حاييم رامون يكتب – حلف منكر : بيبي يساعد حماس
يديعوت 16/10/2018، بقلم: حاييم رامون
قطر هي دولة داعمة للارهاب تساعد حماس. لولا دعمها المالي والسياسي، لكانت حماس انهارت منذ زمن بعيد. لقد قتلت حماس في العقد الاخير نحو مئة من مواطنينا وجنودنا، أكثر من أي تنظيم ارهابي آخر. واسرائيل معروفة في حربها ضد تحويل الاموال لحماس. ولكن قبل بضعة ايام حصل شيء ما: اسرائيل، برئاسة نتنياهو، اصبحت وسيطة في تحويل الاموال من قطر الى حماس. لاول مرة، يصل المال من قطر الى اسرائيل، والحكومة تمول به الوقود التي تورد لحماس.
يتظاهر الناطقون بلسان الحكومة بالبراءة ويقولون إن الوقود ستستخدم من محطة توليد الطاقة الغزية لانتاج الكهرباء لسكان القطاع. يحتمل، وربما بشكل جزئي. فنحن اصحاب تجربة غنية في توريد مواد استراتيجية لحماس. فقد وردت اسرائيل لغزة في السنوات الاخيرة مئات آلاف الاطنان من مواد البناء، وقسم هام منها استخدم لبناء الانفاق الهجومية لحماس، بما في ذلك الـ 15 نفقا التي اكتشفها الجيش الاسرائيلي هذه السنة. هذا ما سيحصل ايضا لبعض من الوقود: فهو سيستخدم لاغراض الارهاب الحماسي العسكري.
وبالمقابل، فان السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن تعمل ضد حكم حماس في غزة. فقد فرض أبو مازن عقوبات اقتصادية على حماس، ويرفض تمويل ادخال مواد استراتيجية الى القطاع. الحقيقة المريرة هي أن نتنياهو يساعد هنية وعصبته لتعزيز حماس ويخرب على جهود أبو مازن لاضعاف حماس. وهنا يجدر بنا أن نذكر أن السلطة تقاتل مع اسرائيل ضد ارهاب حماس في الضفة. فالمسؤول عن اجهزة الامن الفلسطينية حسين الشيخ، يلتقي في احيان قريبة مع رئيس المخابرات نداف ارغمان لتنسيق الكفاح المشترك. وفي هذه الايام بالذات تشارك قوات أبو مازن في ملاحقة القاتل البغيض من برقان. وبالمقابل، فقد رقص نشطاء حماس في يوم القتل في ساحات خانيونس. أنتم مشوشون؟ بالتأكيد.
غير أنه خلف العبث يوجد منطق – منطق نتنياهو. فهو يفهم بأن البديل العملي الوحيد لحكم حماس في غزة هو السلطة الفلسطينية. أبو مازن يطالب بحزم العودة الى حكم سياسي، اداري وعسكري في غزة. أما حماس فقد “وافقت” في محادثات التسوية في مصر على أن يكون أبو مازن مسؤولا عن النظاقة والمجاري وباقي الخدمات، وتعارض بشدة نزع سلاحها (مثلما طالبت اسرائيل في الماضي). وانظروا العجب: نتنياهو يتجاهل طلب السلطة، ويهاجمها على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على حماس ويهدد بأن يقلص من اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل عن السلطة فينقلها مباشرة الى حماس.
السبب واضح: نتنياهو يعارض عودة السلطة الى غزة، لأن هذا سيهدد الوضع الراهن ويكسر الجمود السياسي. في نظره، أبو مازن عدو أكثر خطرا بكثير من محمد ضيف ومواصلي دربه. الوضع الراهن يخلد الوضع القائم، الذي لا تكون فيه السلطة تمثل كل الفلسطينيين. يرى الكثيرون في اليمين بغزة التي في يد حماس الدولة الفلسطينية عمليا، وبالتالي، لا مجال لدولة فلسطينية اخرى في الضفة. وعليه فقد منح بيبي حصانة لحماس ولزعمائها، ممن يعملون منذ نصف سنة ضد بلدات غلاف غزة، يحرقون حقولهم، يسممون الهواء وينثرون العبوات الناسفة دون خوف من أي ضر لهم. فهم يفهمون بأن بيبي يفضل حكمهم على حكم أبو مازن.
اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعارض عودة أبو مازن الى القطاع. مصر، السعودية، معظم دول الخليج وحتى الولايات المتحدة، تؤيد طرد حماس المدعومة من ايران، وتريد عودة السلطة الى غزة. لا شك أنه طالما كانت حماس تحكم القطاع، فان الاحاديث عن مساعدة انسانية لصالح سكان غزة عديمة الاساس؛ فلا يمكن اعمار غزة دون الاعتراف بحكم حماس. بالطبع، لا أقترح أن تحتل اسرائيل القطاع وتحكمه. أنا اقترح – بخلاف نتنياهو – أن ترتبط اسرائيل بالعالم وبالدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها مصر والاردن، في المسعى المشترك لاعادة أبو مازن والسلطة الى غزة.
جدير بسكان الجنوب أن يعرفوا بأن نتنياهو مستعد لأن يختنقوا بالدخان وأن يتنشقوا سم الاطارات التي تشعلها حماس، على ألا تعود السلطة الى غزة. واضح أنه يحاول اخفاء سياسته عن ناظر الجمهور. أما المعارضة فملزمة بأن تعرض هذه الحقائق وأن تكافح ضد سياسة نتنياهو. ولكن، كما هو معروف، لا توجد معارضة.