حاييم رامون / جربنا كل شيء – الحل الوحيد: “اسقاط حماس”

يديعوت – بقلم حاييم رامون – 31/5/2018
في العام 2007 قامت حماس بانقلاب عسكري ضد الحكم الشرعي للسلطة الفلسطينية في غزة. منذئذ، جربنا التصدي للارهاب الحماس بكل الوسائل، بما في ذلك ثلاث حملات عسكرية واسعة، الرصاص المصبوب، عمود السحاب والجرف الصامد التي استمرت 51 يوما وكلفت ثمنا دمويا من 67 جنديا و 4 مدنيين قتلى. فرضنا حصارا اقتصاديا على غزة، وافقنا على هدنة مع حماس، التي خرقتها بالطبع في غضون وقت قصير. استثمرنا المليارات في وسائل الدفاع – القبة الحديدية، كشف الانفاق، الجدار وكذا العائق البحري. شيء لم يجد نفعا. الارهاب الحماسي يتواصل حتى بعد ان اوقع على مليونين من سكان غزة واقعا انسانيا رهيبا.
التفكير بانه يمكن اعمار غزة والوصول الى شاطيء الامان لسكانها تحت حكم حماس عديم الاساس. ومثلما هي التصريحات المتبجحة التي اطلقها رؤساء الحكومة ووزراء الدفاع بعد كل حملة، في ان حماس ضربت ضربة قاضية، كانت عديمة الاساس. في حملة الرصاص المصبوب كان ممكنا تصفية حكم حماس. كنا على مسافة نحو 2 كيلو متر من قادة حماس الذين اختبأوا في مستشفى الشفاء. وزير الدفاع في حينه ايهود باراك عارض ذلك وفرض رأيه على رئيس الوزراء اولمرت الذي كان في نهاية ولايته. ومنذئذ تسود مفاهيم “التعايش” او الادق “التماوت” مع حماس.
في 2009، قبل بضعة ايام من الانتخابات، وقف رئيس المعارضة نتنياهو على ابواب غزة ووعد بالقطع بان يسقط حماس حماس، بخلاف حكومة اولمرت “المنبطحة”. وبغير قليل بفضل هذا الوعد فاز نتنياهو في حينه في حملة الانتخابات. عندما انتخب تبنى موقف وزير الدفاع باراك، وفضل تخليد حكم حماس والانقسام بين حكم السلطة في الضفة وحماس في غزة. وفي اثناء الجرف الصامد ايضا فضل نتنياهو خوض مفاوضات مع حماس على اسقاطها، رغم أن العالم بشكل عام والدول العربية المعتدلة وعلى رأسها مصر بشكل خاص، طالبت بوضع حد لحكم حماس. ومؤخرا ايضا، عندما طالبت السلطة العودة والحكم عسكريا ومدنيا في غزة، واصل نتنياهو تفضيل حكم حماس في القطاع. كما هو معروف، تفرض السلطة عقوبات على حماس في غزة. منذ وقت غير بعيد هدد نتنياهو السلطة من أنها اذا لم توقف العقوبات، سيقتطع من الاموال التي تحولها اسرائيل الى السلطة تلك المبالغ التي تمنعا عن حماس. لهذه الدرجة وصل تمسك بيبي بتأييده لحكم حماس في غزة.
اليوم ايضا نجد أن مصر، السعودية ودول الخليج تريد ازالة حماس وعودة حكم السلطة الى هناك. ولكن بيبي يقف كالسور المنيع ضد هذه الميول ويمنع التعاون مع الدول العربية المعتدلة ضد حماس. والسبب: يخاف من ان عودة السلطة الى غزة ستعززها سياسيا، وعندها لا سمح الله سيضطر الى خوض مفاوضات سياسية مع كيان فلسطيني واحد يمثل غزة والضفة.كثيرون في اليمين يفضلون استمرار الوضع القائم ويدعون بان غزة هي الدولة الفلسطينية، وبالتالي لا حاجة لاقامة دولة فلسطينية اخرى، حتى لو كان يحكم في غزة تنظيم ارهاب. عودة السلطة الى غزة ستسحب من ايديهم هذه الحجة.
ان الادعاء بان اسقاط حماس من شأنه أن يؤدي الى جلب حكم اسوأ (وكأنه يمكن أن يكون اسوأ من حماس والجهاد الاسلامي) هو ادعاء سخف. واضح، لا لبس فيه بانه بدلا من حماس ستأتي السلطة وليس أي جهة اخرى.
لقد أدار الجيش الاسرائيلي امس يوم معركة ضد تنظيم ارهابي صغير، مثل الجهاد الاسلامي، يعمل برعاية حماس. ومن العبث ان اسرائيل، الدولة مع الجيش الاقوى في الشرق الاوسط تسمح لحماس بان تجبي حياة البشر وتنغص حياة سكان اسرائيل بشكل عام وسكان غلاف غزة اساسا، منذ اكثر من عقد. لقد سبق أن جربنا كل شيء، باستثناء الحل المنطقي الوحيد – تصفية حكم الارهاب، الذراع الايراني في جنوب البلاد. في نهاية المطاف لن يكون مفر. ولاحقا أم آجلا سنسقط حماس، وبالتالي لماذا ليس الان؟