ترجمات أجنبية

جورنال دو ديمانش: معلومات يجب أن تعرفها عن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو

جورنال دو ديمانش 27/4/2018
تصويت النائب عن الحزب الجمهوري، راند بول، قد قلب الموازين لصالح مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مايك بومبيو، ليصبح رسميا خليفة لريكس تيلرسون على رأس الدبلوماسية الأمريكية. ومباشرة، انخرط بومبيو ضمن مهام منصبه الجديد، حيث شد الرحال ليلة الخميس إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع حساس للغاية لحلف شمال الأطلسي.
أولا، بومبيو، البالغ من العمر 54 سنة، يلقب “بالصقر”، الصفة التي تعكس، بحسب معجم الدبلوماسية، صورة شخص يتسم بخطاباته العدائية الذي يتبع منهجا سياسيا قائما على الخشونة. وكان بومبيو، ذو الأصول الإيطالية، رجلا عسكريا، حيث تفوق ضمن دفعته، مع العلم أنه قد تكون في أكاديمية “ويست بوينت” العسكرية المرموقة. وعلى الرغم من أنه خدم في ألمانيا قبل سقوط جدار برلين، ومن ثم في العراق، وتحديدا خلال حرب الخليج الأولى، إلا أنه لم يشارك أبدا في أي معارك. وبعد أن درس في كلية هارفارد للحقوق، أسس مايك بومبيو شركة للهندسة في ولاية كانساس بعيدا عن ولاية كاليفورنيا التي ترعرع فيها.
ثانيا، مايك بومبيو يعد مقربا من عائلة “كوخ” الممولة لليمين المتطرف في الولايات المتحدة. فخلال سنة 2010، اقتحم بومبيو عالم السياسة، حيث تلقى دعما من الأخوين تشارلز وديفيد كوك، وهما من بين أثرى أثرياء العالم. ويتبنى الأخوين كوك فكر الليبرتارية في حين يمولان المرشحين الذين يدافعون عن أفكارهم. ومع انتخابه عضوا في مجلس النواب الأمريكي، تبنى مايك بومبيو مشاريع قوانين تصب في صالح الأخوين كوك.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال شهر كانون الثاني/ يناير سنة 2017، ترأس مايك بومبيو وكالة المخابرات المركزية وأدلى بخطاب، من المرجح أنه راق كثيرا لدونالد ترامب. وجاء فيه: “لكي تحقق وكالة المخابرات المركزية النجاح المرجو، يجب أن تكون قاسية وعدوانية ومتصلبة وعديمة الرحمة”.
ثالثا، مايك بومبيو يحافظ على موقفه الصارم فيما يتعلق بالملف الكوري الشمالي والملف الإيراني. وعلى غرار ترامب، يدافع وزير الخارجية الجديد عن إستراتيجية فرض “أقصى قدر من الضغط” على بيونغ يانغ. وخلافا لسلفه ريكس تيلرسون، الذي يعارض شن ضربات وقائية، أكد مايك بومبيو أن دوره في وكالة المخابرات المركزية يقتضي “توفير ثلة من الخيارات للرئيس الأمريكي” في خصوص التعامل مع ملف كوريا الشمالية، التي نجد من بينها التدخل العسكري.
في السياق ذاته، يعد مايك بومبيو معارضا شرسا لاتفاق فيينا، حيث يرى أن هذا الاتفاق “كارثي” على حد تعبيره. ولكن، خلال وقوفه أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، عمل بومبيو على التخفيف من حدة خطاباته، إذ أنكر صفة “الصقر” “ومؤيد الحرب” التين التصقتا باسمه. وفي هذا الشأن، صرح بومبيو، قائلا: “لم أكن أبدا مؤيدا لتغيير النظام في كوريا الشمالية”.
رابعا، مايك بومبيو يعارض بشدة اتفاق باريس للمناخ. فخلال جلسة الاستماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، رفض بومبيو أن يوضح موقفه والدور الذي يلعبه في خصوص مسألة التغير المناخي. لكن، موقفه مطابق تماما للأخوين كوك، الذين كونا ثروتهما من استغلال النفط، في خصوص هذا الملف. وخلال توقيع اتفاق باريس للمناخ، هاجم بومبيو الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، متهما إياه بالاستسلام لطلبات من وصفهم “بمتطرفي البيئة”.
خامسا، أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد يتبنى أيضا مواقف قوية للغاية حول القضايا الاجتماعية، على غرار مكانة المسلمين في الولايات المتحدة وزواج المثليين. كما يدعو بومبيو إلى إعادة اعتماد سياسة التعذيب، الأمر الذي يدينه نواب الحزب الديمقراطي.
سادسا ، وخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2016، دافع مايك بومبيو عن برنامج الاستجواب الذي اعتمدته وكالة المخابرات المركزية في عهد جورج بوش، معتبرا أن العملاء الذكور والإناث الذين أشرفوا أو شاركوا في هذا البرنامج ليسوا “بجلادين بل هم وطنيون”. إضافة إلى ذلك، يتعاطف مايك بومبيو مع فكرة الحفاظ على معتقل غوانتانامو مفتوحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى