ترجمات عبرية

جون كيري : عرضت على نتنياهو خطة سلام صاغها – الاسد وقد كان متفاجئا من التنازلات الكبيرة

هآرتس – بقلم  أمير تيفون – 5/9/2018

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو استلم رسالة سرية صاغها الرئيس السوري بشار الاسد في 2010 والتي تم فيها وضع تفصيلات لخطة سلام بين سوريا واسرائيل – هكذا كتب وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري في كتاب سيرته الذاتية الذي صدر اليوم في الولايات المتحدة. كيري عرض على نتنياهو الرسالة الموجهة للرئيس السابق براك اوباما. لقد كتب بان رئيس الحكومة الاسرائيلية كان متفاجئا من مضمون الرسالة التي عرضت استعدادا سوريا بتنازلات أوسع مما كان في  جولات المفاوضات السابقة بين الدولتين.

الحدث الذي يصفه كيري في كتابه حدث قبل اشهر معدودة من اندلاع الحرب الاهلية في سوريا وفي  الفترة التي جرت فيها اتصالات بين اسرائيل وسوريا بوساطة امريكية. هذه الاتصالات التي تم الابلاغ عنها في وقت حدوثها لم تؤدي الى اتفاق في نهاية الامر. وبعد وقت قصير من انتهائها اندلعت الحرب الاهلية في سوريا ووضعت حدا لمحادثات بين الدولتين.

كيري يكتب في كتابه بان في سنة 2009، عندما تولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جاء الى دمشق وقابل للمرة الاولى الاسد. حسب اقواله في اللقاء الاول لنا واجهت الاسد بخصوص المنشأة النووية التي بنتها سوريا وقصفتها اسرائيل، كما نشر”. كيري تطرق للمفاعل السوري الذي قصفته حكومة اولمرت في 2007. “ان حقيقة أن هذا كان مفاعلا نوويا هو أمر معروف ومؤكد تماما، وليس عليه خلاف”، يشير كيري. ولكن حسب  ادعاؤه فان الاسد كذب عليه ونفى أن يكون الموقع الذي قصف في شرقي سوريا كان مفاعلا نوويا. “الاسد نظر في عيني وقال لي ان هذا لم يكن موقعا نوويا، بنفس صورة الحديث بالضبط الذي استخدمها طوال باقي اقسام المحادثة. كان هذا كذبا غبيا من السهل دحضه، ولكنه كذب علي بدون تردد”، كتب كيري.

في المحادثة التالية بين الاثنين التي جرت في زيارة اخرى لكيري في المنطقة حاول الضغط على الاسد لوقف تأييده لتنظيم حزب الله في لبنان. الاسد رد بأنه مستعد لاجراء مفاوضات حول هذا الموضوع مع الولايات المتحدة واسرائيل. “لقد سألني الاسد ماذا يتوجب عليه تقديمه من أجل الدخول في مفاوضات سلام جدية مع اسرائيل. لقد اراد أن يستعيد الجولان التي فقدتها سوريا لاسرائيل في 1967.

كيري أجاب الاسد بانه “اذا كان جديا يجب عليه أن يعد اقتراح مفصل للسلام. لقد سأل كيف يجب أن يبدو اقتراحا كهذا وكنت بمشاركته بعدد من الافكار. في هذه المرحلة طلب من مساعده الاكبر صياغة رسالة شخصية للرئيس براك اوباما”. في الرسالة نفسها يكتب كيري، طلب الاسد من اوباما ان يؤيد اعادة تجديد مباحثات السلام مع اسرائيل، و “أبدى استعداد سوريا للقيام بعدد من الخطوات مقابل استعادة الجولان من  اسرائيل”.

كيري يشرح بان “والد الاسد حاول استعادة الجولان وفشل، لهذا فقد كان مستعدا للقيام بالكثير جدا مقابل ذلك”. اقتراح الاسد تضمن من بين ما تضمن اعتراف كامل باسرائيل وفتح سفارات متبادلة بين الدولتين. كيري أكد بان الاسد يجب عليه قطع علاقاته مع حزب الله. “في اليوم التالي وصلت لاسرائيل والتقيت مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. يكتب كيري واطلعته على رسالة الاسد. لقد كان متفاجئا بان الاسد كان مستعدا للذهاب بعيدا الى هذا الحد، اكثر بكثير مما كان مستعدا للقيام به في اللقاءات السابقة”.

كيري لم يقدم تفاصيل اخرى عن رد نتنياهو. في سنة 2015 أشار في مقابلة لـ “نيو يوركر” الى وجود الرسالة، وقال بان الاتصالات بين اسرائيل وسوريا في  تلك الفترة انتهت بعد أن قال نتنياهو للبيت الابيض بان الظروف القائمة لا تسمح بالتوصل الى اتفاق. مع ذلك في سنة 2012 وردت تقارير بان نتنياهو قال في وقت الاتصالات بانه سيدرس اتسحابا من الجولان مقابل قطع سوريا لعلاقاتها مع حزب الله.

حسب ادعاء كيري فانه بعد ان عرض الرسالة على نتنياهو عاد الى واشنطن ونقل الرسالة لاوباما ولكبار مستشارية لشؤون الشرق الاوسط. احد مستشاريه كان دينس روس الذي كان يشغل وظيفة الوسيط في المباحثات بين اسرائيل وسوريا. ادارة اوباما حاولت في الاسابيع التالية فحص جدية الاسد. كتب كيري، بوساطة  وضع مطالب تتعلق بعلاقاته مع حزب الله. الاسد لم يفِ بتعهداته.

“أنا أتذكر بانني سمعت الاسد واصل بالضبط نفس السلوك في موضوع حزب الله والذي قلنا له بانه يتوجب وقفه”، يكتب كيري. “لقد كان ذلك مخيبا للامال ولكنه لم يكن مفاجئا”. في مكان آخر في الكتاب يكتب كيري عن الاسد بانه “شخص يمكنه أن يكذب  عليك  في وجهك وهو يقف على بعد امتار معدودة منك، وهو قادر ايضا على ان يكذب على كل العالم بعد أن استخدم السلاح الكيماوي من أجل ان يقتل مواطنيه”.

كييي يكتب بصورة مطولة في الكتاب ايضا على النقاشات الداخلية التي جرت في  ادارة اوباما بعد أن استخدم الاسد السلاح الكيماوي في صيف 2013. حسب كيري فان الغالبية العظمى لكبار شخصيات ادارة اوباما بما فيهم كيري نفسه – ايدوا عملية عسكرية ضد الاسد، ولكن اوباما قرر في النهاية الامتناع عن ذلك من بين امور اخرى بسبب انه تولد لديه الانطباع بانه لا يوجد دعم كافٍ في الكونغرس لعملية عسكرية. كيري يصف ذلك كخطأ، ولكن انتقاده لاوباما حذر ومعتدل. كيري يلخص فصله حول سوريا بقوله ان “جروح سوريا ما زالت مفتوحة. ليس هنالك يوم لا افكر في ذلك”.

في نهاية الاسبوع نشر في موقع “مطلع يهودي” عدد من الاجزاء من كتاب كيري التي تتناول النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. من بين ما نشر، كيري ادعى بان قرار الرئيس التالي دونالد ترامب في كانون اول 2016 بتعيين ديفيد فريدمان بوظيفة سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، سهلت على ادارة اوباما عدم وضع فيتو على مشروع القرار ضد المستوطنات في مجلس الامن. كما كتب كيري بانه حسب تقديري فان الزعيم الذي اجرى معه اكبر قدر من المحادثات من بين كل زعماء العالم من خلال فترة ولايته كوزير للخارجية كان رئيس الحكومة نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى