أقلام وأراء

حافظ البرغوثي يكتب – «الإخوان» بيضة القبان في الحكومة الإسرائيلية

حافظ البرغوثي *- 26/3/2021

تحولت كتلة «القائمة الموحدة»، وهي الجناح الجنوبي في حركة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة، إلى بيضة القبان التي تقرر شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بعد فوزها بخمسة مقاعد في الكنيست. وكانت الكتلة التي يتزعمها الطبيب وعضو الكنيست منصور عباس، انشقت عن «القائمة العربية المشتركة» قبل الانتخابات، إثر تقارب ولقاء مفاجئ بين بنيامين نتنياهو ومنصور عباس الذي سبق أن تبرأ من النضال الفلسطيني، ووصف الأسرى الفلسطينيين بأنهم «مخربون»، رغم اعترافه علناً بأنه التقى قادة من حماس في الخارج منهم خالد مشعل.

ويطالب عباس بالاندماج في المجتمع ودعم أية حكومة تلبي مطلبه. وكان التمثيل العربي وصل إلى 15 عضواً في الانتخابات السابقة، لكنه تراجع إلى 11 حالياً بعد الانشقاق عن القائمة المشتركة. وسارع يائير لبيد رئيس حزب «ييش عتيد»، ثاني أكبر حزب، إلى الاتصال وترتيب موعد مع رئيس «الموحدة»، بعد أن تبين أن أصوات قائمته ستحسم مصير الحكومة، إما يمينية وإما وسط ويسار. وقال عباس إن قائمته ليست في جيب أحد «لا اليمين ولا اليسار»، مضيفاً أنه «في حال كان هناك أي مقترح سنجلس ونبحثه ونتفاوض».

وأضاف عباس: نرغب في الاتصال مع الطرفين، مشيراً إلى رغبته في تولي منصب حكومي. وكان التعادل للمرة الرابعة في الانتخابات بين اليمين واليسار جعل مقاعد «الموحدة» الأكثر تأثيراً، لأن «القائمة العربية المشتركة» ترفض الدخول في حكومة إسرائيلية على عكس منصور عباس الذي أكد سعيه للمشاركة في الحكومة الإسرائيلية، لكن معسكر نتنياهو منقسم حول الموقف من «القائمة الموحدة»، ذات التوجه الإسلامي، حيث وصف أحد قادة اليمين، وهو بتسلئيل سموتريتش رئيس كتلة الصهيونية الدينية، عباس بأنه «يعتنق ديناً إرهابياً»، ورفض أي دعم من قائمته للحكومة، لأنها حكومة قومية يهودية، لا تتحالف مع عرب. وكان نتنياهو صرح قبل الانتخابات لإبعاد شبهة تحالفه مع عباس بأنه يتعهد «بشكل قاطع» بعدم تشكيل حكومة تستند إلى «القائمة الموحدة» أو بدعم «الموحدة» لحكومته من الخارج، أو امتناعها عن التصويت لدى طرح حكومته على الكنيست. وقال نتنياهو حول هذه الإمكانيات: «أتعهد بشكل قاطع أنه لن يكون مثل هذا الأمر. لن أعتمد عليهم ولن أضمهم. لا بالامتناع ولا بأي شيء، لأنهم يعادون الصهيونية».

لكن رئيس الائتلاف في الكنيست، ميكي زوهار، من حزب الليكود، قال إنه «ينبغي القيام بأي شيء من أجل منع انتخابات خامسة. من واجبنا أن نفعل أي شيء، أي شيء، من أجل منع انتخابات خامسة. ويجب استنفاد كافة الخيارات السياسية المتوفرة من أجل تشكيل حكومة تقوم بعملها».

وألمح الوزير الليكودي تساحي هنجبي إلى احتمال التوجه إلى «القائمة الموحدة»، وقال إن «هذه إمكانية غير مرغوب بها، لكنها ربما تكون أفضل من انتخابات خامسة. وإحدى الإمكانيات هي أن ينفذ منصور عباس ما قاله طوال الحملة الانتخابية، أنه سيدعم أي ائتلاف يضع خطة لمواجهة المشاكل في الوسط العربي».

وكان نتنياهو كسياسي محترف وبارع ومخادع نجح حتى الآن في البقاء على رئاسة الوزراء رغم تراجع معسكره، ونجح في شق معسكر لبيد وجانتس في الانتخابات السابقة، ولم يف بوعده بتناوب رئاسة الحكومة، واختار انتخابات جديدة لعله يستطيع أن يفوز برئاسة حكومة للمرة السابعة، تتيح له الإفلات من المحكمة التي تنظر في سلسلة قضايا فساد ضده، كما نجح في شق «القائمة العربية المشتركة» باستمالة منصور عباس رئيس الجناح الجنوبي لجماعة الإخوان في إسرائيل، وجعل التمثيل العربي ينخفض من 15 إلى 11 مقعداً، كما واجه المتطرفين الذين ينافسونه في حزبه بعد انشقاق جدعون ساعر عن الليكود، وخوضه الانتخابات منفرداً في قائمة جديدة، بتشكيل حزب يميني متطرف بقيادة الإرهابي سموريتش الذي يدعو لضم الضفة الغربية وطرد العرب منها إلى الخارج.

كما نجح نتنياهو في سحب أصوات من ساعر واليميني المتطرف نفتالي بينيت الذي يقود «حزب يمينا»، كما ساهم في إضعاف حزب الوزير السابق أفيجدور ليبرمان. لكن كل ذلك التقسيم والانشقاقات ظلت ضمن معسكر اليمين، فلم يستطع نتنياهو تحقيق فوز يتيح له تشكيل حكومة جديدة حتى الآن، لكنه قادر على إسكات المعارضين في معسكره اليميني وضم منصور عباس إلى حكومته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى