جودت مناع: المستوطنون يؤسسون لدولة في الضفة الغربية تنهي السلطة الفلسطينية بقرار غير معلن من “الكابنيت”

جودت مناع ٢٥-٦-٢٠٢٣: المستوطنون يؤسسون لدولة في الضفة الغربية تنهي السلطة الفلسطينية بقرار غير معلن من “الكابنيت”
لا يمكن تفسير عمليات إرهاب المستوطنين إلا بقرار اتخذه “الكابينيت” الإسرائيلي خلال اجتماعه الأخير يوم الاثنين وفق 19 حزيران الحالي قرارات خطيرة غير القرار المتعلق بتكليف ذراعه العسكري في معاقل الإرهاب في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية للقيام بعمليات إرهابية في القرى الفلسطينية الواقع بين مدينتي رام الله ونابلس.
القرار الأخطر هو التنسيق السري المستمر بين المستوطنين الإرهابيين وقادة الجيش الإسرائيلي لإحلال سلطة المستوطنين بديلاً للسلطة الفلسطينية على مراحل ، وبذلك تنآى الحكومة الإسرائيلية عن أي انتقادات دولية.
ويفسر استمرار جرائم المستوطنين في قرى وسط فلسطين دليلاً قاطعاً على تنفيذ خطة متدحرجة للاستيلاء على تلك القرى بدلاً من تدخل الجيش الذي يقدم الدعم اللوجستي والحماية للمستوطنين خلال عمليات التخريب بإحراق المنازل والسيارات وحقول الأشجار.
وتهدف القيادة الإرهابية في تل أبيب إلى خداع الرأي العام العالمي برسالة مفادها أن ما يجري في المنطقة هو نزاع بين المستوطنين ومواطني تلك القرى الفلسطينية وأن ليس للجيش الإسرائيلي دوراً في هذا النزاع.
ويعتقد أن اختيار بلدة ترمسعيا شمال رام الله لحرق منازلها وسيارات المواطنين غداة الهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي في جنين هو وجود بعض سكان البلدة في الولايات المتحدة الأمريكية وباعتقادهم أن ذلك يسهل على المستوطنين القيام بأعمال تخريبية دون مواجهة واسعة.
وتقع ترمسعيا وسط حوض استيطاني فوق التلال المحيطة بها وتمتد أراضيها بمساحات واسعة في عدة اتجاهات.
وبرغم إحاطة الإدراة الأمريكية علما بأن معظم مواطني البلدة عم من حملة الجنسية الأمريكية أيضاً إلا إن إدارة بايدن لم تحرك ساكناً واكتفت بإعلان ممانعتها لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
هذه التطورات تأتي بعد عدة أشهر من تولي حكومة بنيامين نتنياهو السلطة في إسرائيل تضم تشكيلا من الإرهابيين اليهود الصهاينة مثل إيتمار بن غفير وسموتريش اللذان تسلما حقيبتين وزاريتين مهمتين في حكومة اليمين الإسرائيلي المتشددة مما رفع وايرة الالإرهاب الإسرائيلي في الضفة الغربية.
فمن ناحية ،يبدو أن الخطة الإسرائيلية قابلة للتطبيق بدعم كل من سموتريس الذي تسلم حقيبة المال ويمكنه تمويل إقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القديمة منها بينما يدعو بن غفير المستوطنين لحمل السلاح وتدمير بيوت الفلسطينيين علناً.
أما الناحية الأخرى هي غياب موقف عملي فلسطيني واضح وضعف عربي يشغبه عملية التطبيع إزاء خطة الحكومة الإسرائيلية بإقامة سلطة على ما يسمونه “يهودا والسامرة” في غياب لوحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية.
هذا المشهد سييضع الشعب الفلسطيني عامة ومواطني تلك القرى بين فكي إرهاب المستوطنين من جهة وعملية طرد جماعي لا يمكن وقفها ما لم تدك المقاومة الفلسطينية معاقل الإرهاب في المستوطات الإسرائيلية كأولوية استراتيجية في عملية الدفاع الراهنة عن الشعب الفلسطيني.