواكب ان تمتد حرابهم   لتدمر قبور الموتى  او حتي يدوسوا فوق القبور ,فلعل المجوس يحترموا قواعد المعركة  وكذلك التتار والمغول  من لا دين لهم ولا اله لهم  ,فلم يقدموا على فعل دنيء كهذا ولم يسجل التاريخ ذلك ,الا ان اليهود المحتلين العنصريين  لا يستحوا ولا يتورعوا من فعلتهم التي قد تتكرر في ما تبقي من مقابر القدس الخمسة  , فهم بلا اخلاق ودينهم زوروه ليتناسب مع صهيونيتهم ,وساميتهم وهم مزعوم فلو كانوا شعبا ساميا لمنعتهم ساميتهم من ارتكاب اعمال دنيئة كهذه واحترموا الموتى ولم يشنوا حربا علي المقابر كما يحدث اليوم علي مراي ومسمع من كل العالم. لا اعرف كيف سيصف التاريخ هذا العمل الدنيء، وكيف سيقبل يهود العالم بهذا …؟ ولا اعرف كيف تستوعب عقول دعاة حقوق الانسان وحماة القانون الدولي هذا الجرم..؟, فهل يكفي الإدانة والشجب ..؟,  هل تكفي رسائل الاحتجاج شديدة اللهجة …!! ,ام ان هناك إجراءات اكبر..؟ ,لا اعتقد ان شيئا كهذا سيحدث لان ضمائر العالم تبلدت ولم يعد لهم صوت قوي امام القوي,فقط صوتهم يرتقع امام الضعيف والشعوب المغلوبة علي امرها , فلو سحق الفلسطينيين قبر يهودي واحد لقامت الدنيا ولم تقعد وحشد العالم ضد الفلسطينيين كل اشكال الادانات  واتخذوا إجراءات عقابية غير مسبوقة قد تصل لاجتياحات عسكرية لمدنهم واعتقال من قاموا بهذا العمل, لكن الفلسطينيين شعب مسلم مناضل يحترم التاريخ وله اخلاق مستمدة من الدين الحنيف الذي يوجب احترام الموتى وقبور من هم بغير الإسلام حتي لو كانوا يهودا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى