أقلام وأراء

حافظ البرغوثي يكتب – حرب كلامية مفتوحة

حافظ البرغوثي – 23/3/2021

تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو فجأة، لدرجة وصف فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الروسي بوتين ب«القاتل»، نتيجة محاولته التأثير في الانتخابات الأمريكية لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب. وقال الرئيس الأمريكي إن الرئيس الروسي سيواجه عواقب توجيه جهود ترمي إلى التأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح دونالد ترامب، وإن ذلك سيتحقق قريباً. بدوره اقترح الرئيس الروسي بوتين، التواصل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال بث مباشر على الهواء. وتابع بوتين: «يبدو لي أن هذا سيكون في مصلحة شعبي روسيا والولايات المتحدة، وكذلك كثير من الدول الأخرى».

وردّ بوتين على وصفه بأنه «قاتل»، قائلاً إن «القاتل هو من يصف الآخر بذلك، وكل إناء ينضح بما فيه». وتناول الرئيس الروسي المؤسسة الأمريكية، وقال إن الأمريكيين الأفارقة في الولايات المتحدة ما زالوا يتعرضون للظلم والإبادة.

وفي موازاة هذا استقطبت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في جولته الآسيوية، تهديدات من كوريا الشمالية والصين. وكان بلينكن صرح بأن الصين تتصرف بشكل أكثر عدوانية وقمعاً، بما في ذلك في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، حيث تخوض نزاعات على السيادة مع اليابان ودول آسيوية أخرى. وقال لصحفيين يابانيين في طوكيو، إن بكين «تثير التوتر ولا تخفّضه» في المنطقة من خلال أعمالها البحرية ومواقفها بشأن تايوان. وكان بلينكن زار اليابان وكوريا الجنوبية مع وزير الدفاع لويد أوستن، في محاولة لتعزيز تحالفات واشنطن في آسيا، في أول رحلة خارجية يقوم بها كبار أعضاء إدارة الرئيس بايدن.

ويبدو أن المناورات العسكرية التي تُجريها كوريا الجنوبية مع القوات الأمريكية المرابطة على أرضها أثارت غضب بيونج يانج، حيث تولت شقيقة الرئيس الكوري الشمالي الرد على واشنطن. وانتقدت كيم جونج أون، الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة التي تجهد عبر المحيط «لنشر رائحة البارود في أرضنا»، وقالت: «إذا كنتم ترغبون في النوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم التسبب في أعمال تجعلكم تصابون بالأرق». وتُعد تصريحات كيم جونج المستشارة الرئيسية لشقيقها، أول إشارة صريحة من كوريا الشمالية تجاه الرئيس جو بايدن منذ تسلمه الحكم من سلفه ترامب، على الرغم من أنها لم تذكر الرئيس الديمقراطي بالاسم.

وتأتي تصريحات كيم كنوع من الضغط إبان جولة الوفد الأمريكي في محاولة لانتزاع تنازلات لصالحها من واشنطن في خضم العقوبات وحالة الحصار التي تعيشها. وقد رفضت السلطات الكورية الشمالية في إطار ضغوطها على الإدارة الجديدة، التواصل مع إدارة بايدن. وكانت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جالينا بورتر، قالت للصحفيين، إن واشنطن حاولت التواصل مع بيونج يانج «من خلال قنوات عدة، بدءاً من منتصف فبراير»، وأضافت: «حتى الآن، لم نتلق أي رد من بيونج يانج».

وقد ترك الوزير بلينكن، وزير الدفاع يزور الهند منفرداً، وعاد إلى واشنطن لعقد لقاء في ألاسكا مع نظيره الصيني يانج، حيث تبادل كبار الدبلوماسيين من أمريكا والصين الانتقادات اللاذعة خلال اجتماع رفيع المستوى، هو الأول لهم منذ تسلم الرئيس بايدن منصبه، وبدت المحادثات مشحونة بشكل أكثر مما كان متوقعاً في البداية. وقال بلينكن في تصريحات افتتاحية صريحة، إن العلاقات الأمريكية الصينية «ستكون تنافسية إذا لزم الأمر، وتعاونية إذا أمكن، وعدائية إذا لزم الأمر». وحذر من أن تصرفات الصين تهدد الاستقرار العالمي.

وردت الصين على لهجة الاتهام، ورفضت أي تدخل في شؤونها الداخلية. وأكد الوزير الصيني يانج «الحقيقة بأن هناك العديد من مشاكل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة»، في إشارة إلى احتجاجات العام الماضي تحت شعار «حياة السود مهمة» ضد العنصرية وعنف الشرطة.

من جانبه، قال بلينكن إن الولايات المتحدة قلقة بشأن حالة حقوق الإنسان في هونج كونج وفي مقاطعة شينجيانج، التي تضم أقلية الإيجور العرقية. فالأطراف كلها في خضم صراعها الجيوسياسي لاقتصادي باتت تغلفه بحقوق الإنسان في بلدانها، وكل منها لديه قمع ضد المعارضة والأقليات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى