ترجمات عبرية

حجاي عميت – القدس – عاصمة فقيرة ومهملة وتتدهور : الى اسفل السلم الاقتصادي – الاجتماعي

هآرتس/ ذي ماركر – مقال – 29/11/2018

بقلم: حجاي عميت

شخصان معروفان من القدس، ولدا وترعرعا ويعيشان اليوم ايضا في المدينة، هما المسؤولان المباشران عن هبوط المدينة في المقياس الاجتماعي – الاقتصادي. في السنوات العشرة الاخيرة تولى نير بركات رئاسة بلدية القدس. واذا بحثنا عن المسؤول عن وضع المدينة فانه هو الذي يشكل العنوان الاول. في السنوات التسعة الاخيرة تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة. واذا بحثنا عن العنوان الثاني المسؤول عن وضع المدينة فهو موجود في شارع بلفور في المدينة. ولو بسبب عدد المرات التي طرح فيها نتنياهو القدس على رأس الاولويات في خطاباته السياسية.

القدس حظيت في ولاية الحكومة الحالية بنقل السفارة الامريكية اليها، كما حظيت بأن سباق الدراجات الرياضي سيمر في المدينة. ميري ريغف ناضلت من اجل استضافة منتخب الارجنتين على ستاد تيدي لكرة القدم وحاولت جعل الاوروفزيون يقام ايضا على ارضها. ولكن خلافا لكل هذه الرموز فان الحكومة الحالية لم تنجح في جعل مستوى حياة سكان المدينة يقترب من المتوسط القطري. المقدسيون يمكنهم اليوم الحصول على تأشيرة للولايات المتحدة بسهولة. ولكن تصنيف مكتب الاحصاء المركزي يدل على أنه لغالبيتهم الساحقة لا يوجد معنى لهذا الخيار.

في شهر كانون الاول الماضي اضطر موظفو وزارة المالية الذين جاءوا الى وزارتهم الى مواجهة واقع اشكالي. شاحنات قمامة البلدية ألقت القمامة التي جمعتها الى الساحة التي توجد في وزارة المالية، والعمال اضطروا الى البحث عن طرق بديلة من اجل الوصول الى مكان عملهم. هذا كان ذروة صراع طويل بين رئيس البلدية نير بركات ووزير المالية موشيه كحلون حول حجم المنحة التي ستحصل عليها العاصمة اضافة لميزانيتها.

هذه المنحة تعبر اكثر من أي شيء آخر عن مقاربة البلدية التي بحسبها وضع مدينة القدس هو قدر ديمغرافي. هذه المقاربة تفيد بأنه طالما أن نسبة الاصوليين والعرب في اوساط سكان المدينة في ازدياد، فان كل ما بقي لنا هو أن نصب في كل سنة الاموال على المدينة. على المستوى الوطني وضع المدينة يعبر عن عجز الحكومة في مواجهة ضعف هذين القطاعين وتأثير ذلك على كل الدولة. في فحص النتائج فان البلدية فشلت في تحسين الوضع الاقتصادي لسكان شرقي القدس والسكان الاصوليين في المدينة.

القدس تتدهور

“هذا فشل لكل حكومات اسرائيل”، كما وصف مصدر سياسي، “معسكر اليسار لم يرغب في الاستثمار في شرقي القدس لأنه في الاصل بعد قليل سيقوم باعادتها. ومعسكر اليمين لم يرغب في ذلك لأنه لماذا ينشغل بالعرب”.

الملاعب لن تنقذ الوضع

الطريق نحو التغيير غير معقدة، فهي تمر في استثمارات كبيرة في التجارة والتعليم والتشغيل في الاجزاء الضعيفة للمدينة – في الاحياء الاصولية والعربية. في فحص النتيجة البلدية في فترة ولاية بركات لم تكرس لهذا الامر ما يكفي من الاهتمام. صحيح أنه حتى الآن البلدية تجد صعوبة في عرض معطيات تدل على أي جزء من الميزانية موجه للاحياء الفقيرة في المدينة. وضع احياء مثل رحافيا وعين كارم ممتاز، وهكذا ايضا الخدمات الحكومية التي تحصل عليها. الاستثمارات الرمزية في الملاعب وفي المجمعات التجارية الجذابة في ثلث المدينة العلماني ليست هي التي ستنقذها من هذا الوضع.

إن غياب هذه الاستثمارات ينبع من دوافع سياسية. العرب في شرقي المدينة يواصلون مقاطعة الانتخابات البلدية، وبناء على ذلك هم لا يحصلون على معاملة جيدة من المنتخبين الذين لا يجدون فيهم أمرا انتخابيا. الاصوليون يصوتون فعليا، ولكنهم يفعلون ذلك بشكل حزبي حسب تعليمات الحاخامات. وهؤلاء من ناحيتهم يعطون الاوامر على قاعدة صفقات سياسية، ووفقا للميزانيات التي تضخ للمراكز الدينية وتعليم التوراة. لا يوجد أي سياسي يمكنه الاعتماد على الحصول على الاصوات من هذا القطاع اذا نجح في رفع نسبة التشغيل وجعل النساء يخرجن للعمل.

ورغم ذلك، في شهر أيار الماضي صوتت الحكومة الاسرائيلية لصالح اقتراح قانون “متخذي القرارات” لوزير القدس والتراث زئيف الكين بنقل نحو 2 مليار شيكل لشرقي القدس بين الاعوام 2018 – 2023. نصف هذا المبلغ مخصص للبنى التحتية والنصف الآخر للنشاطات الجارية في مجال التعليم والرفاه والتشغيل. نتيجة هذه الاستثمارات سنشاهدها في معطيات مكتب الاحصاء المركزي التي ستنشر بعد خمس سنوات فقط في افضل الحالات. المعطيات الحالية تعبر عن الاهمال الذي وجد حتى الآن.

التغيير يجب أن يبدأ في القدس

الكين الذي تنافس على رئاسة البلدية في الحملة الانتخابية طرح في حملته برنامج تطوير اقتصادي مسرع للاقسام الاصولية والعربية في المدينة. “في نهاية المطاف الحديث لا يدور عن سوق حرة، بل عن مسألة تخطيطية يجب أن تقوم بها البلدية. الحكومة مررت قبل بضعة اشهر قرار حكومي كبير – الاول بهذا الحجم الذي اتخذ في الخمسين سنة الاخيرة. ايضا في المجتمع الاصولي هناك نشاط مكثف اليوم في محاولة لتشجيع التعليم والتشغيل. النتيجة سنراها بعد خمس سنوات. الآن نحن نرى نتائج غياب قرارات كهذه في السنوات السابقة. اذا أردنا تغيير وضع المدينة يجب تشجيع المدينة الاصولية والمدينة العربية التي تقع في داخلها”، قال الكين في محادثة مع “هآرتس/ ذي ماركر” أمس.

اذا أخذنا في الحسبان عمق الفجوات فلا يكفي مخطط كهذا. حكومة اسرائيل سيكون لزاما عليها أن تتخلص من الخوف من الاستثمار الكثيف في الاحياء العربية والاصولية وأن تجد وسيلة لتطويرها اقتصادية. الاستثمار يجب أن يكون داخل الاحياء نظرا لطابع السكان الذين يعيشون فيها. وطالما أن المناطق الصناعية والتجارية لن تكون داخل أو قرب هذه الاحياء فان النساء اللواتي يعشن فيها لن يخرجن الى العمل، بسبب العقبات الثقافية التي تمنعهن من ذلك. نسبة النساء العاملات في اوساط السكان العرب في شرقي القدس منخفضة ايضا مقارنة مع النسبة في المجتمعات العربية الاخرى.

على مستوى الميزانيات الحديث يدور عن بيضة ودجاجة. في اللحظة التي سيكون فيها استثمار في مناطق التشغيل والتجارة في هذه الاحياء ايضا مبلغ الأرنونا التجارية التي تدرها سيزداد. الدائرة السحرية المسجون فيها المجتمع العربي والمجتمع الحريدي يجب أن تكسر في العاصمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى