أقلام وأراء

حافظ البرغوثي يكتب – ورقة حماس في المزاد للوصول إلى واشنطن

حافظ البرغوثي 17/7/2021

الغزل الذي أبداه الرئيس التركي نحو إسرائيل باقتراحه الوساطة بين حماس وتل أبيب لم يقنع الإسرائيليين، فهو يحاول أن يعيد العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها مع أن العلاقات التجارية والأمنية لم تتأثر بين البلدين.

واتخذ السفير التركي الجديد في واشنطن مراد مرجان من أحد كبار الحاخامات وهو شناير مدخلا لترطيب العلاقات بين يهود أمريكا وتركيا. وكانت قطر أبدت من قبل في يونيو/حزيران الماضي استعدادها للعب دور الوساطة بين حماس وواشنطن واستضافة لقاء في الدوحة. أما عزمي بشارة رجل قطر، والمنظر لجماعة الإخوان، فقد أوعز إلى لوبي شكله في واشنطن من بعض المسيحيين الفلسطينيين لإرسال رسالة إلى الإدارة الأمريكية تطالب بفتح حوار مع حماس رغم أن واشنطن أكدت موقفها الرافض للحوار مع حماس ولكنه أراد -أي بشارة- أن يؤكد شمولية التأييد لحماس باعتباره مجندا لهذا الهدف في قطر.

غني عن القول أن حماس بعد العدوان الأخير على غزة طرحت نفسها ممثلا للشعب الفلسطيني، وأبدت علنا رغبتها في السيطرة على منظمة التحرير ومجلسها الوطني وعرضت ورقتها في المزاد بين الدول الحليفة لها للإتجار بها دبلوماسيا.

كما أن اسماعيل هنية في جولته الأخيرة طرق باب التطبيع في المغرب حيث تهجو حماس كل من طبع باستثناء قطر وتركيا وحزب الإخوان باعتباره تطبيعا حلالا وفق تفسير القرضاوي. والتقى هنية مع رئيس الوزراء العثماني وهو من حزب العدالة والتنمية الإخواني هناك على أمل أن يشق بواسطة التطبيع المغربي سبيلا إلى واشنطن أو تل أبيب لكي يتخلص الجناح الإيراني التركي القطري في حماس من النفوذ المصري المتنامي في غزة.

وفي إحدى الندوات التي تحدث فيها هنية في المغرب أسهب في قدح وذم ونقد حركة فتح فوقف أحد قادة النقابات المغربية ليقول له “لقد سمعناك تتحدث لمدة ساعة ضد فتح ولم نسمع كلمة واحدة ضد إسرائيل فنحن تربينا منذ الصغر على أن الريادة في النضال هي لفتح وأنت تقول العكس”. ولهذا أيضا طلب إسماعيل هنية زيارة الأردن للتباحث مع المخابرات الأردنية فقط ربما لإعادة إحياء الاتفاق السابق معها بشأن استضافة بعض قادة حماس. لكنه لم يتلق ردا من الأردن الذي لا تنقصه منغصات داخلية إضافية.

هناك ازدحام من حاملي ورقة حماس على أبواب تل أبيب وواشنطن ولم تعد الورقة الحمساوية حكرا على قطر التي لا تستطيع التأثير في القرار الإسرائيلي الأمريكي لأنها لا تقبض على مقاليد حماس كلها بل تبقى الأنشطة القطرية في المستوى الخدماتي السفلي لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى